عبدالمنعم شجرابي يكتب: ..في تحشر يا اخوانا أكتر من كده

عبدالمنعم شجرابي يكتب: ..في تحشر يا اخوانا أكتر من كده

التدخل في اختصاص الآخرين أصبح أمراً مألوفاً في المجتمع السوداني والحياة السودانية بصفة عامة وأن يحشر الآخرون أنفسهم بالكامل وليس ( انوفهم ) فقط في مسائل لا اختصاص لهم فيها فات حد المألوف وأصبح

من غير اللافت للنظر أن يصيح متفرج من مقاعد المتفرجين في وجه مدرب فريقه ويطالبه بالتغيير أو أن يجلس إنسان متجمد الإحساس ويتحدث عن قطعة موسيقية وقد يتعدى ( حشري ) الخط الأحمر وهو لا

علاقة له بالطب ليتحدث وسط مجموعة من الأطباء عن الطب فارضاً نفسه في مسألة هي في الشرق وهو في الغرب ولا حصر ولا عدد لهذا النوع من التدخل ولكن هناك من يزيد المسألة ( حبتين ) ويحول الأمر من تدخل

في أمر عام إلى ( تحشر ) من الدرجة الأولى الممتازة في الشأن الخاص جداً وفي أخص الخصوصيات كالذي يتحدث لك عن مضار علاقتك بشخص هو عدو له وانت صديقه ويطالبك بقطع علاقتك به وما أسخف هذا النوع من البشر.

وللأسف ( يتحشر ) المتحشرون في أوزان الناس .. فالزوجة الشابة ومن تلقاء ( رقبتها ) وبرغبة زوجها وموافقته تلجأ لعملية تخفيف الوزن ليقف البعض ( ضد هذا الرجيم ) الذي فرضته على نفسها ويسمعوها عبارات يا زولة الحاصل عليك شنو ؟!! انتي ضربك سكري ؟؟

ومالك كملتي من لحم الدنيا ؟؟ وقد أخذت شخصياً هذه الواقعة بعد أن شعرت في الفترة الماضية بأنني أحتاج للرياضة وقطعاً لا رياضية غير المشي أستطيع ممارستها ( بمزاج ) ودون تدخل الآخرين وقررت أن يكون كبري شمبات ملعبي والاستاد الذي أمارس فيه لعبتي ولأن

حظي العاثر شاء أن أقع في أعين بعض أصدقائي ( الحشرية ) الذين توقفوا بعربتهم لحملي أو بعبارة أصح لمنعي ( من الكلام الفاضي ) الذي أعمل فيه على حد قول واحد منهم مما أجبرني أن أمشي في المرات القادمة ( في الاتجاه المعاكس ) وبالفعل سارت الأمور على ما يرام

.. حتى قطع أول أمس أحدهم الشارع أمامي وهو يلهث بعد أن أوقف عربته ليسألني عن الحاصل فشرحته له (وباظت ) أعصابي تماماً عندما قال ياخي ( بوظت ) أعصابي والله العظيم أنا قايلك عاوز ترمي نفسك في البحر !! عايز تنتحر !!

عبدالمنعم شجرابي
المشاهد
2001/2/16