علي سلطان يكتب : الحروب كالموت لا تستثني بلدا..
وطن النجوم
علي سلطان يكتب : الحروب كالموت لا تستثني بلدا..
امر على الديار ديار ليلي اقبل ذا الجدار وذا الجدارا.. وما حب الديار شغفن قلبي.. ولكن حب من سكن الديارا..(قيس بن الملوح).
ثم اقفرت الديار من ربعها وساكنيها .. ورحل من رحل الى دار البقاء او هاجر إلى ارض اخرى.
(حييت من طلل تقادم عهده أقوى وأقفر بعد أم الهيثم)عنتره بن شداد.
فتركوا الديار خالية ثم اصبحت اطلالا واثرا بعد عين..
(قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل)!!
(قفا فاسألا الاطلال يا ام مالك
وهل تخبر الاطلال غير المتهالك) امرؤ القيس.
وهكذا تمضي الحياة في دورة لا ندري كنهها ولا طريقتها.. تتبدل الأحوال والظروف والمشيئة والمقادير والارزاق..! والايام دول.. والدول ايام.. لاتغرنك قوة الامم وبطشها واسلحتها وعتادها فقد تلاشت الامبراطوريات العظيمة والقوي الغاشمة من اغريق وفرس ورومان وهوت الممالك والسلطنات الى قرار سحيق.. ومن قبل عاد و ثمودوفرعون..!!
إنها حضارات سادت ثم بادت.. ماقبل طوفان سيدنا نوح عليه السلام وما بعده.. وقوى الخير والشر في صراع مرير لا ينتهي الا بقيام الساعة.
انظر ماذا حل بشعب ودولة اوكرانيا.. بلد كان آمنا مطمئنا مستبشرا بالحياة فرحا بها مستانسا بها.. يخطط لمستقبله وقادمات أيامه ثم في غمضة عين تحولت مدن وقرى ذاك البلد الجميل الى اثر بعد عين دمار وخراب وفتلي وجرحي ونزوح ولجوء وتشريد بين دول الغرب.. فيا لسوء حظهم..!
وكانت البوسنة والهرسك آمنة مطمئنة فعاث فيها الصربيون فسادا في حرب ابادة جماعية ظالمة غاشمة لم يتركوا رجلا ولا امراة ولا طفلا في جرائم هزت ضمير العالم الحر.. وكانها حرب صليبية في قلب اوروبا..! فقد تمت ابادة جماعية للبوسنة في
مذبحة سريبرينيتشا وتطهبر عرقي أو ماعرف بالجرائم الأوسع ضد الإنسانية وحملة التطهير العرقي في جميع أنحاء المناطق التي يسيطر عليها جيش جمهورية صربسكا أثناء حرب البوسنة منذ عام 1992 حتى 1995. تضمنت الأحداث التي وقعت في
سريبرينيتشا في عام 1995 مقتل أكثر من 8000 رجل وصبي من البوسنيين (مسلم بوسني)، بالإضافة إلى الطرد الجماعي لـ 25 ألف إلى 30 ألف مدني بوسني من قبل وحدات جيش جمهورية صربسكا.
و هذه الدنيا مثقلة بالالام والمآسي والظلم والقتل والفساد والجرائم.. وحروب العالم الحديثة اخطر واضل من سابقاتها.. كم من أفغاني وافغانية قتلوا في حروب دامية بشعة لم تترك احدا ودمرت بلدا حرا ابيا دون رحمة ودون اي سبب وكذلك الحال مع
العراق وسوريا ولبنان َوفلسطين والحبل على الجرار والحروب لا تستثني احدا كالموت إن لم تطالك اليَوم فغدا..! كتابا مؤجلا..!