
عزز تقدمه في الخرطوم وولايات أخرى عمليات الجيش ..اقتراب الحسم العسكري
الجيش يسيطر على وسط الخرطوم ويقطع خطوط إمداد المليشيا حول القصر الجمهوري
تحرير محطة شروني وابراج النيلين وحديقة القرشي ونادي الأسرة..
القوات المسلحة تفرض حصاراً على (ال دقو ) في الخرطوم 3 والسجانة
الجيش يقترب من القصر الجمهوري والمسافة تتقلص إلى أقل من كيلومتر واحد
هروب جماعي لعناصر التنظيم الإرهابي من وسط الخرطوم سيراً على الأقدام
سلاح المدرعات ينصب كميناً ناجحاّ لمليشيا أسرة دقلو جنوب الخرطوم
التحام وحدات الجيش في سنجة وكوستي والدمازين ضمن خطة موسعة لدحر الجنجويد
سلاح الجو يدك معاقل المليشيا في نيالا والضعين ويوقع خسائر كبيرة
القوات المسلحة تتقدم نحو القصر الجمهوري وتقترب من الحسم العسكري
فرار فصائل من الجنجويد من محيط القصر الجمهوري دون مركبات قتالية
الطيران الحربي يدمر مواقع المليشيا في الضعين
تقرير :رحمة عبدالمنعم
في تطور عسكري لافت، أحرز الجيش امس الأحد تقدماً نوعياً في عدة محاور داخل العاصمة الخرطوم وخارجها، حيث بسط سيطرته على مناطق استراتيجية وسط المدينة، بينما واصلت وحداته البرية والجوية ضرباتها ضد مليشيا الدعم السريع، موقعة خسائر فادحة في صفوفها ،تأتي هذه العمليات في إطار ما يبدو أنه مرحلة حاسمة في الحرب، مع تضييق الجيش الخناق على المتمردين في مناطق رئيسية.
تضييق الخناق
في وقت مبكر من صباح امس الأحد، بدأ الجيش عمليات عسكرية مكثفة في وسط الخرطوم، حيث نجح في السيطرة على محطة شروني للحافلات، وحي الخرطوم 3، ونادي الأسرة، وحديقة القرشي، إضافة إلى مجمع خدمات الجمهور التابع لوزارة الداخلية في السجانة، وأدت هذه السيطرة إلى قطع خط الإمداد الرئيسي لمليشيا الدعم السريع في محيط القصر الجمهوري، ما جعل قواتها في المنطقة شبه محاصرة.
وأكد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، العميد ركن نبيل عبد الله، أن الجيش تقدم في مناطق وسط الخرطوم، مشيراً إلى تغطيته لمحيط مجمع خدمات الجمهور، وحديقة القرشي، ونادي الأسرة، وصولًا إلى شارع كترينا شرقًا، مع امتداد التقدم إلى أبراج النيلين، ومستشفى الشعب، وقيادة الدفاع المدني.
ومع تقلص المسافة بين القوات المسلحة والقصر الجمهوري، حيث لا تتجاوز المسافة بين محطة شروني والقصر كيلومترين، تزداد احتمالات السيطرة الكاملة على القصر الجمهوري، خاصة أن المليشيا لا تمتلك خط إمداد بري سوى الطريق الممتد جنوباً، والذي أصبح تحت تهديد مباشر من الجيش. ويذهب مراقبون إلى أن مليشيا الدعم السريع قد تجد نفسها مجبرةً على الانسحاب عبر النيل غربًا حال اشتداد الحصار وفقدان المؤن تماماً
انهيار المليشيا
ومع اشتداد الضغط العسكري، كشفت مصادر ميدانية عن هروب أعداد كبيرة من عناصر الدعم السريع عبر الشارع الممتد من المركز الطبي الحديث ودار المؤتمر الوطني إلى لفة الجريف سيرًا على الأقدام، فيما غادرت فصائل أخرى محيط القصر الجمهوري جنوباً دون مركبات قتالية، وسلمت عناصر من ابناء الماهرية نفسها للجيش ،ما يعكس حالة الفوضى والانهيار التي تواجهها المليشيا في هذه المناطق.
وفي تطور آخر، أعلنت القوات المسلحة عبر صفحتها الرسمية أن قوات سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة العسكرية نصبت كميناً محكماً لمجموعات من مليشيا أسرة دقلو أثناء محاولتها الهروب من الحصار وسط الخرطوم، حيث تمكنت القوات من تحييد جميع العناصر الهاربة.
وشهدت معارك وسط الخرطوم التحام قوات سلاح المدرعات القادمة من منطقة الشجرة العسكرية بوحدات الجيش في محيط القيادة العامة، ما عزز تقدم القوات المسلحة نحو القصر الجمهوري ،وأسهم هذا التلاحم في تضييق الخناق على المليشيا، مع امتداد السيطرة إلى أبراج النيلين وكبري المسلمية، مما يجعل القوات المسلحة على بعد خطوات من فرض سيطرتها الكاملة على وسط العاصمة.
التحام الجيوش
ولم تقتصر عمليات الجيش على العاصمة، إذ واصلت القوات المسلحة توحيد صفوفها في مناطق أخرى، حيث كشفت مصادر عسكرية عن التحام جيش الفرقة 17 مشاة سنجة مع جيش الفرقة 18 مشاة كوستي، وجيش الفرقة الرابعة الدمازين في منطقة التروس على حدود ولاية سنار مع جنوب السودان، في خطوة تعكس تكتيكاً عسكرياً لتعزيز الجبهات وتأمين المناطق الاستراتيجية ضد تحركات مليشيا الدعم السريع.
وفي السياق ذاته، أكد بيان رسمي للقوات المسلحة أن القوة الجوالة للفرقة 18 مشاة كوستي حققت تقدماً في محور أبو عريف، مكبدة مليشيا الدعم السريع خسائر كبيرة، ومؤمنة للمواطنين، فيما تواصلت عمليات مطاردة العناصر الفارة من المواجهات العسكرية.
سلاح الجو
وبالتوازي مع التقدم البري، واصل سلاح الجو التابع للجيش تنفيذ غارات جوية دقيقة ضد مواقع المليشيا، مستهدفاً أمس الأحد مقراتها في مدينة الضعين، عاصمة ولاية شرق دارفور،وشملت الضربات الجوية مقر أمانة حكومة الولاية، والذي حولته المليشيا العام الماضي إلى مقر للسلطة المدنية التي أنشأتها، ما أسفر عن وقوع أضرار جزئية في المبنى.
وفي مدينة نيالا، نفذ الطيران الحربي غارات جوية السبت، حيث أكد مواطنون وقوع انفجارات قوية في المدينة التي تعاني من اضطرابات أمنية متزايدة، بسبب نشاط مليشيا الدعم السريع في عمليات الخطف وطلب الفدية المالية.
تقدم ميداني
وتؤكد هذه التطورات العسكرية الميدانية أن الجيش بات أقرب من أي وقت مضى لحسم المعركة ضد مليشيا الدعم السريع، خصوصاً مع نجاحه في محاصرة المتمردين داخل الخرطوم وتضييق الخناق عليهم في مناطق أخرى ،ويرى محللون أن فقدان المليشيا لخطوط الإمداد، إلى جانب انهيار معنويات قواتها، يجعل مسألة استمرارها في القتال مسألة وقت لا أكثر.
وفي ظل استمرار التحام الوحدات العسكرية وتكثيف الضربات الجوية، يبدو أن الجيش يسير بخطى ثابتة نحو إنهاء التمرد وفرض السيطرة الكاملة على البلاد، في معركة تقترب من فصلها الأخير.