علامات تخبرك أن صداقات طفلك غير صحية
تكوين الصداقات ليس أمرا سهلا لدى البالغين، وذلك لأن تلك المعرفة هي بالأساس مهارة يتم اكتسابها من خلال التجربة، إلا أن الصغار -على الأغلب- يحتاجون المساعدة والإرشاد لمعرفة مَن الصديق الجيد، وماهية الصداقة المؤذية التي تستنزف طاقات طفولتهم.
في أجيال سابقة، كان رأي الوالدين كافيا للحكم على الصديق، لكن هذا الأسلوب لن يتماشى مع أطفال اليوم، وقواعد التربية الإيجابية أضحت تحذر دائما من استخدام أساليب الأمر والنهي في تربية الأطفال، حفاظا على استقلال شخصياتهم.
إذن ما الحل؟ وكيف يرشد الآباء أطفالهم إلى التنبه للصداقات المسيئة، ومتى يتدخل الوالدان لتنبيه ابنهم أن صديقه في الفصل الدراسي أو في فريق الكرة، ليس صديقا حقيقيا كما يعتقد؟
من الصديق السام؟
ذكرت المعالجة النفسية الأميركية سارة بول -وهي أم لثلاثة أطفال- أن خبرتها المتوارثة من عائلتها، لم تجعلها أبدا قادرة على مساعدة أطفالها في هذا الجانب، لكن خبرتها في العلاقات وعلاقتها الوطيدة بأبنائها جعلاها قادرة على إرشادهم على نحو صحيح.
لكنَّ سارة بخبرتها في العلاجات النفسية استطاعت -في مقالها المنشور بموقع “ماذرلي” (Motherly)- أن تحدد الشخص السام، وهو تعريف ينطبق حتى على عالم علاقات الأطفال.
توضح بول أن الصديق السام هو الشخص الذي كلما زادت فترة وجودك معه، شعرت بتأثيره السلبي عليك، وكأنك قد أكلت شيئا فاسدا، فتظل تشعر بتعب لا تعرف سببه على وجه التحديد، وهو شخص يوصف عادة بأنه متحكم وغيور ومستهلك للآخرين تماما.
علامات الصديق السام
- يصبح طفلك قلقا للغاية بشأن مظهره وملابسه وأشيائه المفضلة والأسرة والمنزل.
- يصبح طفلك شديد التركيز على صداقة واحدة.
- يتمرد طفلك على القواعد، سواء في المنزل أو المدرسة.
- تدور حياة طفلك حول صديقه فقط.
- يشتكي طفلك من الذهاب للمدرسة.
- أحيانا يبلغك طفلك أنه يتعرض لضغوط للقيام بأمور لا يريدها.
بناء على كل ما سبق، ترى بول أنه إذا كان عمر طفلك من 5 أعوام إلى 11 عاما، ويعيش تجربة صداقة سامة، فمن الضروري أن تتدخل، خاصة في المرحلة الابتدائية، حيث يتطلع الأطفال لآبائهم لمشاركتهم تجاربهم الحياتية.
كيف يتدخل الآباء؟
لا ينصح أبدا بمطالبة الطفل بإلغاء الصديق السام من حياته، فهذا أبدا لن ينجح، وفي بعض الأحيان قد يكون التعامل مع صديق سام أقل ضررا من عدم وجود أصدقاء على الإطلاق.
بدلا من تلك الطريقة، ساعدي طفلك على فهم كيف تبدو العلاقة الصحية، فالاستماع للطفل من الأمور المهمة في بناء جسر للتواصل مع عقليته.
ومن المفيد أيضا طرح الأسئلة المفتوحة وبناء الثقة مع الأطفال، ومراقبة العلاقة من بعيد، وتشجيعهم على بناء صداقات جديدة، من خلال كل ذلك، ستجعلين ابتعاد طفلك عن صديقه السام أمرا سهلا عليه، بدلا من أن يتعرض لأزمة نفسية.
الصديق السام في مرحلة المراهقة
في الغالب، علامات الصديق السام لن تختلف عن المرحلة السابقة، ربما يزيد عليها أن يقلد طفلك صديقه في طريقة كلامه أو في ملابسه، وهو ما يختلف تماما عما نشأ عليه.
ربما تتغير بعض سلوكياته، فيبدأ بالتدخين، أو مشاهدة المواقع الإباحية، ويدخل مرحلة الهوس بمظهره أو درجاته أو العلاقات مع الجنس الآخر.
في مقال كتبته شيري جوردون، المدافعة عن منع التنمر وصاحبة العديد من المؤلفات الموجهة للمراهقين، تقول إن التمسك بالأصدقاء هو من أشد سمات المراهقة والصداقات غير الصحية، ويكون لها بالغ الأثر في بقية حياته. في تلك المرحلة يبدأ المراهقون تحديد أولويات صداقتهم مع أقرانهم بشكل أكبر خلال المدرسة الإعدادية والثانوية، ويكونون أكثر عرضة للتنمر واكتساب العادات والسلوكيات السلبية، اعتمادا على من يقضون الوقت معهم.
كيف تتصرفين كأم لمراهق؟
مقاومة الطفل لتدخلك في حياته وعلاقاته أمر سيحدث في الغالب، فكوني مستعدة لذلك ولا تيأسي من المرة الأولى.
شجعي طفلك على ترك مسافة بينه وبين الصديق، وعززي فكرة أن التواصل مع صديق لا يعامله بلطف واحترام يسبب له الكثير من الألم والضيق.
ربما كان تمسّك طفلك بالعلاقة غير الصحية مرجعه إلى تصوره لصعوبة تكوين صداقات جديدة، وهنا يمكنك مناقشة مخاوف طفلك، ومساعدته على تجاوزها، من خلال دعوة أصدقاء آخرين واستكشاف أنشطة جديدة تقربه من آخرين، واضربي له أمثلة بعلاقاتك المقربة مع أصدقاء يعرفهم.
من الضروري معرفة أنك لن تستطيعي منع وجود أصدقاء سامين في حياة طفلك، هذا جزء من تجربتهم الحياتية، بل إنه ينمي لديهم مهارات اجتماعية عديدة، لكن المطلوب منك فقط هو تخفيف الضرر عن طفلك، وجعله قادرا على تجاوز العلاقات المسيئة في حياته دون الشعور بالذنب تجاه أشخاص مسيئين.