علي سلطان يكتب التفاهة بين الصناعة والثقافة
علي سلطان يكتب التفاهة بين الصناعة والثقافة
يكثر الحديث هذه الأيام عن انشغال الناس بتوافه الامور والموضوعات الفارغة التي لا قيمة لها ولا تُسمن ولا تُغني من حوع..!!
قلة من الناس بين الكثرة منهم يستغربون انشغال الناس بتوافه الامور وهم امام خطر محدق وهم جاثم وابتلاءت لا تنتهي..!!
مايبث وينشر في السوشيال ميديا اصبح لا يحتمل ولا يطاق.. َوكثر الغثاء كغثاء السيل وزبد البحر.. مقاطع فيديو وصور وتعليقات واكاذيب َوتجديف َوتزوير وتزييف وبهتان عظيم ونميمة على الملأ.. وقذف للمحصنات واشاعة للفاحشة
.. والإساءة الى الحرائر والنساء والعفيفات والغافلات والشربفات.. َونشر الرذيلة َ.. والدعوة الى المثلية والشذَوذ الجنسي والسحاق والفجور بحماية عالمية..!!
وانتجت السوشيال ميديا نجوما ومشاهير لا قيمة تذكر لهم في امر ذي شان وذي قيمة.. بل هم الناجحون في كل امر تافه لا قيمة له.. والغريب ان صناعة هؤلاء النجوم والمشاهير حول العالم لا يتم من فراغ بل هو عمل منظم مخطط له في إطار صناعة التفاهة التي انتبه لها عدد من المفكرين.. ولقد حاز كتاب الكاتب الفرنسي آلان دونو( نظام التفاهة) على اهتمام كثير من القراء حول العالم الذين وجدوا ان مايرشح الان في الميديا وفي وسائل الاعلام عامة.. هو مخطط متكامل نجح في ان يستحوذ على الكثيرين من التافهين المنشغلين بامور لاقيمة لها ولا وزن.. واذا القيت نظرة على تطبيق التوك توك او حتى اليوتيوب ستجد عالما آخر يموج بالفوضى. لك ان تسميها الفوضي الخلاقة إن شئت..
وقد استوقفني قبل ايام مقتطف من مقال قيم للعلامة الجزائري الأصل مالك بن نبي رحمه الله عن انسان النصف ..اشار فيه الى ان « إفساد النهضات يكون بإنتاج إنسان النصف».. وإنسان النصف هو الإنسان الشديد الإلحاح بطلب حقوقه و لكنه لا يقوم بالحد الأدنى من واجباته أو من ثقافة المتاح المتوفرة بين يديه ! يذهب للمدرسة ليمضي الساعات فقط و همه الأكبر الحصول على تلخيص أستاذه أو المادة المطلوبة للإمتحان دون أن يكون هدفه التعلم ! يذهب للعمل و يقضي ساعاته بأي طريقة المهم بالنهاية أن ينقضي الوقت و يعود لحياته و يحصل على معاشه ! لا يدرس كطالب و لا يعمل كموظف و لا يبدع في معمل و لا يبتكر في متجر و لا ينجز في مشروع ! هو باستمرار إنسان النصف .. يطالب بحقوقه و لا يقوم بواجباته. ”مالك بن نبي.
وهذا الانسان انسان النصف هو الذي يستسهل التفاهات ولا يرى فيها ضيرا.
وقد كتب احد الاعلاميين المغاربة:
عندما تعقد دنيا بطمة(مغنية مغربية) مؤتمرا صحفيا قبل حفلتها تجد اهتماما اعلاميا كبيرا جدا (غابة من مايكروفونات الصحافة الصفراء ).. ولكن عندما عقد العالم المغربي رشيد اليزمي المتخصص في صناعة بطاريات الليثيوم.. واشهر علماء الكيمياء الكهربائية في الغعالم مؤتمره الصحفي لم يهتم به الاعلام الرسمي(ثلاثة مايكروفونات فقط) ولم نجد له صدى بين الناس ولم تذكره الصحافة ..
انها صناعة التفاهة.