عصام عبدالرحمن يكتب : حرب الجيش والدعم السريع ….الدم المؤجل
عصام عبدالرحمن يكتب : حرب الجيش والدعم السريع ….الدم المؤجل
قبل بداية هذه الحرب الدائرة في الخرطوم منذ الخامس عشر من أبريل الماضي , لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن يأتي عليه يوما وهو يجلس أمام التلفاز او وهو يتصفح هاتفه اللوحي ليتعرف على مسار معركة حربية باسلحة ثقيلة مثل مضادات الطيران والدوشكة
والاربيجي وحتى طائرات الميج والسيخوي وهذه المعركة تدور في بحري حي شمبات او السوق العربي او المدينة الرياضية بالخرطوم او شارع العرضة بام درمان ( بلد الامان) ….ولكن كل ذلك وأكثر هو ما حدث بالفعل !!!.
والتسأؤل الان هو مالذي حدث بالضبط وادى لاندلاع هذه الحرب بالصورة الماثلة حاليا ؟.
وللأجابة على هذا التساؤل ، لابد من الرجوع بالذاكرة الى الوراء لثلاث سنوات وأكثر قليلا (وبالمناسبة هذا التوقيت ليس له إي علاقة بثورة ديسمبر العظيمة اوحكومات حمدوك (1) و (2))حيث أن هذا التوقيت شهد العلامات الكبرى للحرب دون العلامات الصغرى وما كثرها ومن تلك
العلامات حشد الحيوش (أكثر من ثمانية جيوش ) داخل الخرطوم بكامل عتادها الحربي داخل العاصمة بل في قلب الخرطوم
اقول بالرجوع لهذه الفترة تجد كل الفعاليات في الشعب السوداني تمارس رفض الاخر وعدم القبول به بصورة سافرة …فعامة الشعب ومثقفين ومدنين وعسكر و
حركات مسلحة وقوى مدنية وتشكيلات سياسية وكيانات وناشطين سياسين واحزاب وجماعات مختلفة… (ومتفقة كمان) … أصبحت كل هذه المكونات هي المغذي الرئيسي للكراهية ورفض الاخر ، فباختصار تحولت كل تلك
الكيانات الى ابواق تدعو الي التنافر ودعاة حرب يأججون في نارها وينفخون في أوارها بالقدر الذي جعل قيام الحرب واندلاعها مسألة وقت فقط ليس إلا ؛ بمعنى إن الحرب وإراقة الدماء وتخريب البنيات التحتية في أي مجال وتدمير البلد بصورة عامة ماهو إلا مصير مؤجل
لابد أن يحدث في اي لحظة بناء علي كل المعطيات السابقة والتي أشرنا فيها الي إن كل مكونات الشعب السوداني كان لها دور فيها ، وإن كانت هذه الأدوار تتفاوت بنسب مختلفة وعليه فإن هذه الحرب ما هي إلا دم مؤجل حتمي الحدوث …عادي جدا تندلع الحرب في ١٥ أبريل او قبله او بعده بقليل …