عثمان صديق البدوي يكتب: .. قيد في الأحوال..كيكل وذكري واحد وعشرين أكتوبر من منظورٍ آخر !!
عثمان صديق البدوي يكتب: .. قيد في الأحوال..كيكل وذكري واحد وعشرين أكتوبر من منظورٍ آخر !!
أعلن الجيش السوداني رسمياً إنضمام قائد قوات الدعم السريع بولاية الجزيرة “أبو عاقلة كيكل” ومعه مجموعة كبيرة من قواته إلى صفوفه ، وإعلانه القتال بجانب
القوات المسلحة . وأضاف البيان أنّ “كيكل” إنحاز لجانب الحق والوطن ، وأعلن عن ترحيب الجيش بهذه الخطوة التي وصفها بالشجاعة ، وأنّ أبواب الجيش ستظل مشرعة لكل من ينحاز إلى صفوفه.
أبو عاقلة محمد أحمد “كيكل” ، تنحدر أصوله من سهل البطانة ، وأول ظهور له برز عضواً بالمكتب التنفيذي لمنبر البطانة الحر ، وقد ظهر لأول مرة للعمل العام ، في المنبر الأهلي ، الذي أقيم في تمبول ، ديسمبر 2020 ، وحضره
“مناوي أركو مناوي” رئيس حركة وجيش تحرير السودان ، والذي تم فيه التوافق لعقد لقاء يُحدَّد لاحقاً ، وحسب المصادر أنّ “كيكل” سعي لفتح قنوات اتصال مع الحرية والتغيير ، وقوي سياسية أخرى ، لبناء تفاهمات بين منبر البطانة وبينها ، ولمّا لم يأْبَه به أحد ، وصل لقناعة بأنّ
أدوات العمل السلمي غير مجدية . وتحوَّل لقوة عسكرية سمّاها “درع السودان” في 17 ديسمبر 2022 ، ونظّم عرضاً عسكرياً لقواته بمنطقة “الجبال الغُر” في سهل البطانة ، التي كانت تناوئ الحكومة المدنية برئاسة حمدوك .
تم تغيير اسم هذه القوة إلي “كيان الوطن”، وتم تسمية العقيد م الصوارمي خالد ، قائداً عاماً لهذا الكيان ، لكنه لم يستمر طويلاً ، بسبب اعتقال العقيد الصوارمي بواسطة السلطات العسكرية ، والذي تم إخلاء سبيله لاحقا.
لمّا لم يجد “كيكل” تفاهماً مع القوي السياسية المدنية ، إنتهز هذه الفرصة ، وفضّل الإنضمام لقوة عسكرية تدعمه وتحمي ظهره ، فوجد ضالّته في الدعم السريع ، وفي ديسمبر 2023 تمت تسميته قائداً للفرقة الأولي مشاة
مدني ، عقب هجوم مليشيا الدعم السريع عليها ، ومآلات تخاذل في القيادة قد حدث ، وقامت قوات “كيكل” بالعديد من الهجمات علي القري ، في عدد من المناطق ، لكن هذه الهجمات كان لها مردودها السلبي ، نتيجة الإنتهاكات التي تعرّض لها مواطنو الجزيرة ، من قتل ونهب واغتصاب وسلب .
إلّا أنه وقبل شهرين ، وحسب المصادر ، أحسّت عشيرة “كيكل” بالعار الذي جرّه إبنها عليها ، وعلي الجزيرة والسودان بأجمعه ، واستشعرت الخطر ، والموت الذي أمسي يحلِّق فوق كل شبرٍ من أرضها !، وبدأت في ضغوطٍ مكثفةٍ على “كيكل” ، انضم إليها زعماء بعض العشائر ، مع
دخول الإستخبارات العسكرية ، في اتصالات غير مباشرة ، عبر تأثير أحد قيادات أبناء القبيلة . بعض قيادات الجيش كانت ترفض أي تواصل مع “كيكل” نسبة لما سببه من إنفراط في عقد الأمن ، لكن مسئولاً في الجيش ،
بمنطقة البطانة ، تعهّد بنجاح خطوة توصّلِه لتفاهمات مع “كيكل” ، والذي بدأ في تجاوبه معه . حتي وصلت لعقد إجتماعات مع الإستخبارات ، حسب المصادر ، لكنه أفاد أنّ قوات الدعم السريع بدأت تشُك في نوايا “كيكل” ، بأنه أضحي مطيّة الإستخبارات العسكرية للجيش ، وحسب
تحليلهم للواقع أنّه تأكّد عمل “كيكل” لصالح الجيش ، خاصةً بعد مقتل “البيشي” ، بأنّ “كيكل” هو الذي حدّد للطيران مكان البيشي ، وتم ضربه وقواته ، في حين لم يمس “كيكل” وقوته سوء ! ، خاصةً وأنّ قوات “كيكل ” و”البيشي” كانتا علي مقربة وفي منطقة خلوية واحدة .
إنّ إنضمام “كيكل” للجيش حطّم مابقي من روحٍ معنوية لمليشيا الدعم السريع ، وبدأت قواتها في الإستسلام ،حسب المصادر ، كما وأنّ ، إنضمام “كيكل” للجيش ، وفّر
معلومات قيِّمة ، سيكون لها أثرها الفعّال علي الموقفين العسكري والسياسي، ولذلك ، يري خبراء أمن ، ولدواعي استراتيجية أمنية ، ألّا يشارك “كيكل” في مسارح العمليات ، ولا يظهر للإعلام حتى !. حفاظاً علي سلامته وسلامة المعلومات.
آخر القيود :
يبقي السؤال ، هل سيتجاوز أهل الجزيرة وأولياء الدم خاصة، الحق الخاص بالعفو ؟! ، وأنّ خروجهم فرحاً بالإستسلام يعتبر عربون عفو ؟! ، وهل ستتجاوز الحكومة عن الحق العام ، مقابل إستتباب الأمن واستقرار البلاد ؟! .. أم أنّ القانون سيجري مجراه ؟!
عموماً.. الأيام حُبلي!
لواء شرطة م
عثمان صديق البدوي
21 أكتوبر 2024
قيد رقم (257)