علي سلطان الصديق وقت الشدة.. السعودية انموذجاً
طن النجوم
علي سلطان
الصديق وقت الشدة.. السعودية انموذجاً
المحن والاحن.. ومانتج من كوارث ومصائب ومصاعب وحسرة وندامة خلفتها الأمطار والسيول والفيضانات في كل ولايات السودان جعلت من حياة السودان اليومية قاسية وصعبة وشاقة ومحزنة وقاتمة الا من بصيص امل من هنا وهناك..!
ظروف السودان الحالية كدولة اشبه بسفينة في عرض البحر تتقاذفها الانواء والرياح لا تستطيع ان تمد يد العون لمواطنيها في محنتهم الحالية وهي نفسها تحتاج إلى من يمد لها يد العون..
ولكن والحمد لله حمدا كثيرا ونقولها بملء الفم.. بارك الله في اصدقائنا واشقائنا الخُلص في السعودية والامارات وقطر ومصر تحديدا ومن ثم دول اخرى تسعى إلى اللحاق بركب المساعدين لنا.. وجزا الله الشدائد كل خير فقد عرفتني عدوي من صديقي.
تابعت امسِ في الاخبار بمزيد من الرضا والشكر والتقدير تواجد سفير المملكة العربية السعودية الهمام سعادة علي بن حسن جعفر في (المناقل) المنكوبة وهو علي راس فريق المساعدات السعودي الذي هب لنجدة شعب السودان بتوجيهات كريمة فاعلة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله رعاه واطال عمره لنجدة السودان نجدة فورية ملكية لا تعرف التاخير ولا التبأطو ولا التراخي .. وقد كانت المساعدة وبسرعة قصوى عبر جسر جوي من الطائرات في السودان.. وبالسرعة ذاتها إلى المناطق المنكوبة يتقدمها سفير المملكة الهمام الذي يعتبره السودانيون اخا عزيزا بينهم. فهو معنا في كل مناسباتنا افراحا واتراحا وهو حضور في كل امر يهم السودانيين حضورا مبشرا فاعلا.. وهو رجل مزج بين الدبلوماسية الرسمية والدبلوماسية الشعبية الانيقة اللطيفة التي تكمل العمل الرسمي وتعطيه بعده وجوهره الانساني فأصبح (منا وفينا).
واتساءل مالذي يدعو سفير دولة عربية إسلامية كبري ليخوض الاوحال والطين والخطر في مياه (المناقل) في رحلة صعبة وليست سهلة؟ وكان بإمكانه ارسال المساعدات من الخرطوم إلى الجهات المتضررة وكفى..!! ولكن سعادة السفير السعودي آثر ان يكون جنبا إلى جنب مع المتضررين يقف معهم ويخفف عنهم.. ويوصل لهم رسالة مهمة جدا انه جاء ممثلا لخادم الحرمين الشريفين شخصيا ليؤكد وقوف خادم الحرمين الشريفين حفظه الله مع اهله السودان وتلك رسالة جَدُ مهمة تجاوزت حد الدبلوماسية الرصينة الى البعد الانساني المهم والاهم.. ولتاكيد وقوف المملكة العربية السعودية ملكا وولي عهد وحكومة وشعبا مع السودانيين في محنتهم.. وهو تاكيد سعودي بالغ الأهمية على مابين البلدين الشقيقين من علاقات قوية راسخة عميقة الجذور ثابتة في عمق التاريخ.
المملكة العربية السعودية ظلت تدعم السودانيين في كل شان وامر مهم وفي كل كارثة ومحنة ليس تفضلا أو منحة بل هي و وشائج وصلات قربي ومحبة.
ونحن السودانيين كما اشرت في مرات عديدة.. فُطرنا على حب السعودية والحرمين الشريفين والديار المقدسة ونهفو كل صباح جديد الى زياراتها والتعلق باستار كعبتها والجلوس في الروضة الشريفة والسلام علي رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا.. ذلك منى وامل كل سوداني وسودانية فنحن عاشقون للنبي المصطفى ولمكة والمدينة.. واشواقنا لا تنقص بل تزداد.
وسفير المملكة المكرم علي بن حسن يدرك عمق هذه المشاعر ويدرك حبنا لبلده وله.. ولقد عاش بيننا نحو سبع سنوات شهدنا فيها نقلة واضحة في العمل الدبلوماسي المتميز بين البلدين الشقيقين.. ورأينا ولمسنا انفتاحا في العلاقات غير مسبوق وفَتحَ آفاقا جديدة برؤي متكاملة جاذبة فكانت العلاقات في اجمل وابهى صورها في كل المجالات الرسمية والشعبية.. واضحى السفير السعودي علي بن حسن بيننا واحدا منا تجده سباقا في المكرمات.. حاضرا في الملمات اخا عزيزا يقدم الانموذج الحقيقي للإنسان السعودي والقدوة والمثل.
رعي الله سعادة السفير والمملكة ومليكها وولي عهدهاوشعبها الشقيق.