مقالات

علي سلطان يكتب : الخطر القادم.. ليس هناك رغيفة واحدة؟!

*وطن النجوم*
*علي سلطان*

*الخطر القادم.. ليس هناك رغيفة واحدة؟!*

منذ سنوات ونحن نعاني من عدم حصولنا على العيش او الرغيف او الخبز.. وعشنا ماساة وملهاة سودانية مع صفوف الرغيف عند الافران.. وسهر الليالي في انتظار ارغفة تسد رمق العيال وتكون سندا لافطارهم اليومي في المدرسة.. ايام عصيبات كالحات وماتزال تلقي بظلالها وسوئها على حياتنا.. حيث قدمنا امهاتنا وزوجاتنا للتصدي لمهة توفير العيش فخرجن في الهزيع الأخير من الليل يتحسسن الطريق الى الافران من أجل الرغيف..!
قصة كفاح وجهاد سجلتها نساء السودان ومازلن في خط المواجهة الاول لتوفير لقمة العيش رغم قساوة الايام وقلة المال وسوء الحال والمآل.
الان قضية القمح اصبحت قضية ومشكلة عالمية تشغل بال كل العالم افرادا وحكومات.. ومشكلة الامن الغذائي اصبحت سيفا مسلطا على رقاب الدول الفقيرة والمستصعفة.. وكل يَوم. يمر علينا تضيق الحلقة علي رقابنا و رقاب دولنا التي لم تستشعر الخطر القادم حتى الآن او هكذا يبدو!!!
من المفارقات التي كشفتها المخاطر الغذائية المحدقة بنا من جراء حرب روسيا علي اوكرانيا.. ان اكبر منتج للقمح في العالم هي الصين وتليها الهند وان ما تنتجه اوكرانيا من القمح هو 30٪من إنتاج العالم.
ولكن اهتز العالم وتاثر فعلا من توقف تصدير اوكرانيا للقمح وكذلك روسيا.. والعالم الان مهدد فعلا بحرب غذاء عالمية.
ومن المفارقات ان اكبر مستورد للقمح في العالم هي مصر.. وان مصر ودول افريقيا هي المتضرر الاول غذائيا من حرب روسيا على اوكرانيا.َحيث إن مصر ومعظم الدول الافريقية والعربية تستورد قمحها من روسيا و اوكرانيا.
ومن المفارقات ايضا ان الهند قررت عدم بيع قمحها وتصديره لاي جهة رغم المطالبات الدولية لها ببيع للقمح للدول المتأثرة حتى لا تحدث فجوة غذائية عالمية تبدو وشيكة..!!
من المفارقات ايضا ان الكثير من مزارعينا في السودان زرعوا القمح في عدد من الولايات .. ونجحت زراعة القمح رغم كثير من المعوقات.. لكن البنك الزراعي اوالبنك المركزي او رزارة المالية لا تريد شراء القمح بمبلغ 42الف جنيه للجوال. َفي وقت يبحث فيه العالم عن حبة قمح واحدة؟؟!!!
وربما يدفع هذا التصرف الغريب تلبعض الي تهريب القمح خارج الحدود.. رغم اننا في حاجة ماسة الى كل حبة قمح.
ومن المدهش اننا لم نتداعي ولم نحرك ساكنا ولم ننفعل من اجل وثبة ونهضة زراعية عظيمة من اجل التوسع في زراعة القمح في كل الحقول وزيادة انتاجنا من القمح.. وتلك فرصة لا تعوض وقد حان وقتها وتوقيتها!!
فهل نحن حقا منتبهون الى ذلك.. ام ما زلنا في غفلتنا وسوء تقديرنا..!

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى