على وقع مناورات عسكرية.. الغرب يخير روسيا بين الدبلوماسية والعقوبات وموسكو تنفي تهديد أحد
واصل الغرب حراكه الدبلوماسي لنزع فتيل الأزمة، حيث يخشى من غزو روسي لأوكرانيا، وهو ما تنفيه موسكو، وذلك على وقع مناورات عسكرية روسية بيلاروسية وأخرى أوكرانية.
فقد قال الأمين العام لحلف الأطلسي “ناتو” (NATO) ينس ستولتنبرغ إن الحلف على استعداد للاستجابة لمخاوف روسيا، وتعزيز مبادئ الأمن الأوروبي، واصفا الانتشار العسكري الروسي بالخطر على أمن أوروبا.
وأضاف ستولتنبرغ -في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني ببروكسل- أن الحلف جاهز لأسوأ سيناريو في ما يخص الأزمة الأوكرانية الروسية، لكنه شدد على ضرورة البحث عن حلول سياسية، وأن على موسكو الاختيار بين الدبلوماسية والعقوبات.
وقال إن وزراء دفاع الحلف سيناقشون الأسبوع المقبل تعزيز القوات في جنوب وشرق أوروبا.
من جانبه، وصف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون -خلال لقائه ستولتنبرغ- في بروكسل الوضع بالمقلق في ظل الوجود المكثف للقوات الروسية في محيط أوكرانيا.
وقال جونسون إنه لا يعتقد رغم ذلك أن القرار بالحرب قد اتخذ، مؤكدا على وحدة دول الناتو في التعامل مع الأزمة.
وفي إطار التحرك البريطاني، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إن روسيا تخطط لبدء مناورة إستراتيجية نووية قريبا.
وحذر الوزير قبل زيارته موسكو غدا الجمعة من أن تصرفات الكرملين تسير في الاتجاه الخاطئ رغم الجهود المبذولة للتوصل إلى حل دبلوماسي.
وأضاف والاس أن بريطانيا اطلعت على معلومات استخباراتية تفيد بأن روسيا كانت تخطط لغزو أوكرانيا تحت ذرائع كاذبة وتنفيذ هجمات سيبيرية وأنشطة أخرى مزعزعة للاستقرار، حسب تعبيره.
وفي السياق، قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس إن أمام روسيا خيارين: احترام سيادة أوكرانيا أو التصعيد وتداعياته.
وأضافت تروس أن بلادها تنتظر من روسيا خطوات حقيقية على أرض الواقع تثبت أنها لا تخطط فعلا لغزو أوكرانيا.
من جهته، شبه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف محادثاته مع نظيرته البريطانية بحوار الطرشان، وأعرب عن اعتقاده بأن الغرب يستخدم التصعيد في الملف الأوكراني لاستعادة شعبية الساسة الغربيين المنهارة، وفق وصفه.
الوضع خطير
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن المناورات المشتركة بين روسيا وبيلاروسيا ضخمة، وتعد مؤشرا على عنف بالغ.
وقال لودريان في حوار مع إذاعة “فرانس إنتر” (France Inter) إن الوضع خطير، وإن روسيا وفرت لنفسها ما يسمح لها بالقيام بعدوان جديد ضد أوكرانيا.
وأوضح أنه لم يبلغه ما يؤكد اتخاذ روسيا قرارا بتوجيه ضربة لأوكرانيا، ولكن حشدها 125 ألف جندي على الحدود مع أوكرانيا يسبب القلق.
وأكد لودريان أن الموقف الفرنسي والأوروبي يجب أن يتمحور حول إبداء الحزم الشديد وإلزامية التضامن مع أوكرانيا والحوار النشط مع الروس.
وقال مسؤول السياسية الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إنه أجاب نيابة عن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على الرسائل التي تلقتها من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
وأكد بوريل أنه يجب حل التوترات والخلافات من خلال الحوار والدبلوماسية، داعيا روسيا إلى وقف التصعيد.
وفي أوكرانيا، قال وزير الخارجية دميترو كوليبا إن روسيا هي الجهة الوحيدة التي تخلق تصعيدا عسكريا.
وأعرب وزير الخارجية البولندي زبيغنيو راو -خلال زيارته إلى كييف- عن قلق منظمة الأمن والتعاون في أوروبا من الانتشار العسكري المتزايد للقوات الروسية حول أوكرانيا.
محادثات النورماندي
ويجتمع ممثلون روس وأوكرانيون وألمان وفرنسيون في برلين اليوم الخميس ضمن محادثات صيغة النورماندي للمرة الثانية خلال أسبوع بعد اجتماع في باريس.
وعبرت كل من فرنسا وألمانيا عن تفاؤلهما الحذر حيال فرص إحداث اختراق سريع في هذه المفاوضات.
وكشف مصدر دبلوماسي فرنسي أنه من المهم أن تؤكد محادثات برلين على استقرار الوضع في إقليم دونباس الأوكراني كعنصر انفراج مهم.
وتتعلق صيغة النورماندي المتفق عليها عام 2012 بوقف القتال بين الجيش الأوكراني والانفصاليين الموالين لموسكو في منطقتي دونيتسك ولوغانسك (شرقي أوكرانيا) اللتين تشكلان إقليم دونباس، تليه عملية سياسية واقتصادية تفضي إلى دستور أوكراني جديد بحلول 2015 يقضي باللامركزية في المنطقتين بالاتفاق مع ممثليهما.
مناورات
ميدانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية انطلاق تدريبات لقوات الردع السريع من روسيا وبيلاروسيا.
وتجري المناورات تحت اسم “عزيمة الاتحاد-2022” في الأراضي البيلاروسية.
من جهتها، أكدت وزارة الدفاع البيلاروسية أن التدريبات -التي تستمر 10 أيام- تحمل طابعا دفاعيا، ولا تمثل تهديدا للمجتمع الأوروبي أو الدول المجاورة.
في المقابل، أعلن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف بدء مناورات عسكرية في كل أنحاء البلاد.
وأضاف ريزنيكوف أن هذه المناورات ستُجرى في مناطق مقابلة للمناورات التي تجريها روسيا على حدودها، خاصة تلك التي انطلقت اليوم الخميس على أراضي بيلاروسيا.
وقد أظهرت بيانات ملاحية وصول 3 قاذفات من طراز “بي 52” (B-52) الإستراتيجية الأميركية إلى بريطانيا، وطائرات “ستراتوفورتريس” (Stratofortress).
وتعتبر “بي 52” قاذفات أميركية إستراتيجية بعيدة المدى، وهي قادرة على حمل أكثر من 30 طنا من الأسلحة، ولديها نطاق قتالي نموذجي يبلغ أكثر من 1400 كيلومتر دون الحاجة للتزود بالوقود في الجو.