مقالات

عبدالمنعم شجرابي يكتب : امتحان وامتحان

.. استراحة الجمعة ..
عبدالمنعم شجرابي
امتحان وامتحان
*** سبتمبر ودرجات حرارة ترتفع وتنخفض وأمطار تهطل خفيفة ومتفرقة وانقطاع متفاوت في التيار الكهربائي ما بين مبرمج وطارئ
*** أكتوبر وطقس مشابه ترتفع درجة حرارته داخل الفصول .. نوفمبر وسخانة داخل الفصول تزداد سخانة ويسلم نوفمبر الوتيرة إلى ديسمبر والطقس يبرد والفصول ( تزداد سخانة ) ويستمر الحال ( المتقلب ) وتتساقط الأيام وكل أسبوع يقول للآخر أنتم السابقون ونحن اللاحقون
*** داخل المنازل اللمبات ( يحرقها السهر ) ومراوح تدور لتدور ومكيفات ترسل ( نسمة ) تصحبها نسمات لكي لا يتصبب عرق الممتحنين بسبب نيران السموم
*** أمهات ( ساهرات ومسهدات ) عين على ( شغل البيت ) وعين على ( فلذة كبد ) غالبها النعاس فاتكأت على كتاب تحته كراس يحرسه قلم
*** الترحيل العام والخاص ( يشيل ويجيب ) يضيف الصباح إلى الظهيرة .. والإشراق إلى الهجيرة وبينهما ساعات تحسب بالدقائق لا بالساعات والأساتذة الأجلاء ( يقوموا ويقعدوا )
*** تتصاعد الوتيرة وترتفع حمى الامتحانات وتمنح أرقام الجلوس وتنتهي المقررات وتبدأ المراجعات وتقل ساعات النوم عند الممتحنين ( ويطير النوم ) من عيون الآباء والأمهات ( قائمين الليل ) داعين لهم بالتوفيق والنجاح
*** ( كهربا قاطعة ) وأجواء ساخنة ( وهم وغم ) وأنفاس متصاعدة وتوترات وتطييب وتطمين وتطبيب عليهم والأب مشدود والأم مشفقة والممتحن خائف من القادم
*** بدأت الامتحانات وتخرج الأخبار الحزينة من خارج المراكز عن ممتحن توفي غرقاً وزميل يقتل آخر في نقاش عن امتحان الكيمياء والكيمياء في نظر الممتحنين ( جات سهلة ) وما ( أصعبها ) على أسرتي القاتل والمقتول
*** أخبار أخرى هي عصير الإرادة والعزيمة والإصرار وممتحنة بالدامر تنجب طفلاً عين لها عليه وعينها الأخرى على ورقة الامتحان وما بعدها من أوراق
*** ممتحنة أخرى تصحبها الداية تبدأ في الإجابات ويشتد عليها ألم الولادة فيهيئ لها المركز غرفة خاصة مع الداية والمراقبة وتنجب ولداً وترقد على جنبها لتكمل الامتحان قبل ثلث ساعة من موعده لتعود إلى المنزل بولد وبإذن الله نتيجتها ( ولد ود أمه ) ينفعها وينفع البلاد
*** عشت مع ابنتي وحبيبتي وست أبوها حاملة الاسمين ( ضحى واشرقت ) عام دراسي صعب لا أنكر أن في بعض الأيام تحولت أعصابي إلى ( أسلاك من القش ) وهذا قطعاً كان حال كل آباء وأمهات الممتحنين
*** تم قطع النت خلال أيام الامتحانات وأجزم أن دخل شركات الاتصال اليومي كان أعلى فالهواتف لم تتوقف عن الرنين من أهلهم ومعارفهم سائلة عن أدائهم ومتمنية لهم التوفيق والنجاح
*** نعم يوم الامتحان يكرم المرء أو يهان نسأل الله أن يكرمنا وإياكم يوم الامتحان الأخطر يوم الفزع الأكبر يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
..جمعة مباركة وكل جمعة وانتوا طيبين

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى