مقالات

عبدالمنعم شجرابي يكتب : القطر القطر نوينا السفر

.. استراحة الجمعة ..
عبدالمنعم شجرابي
القطر القطر نوينا السفر
*** للقطر مساحته في الأغنية السودانية وسيد خليفة يغني ( حباً ) القطر القطر نوينا السفر .. واغنية البنات تغني ( غيظاً ) القطر الشالك انت يدشدش حتة حتة .. ( ولهفة ) وزنقار يردد من بف نفسك يا القطار ولهيب جوفك قلبي طار .. إلى الفنان الذكار والبلابل وهن ينشدن ( شوقاً ) قطار الشوق .. وعثمان الشفيع ( حزناً ) يغني القطار المر فيهو مر حبيبي وبي علي ما مر .. هذه نماذج والحاصل أن القطر ( يستحق ) الشكر وهو يأتي بالمحبوب ( ويستحق ) الملامة لا أكثر وهو يسافر به
*** القطر فضله كبير على هذا البلد الطيب والطيبون أهله وبمثل ما سافروا به نقل لهم الغذاء والدواء والكساء والثقافة والمعرفة وربط البلاد من حلفا إلى واو ومن بورتسودان إلى الجنينة مسافراً بالصادرات عائداً بالواردات
*** الشاهد أننا ( أولاد عطبرة ) مولعون بالقطر أكثر من غيرنا وشخصياً مولع به أكثر من كل أبناء المدينة ولا زلت نادماً بعدم تحقيق أمنية طفولتي بأن أكون ( سواق قطر ) وإلى الآن يشدني ( الديزل والمنامة ) شداً شدا
وبعين الغيرة أتابع ركابه ( وانبسط ) عندما أحجز بعربتي أمام بواباته ليمر ( وأهلل ) عندما يمر بطيئاً ويجعلني ( أملا عيوني فيهو )
*** باختصار أننا وفي مثل هذا اليوم وفي كل فصول السنة ( نشيل شنطنا ) ومن كل فج عميق نأتي آحاداً وجماعات رجالاً وركباناً إلى محطة السكة حديد الخرطوم ( التي كانت ) للسفر للأم الحنون عطبرة لقضاء العيد ( ندافس ) والقطر ( مدفوس ) لنمارس بعدها هواية ( التسطيح ) فالسفر بسطوح القطر متعة غناء وطرب .. وضحك وونسة .. وأكل وشراب ولهو ( والشفوت ) يتحركون برشاقة الغزلان من عربة لأخرى و( المسطحون ) يلوحون من أعلى إلى ( سكان الأرض ) والسواق ( اريتو أنا ) يجر (صفارة طويلة ) تنبيهاً وحماساً
*** ياسلام ياسلام ندخل أمنا الحبيبة عطبرة و( انضفنا ) وأكثرنا أناقة أشعث أغبر تضيئ الطريق الابتسامات والضحكات ( وهاك ) يا تلاقي ويا عناق ويا فرح جميل
*** كانت أيام وكنا وكان القطر وكانت السكة الحديد وكانت عطبرة وستظل رقيقة عنيفة .. قوية لينة .. شديدة ناعمة .. حنينة عصية ستبقى بقوة الفولاذ وملمس الحرير مدينة بعقل أهل المدن المتحضرة وطيبة بقلب أهل الريف الطيبين
أيام ليتنا عدناها أو عادت الأيام
جمعة ( استثنائية ) مباركة وكل جمعة وانتو طيبين
ومقدماً عيد مبارك وكل ساعة وانتو سعداء

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى