عبدالمنعم شجرابي يكتب: بيت العزابة 2

.. استراحة الجمعة ..
عبدالمنعم شجرابي
بيت العزابة 2
*** سنوات وإلى منتصف السبيعينات كانت البيوت بالعاصمة تستقبل أبناء الأهل القادمين من الأقاليم لقضاء حوائجهم من علاج .. واستخراج شهادات الميلاد .. والأوراق الثبوتية وغيرها من ( المأموريات ) وكان من العيب أو الأقرب إلى العيب النزول ( باللكوندات ) لمن له أهل مقيمون بالعاصمة والأهم من ذلك حسم ( إجراءات الإقامة ) للقادمين للدراسة حيث تتم عملية ( التسليم والتسلم ) للمستضاف مباشرة بين ولي أمره ورب الأسرة المستضيفة في عملية لا تخلو من رفع الشعار ( ليكم اللحم ولينا العضم )
*** الأمر بالنسبة للطلاب العطبراويين كان مختلفاً فجلهم عاملون بالسكة الحديد ساقتهم طموحاتهم لإكمال تعليمهم فواصلوا والدخول كان إلى جامعة القاهرة فرع الخرطوم مشجعاً وهو يجمع ( الحسنتين ) العمل والتعليم وما كان أكثر تشجيعاً ( الإقامة المريحة ) باستراحات وداخليات السكة الحديد والذي يفصلها من مكان العمل والجامعة شئ لا يذكر
*** أخذت البيوت تضيق ولم تعد الأسرة قادرة على الاستضافة والاستراحات تتقلص فكان خيار ( القادمين والمقيمين ) السكن في مجموعات أو ( بيوت العزابة ) وفي البدايات كان أمر ( بيوت العزابة ) لا ( مقبول )ولا ( مبلوع ) ولا ( مهضوم ) تحديداً خارج وسط الخرطوم فالمالك الراغب في الإيجار لعزابة ( متردد ) والجار ( رافض ) والجيران جاهزون ( لوقفة احتجاجية ) والحلة كلها تقف ( ألف أحمر ) ضد سكنهم ( وكل زول في الحتة دي بي فهمو )
*** انتصرنا مجموعة أحبة في الدخول ( عزابة ) إلى بيت فخيم بامتداد ناصر ولأيام والبيت تحت ( المراقبة اللصيقة ) والوجوه تستقبلنا ( عبوسة قمطريرة ) عند القدوم والمغادرة
وبينما ( القوم ) يجتمعون إلى عمل عدائي ويأتمرون ضدنا انبرت لهم حاجة أسماء وبشخصيتها النافذة وصوتها القوي قائلة “امشوا يا عديمي الشغلة منو فيكم الأحسن منهم ومنو فيكم الأفضل يا سجم الرماد غوروا جاتكم داهية”
*** حسمت حاجة أسماء ( المعركة ) ومن اليوم داك ونحن في بيت العزابة أمورنا اترتبت وبمزاج رايق ( اتوهطنا ) *** هذه صفحة من كتابي ( بيت العزابة ) الذي ( يحرن ) كلما أردت تحريكه للمطبعة
جمعة مباركة وكل جمعة وانتو طيبين