مقالات

عبدالمنعم شجرابي يكتب : دار الأيتام

.. استراحة الجمعة ..
عبدالمنعم شجرابي
دار الأيتام
* دخل أعضاء المجلس السيادي مشكورين في عمل إنساني رائع إلى دار الأيتام بالمايقوما فخرجت من ذاكرتي أيام ومشاهد وشخوص قادت كل ذلك حسناء ثلاثينية دخلت علي بمكتبي وأنا رئيس تحرير صحيفة المشاهد يسبقها عطرها .. ( ويزملها ) جمال أخاذ .. ( يدثره ) وقار ( يسقط ) طمع كل طامع فيها .. وفي هدوء وضعت على سطح مكتبي شنطة يدها .. ومفتاح سيارتها .. وهاتفها الجوال مقدمة نفسها أنا مدام عواطف أم لثلاثة أبناء خريجة آداب جامعة الخرطوم عملت فترة بالتدريس حرمني منه الزواج والإغتراب جيت طالبة جريدتكم في عمل إنساني تجاه دار أطفال المايقوما .. كان ردي سريعاً جريدتنا رياضية متخصصة .. ولا مشكلة فدعيني أتصل بالزميل كمال حسن بخيت رئيس تحرير الأضواء الأخت الشقيقة للمشاهد فكلاهما تصدر من شركة دار البلاغة المملوكة لرجل الأعمال الأخ صلاح إدريس الأرباب .. قالت عارفة كده وأنا قاصدة المشاهد لأنها البوابة للسياسيين والتنفيذيين ونجوم المجتمع ورجال الأعمال لأنها الوعاء الرياضي الجامع لكل شرائح المجتمع
* اقنعتني وتحت إصرارها وابتسامتها المصحوبة بتكشيرة وتكشيرتها الأقرب للابتسامة ذهبت معها ( كراعي فوق راسي ) إلى دار أطفال المايقوما وطوال الطريق ظلت تحكي وتحكي وأنا استمع لأول مرة في حياتي لإنسان يتحدث بقلبه لا لسانه
* دخلت إلى الدار مع مدام عواطف ( المعروفة لديهم ) وسط ترحيب العاملين وصراخ الصغار بعضهم تحرك وثلة من الآخرين لم يصل سن الحراك ( جامعهم الجامع ) إنهم ثمرة خطيئة أب وأم والخوف من كشف الخطيئة ومعاقبة المجتمع فرض ( رميهم ) في لفافات بعيد عن أعين الناس ليصل الكثير منهم ميتاً والقليل جداً من تكتب له الحياة
* بالدار كان الغذاء أقرب للمشكلة ( والحفاضات ) مشكلة والدواء مشكلة وعربة الإسعاف المعطلة مشكلة وتغيير الأم البديلة بأم بديلة لطفل تعود على الأم الأولى مشكلة وكبرى المشاكل في تحري الشرطة قبل إدخال الطفل للدار وهذه المشكلة عالجها مولانا عثمان أحمد محجوب كولا من موقعه الرسمي بديوان النائب العام بإدخال الطفل ثم التحري مما قلل نسبة الوفيات بتلقي الطفل ( للرضعة الأولى )
* ظللت مع مدام عواطف لفترة صديق للدار ثم تابعت عن بعد تغيير اسمها إلى دار الأطفال فاقدي الأبوين ثم إلى دار الأطفال فاقدي السند وأشهد وأنا شاهد على العصر أن وزير الشؤون الإجتماعية الأستاذ هاشم هارون بذل جهداً مقدراً لترقية الدار في وقت كان يتزايد فيه عدد الأطفال الذين تستقبلهم الدار بصورة مخيفة
* حضرت العديد من المناسبات والإحتفالات التي أقيمت هناك وكنت أكثر حرصاً على حضور عمليات الرغبة في التبني وحضور أب وأم لم يرزقهما الله ليتبنيا طفلاً بإجراءات رسمية وأحمد الله أن أماً مُتبنِية نادت علي في إحدى المناسبات قبل أشهر قليلة وبعد التحيات الذاكيات والسلام عرفتني بشابة حلوة قائلة ( دى بتي الحضرت سمايتا )
* الإخوة الكرام بدار الأيتام أنا تحت الخدمة من ( راسي لي كرعي )
* مدام عواطف أينما كنتي لك مني كل المودة والجمال والإحترام
نسأل الله أن يبعد شبابنا من الحرام ويحفظ أبناءنا وبناتنا من كل مكروه
جمعة مباركة وكل جمعة وانتو طيبين

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى