عبدالمنعم شجرابي يكتب الخرطوم بالليل
*** شاركت منتصف الأسبوع في مناسبة سعيدة ( جمعت وأوعت ) سعدنا وتلاقينا فيها إخوة وأصدقاء بعدت بيننا ظروف الحياة وضغوطات المعيشة
*** قدر حرصي على تلبية دعوة المناسبة بكسر قيود قراري بعدم الخروج ليلاً ( إلا اللمم ) حرصت وبفضولي
الفطري وفضولي الصحفي التجول ليلاً وقراءة ( الخرطوم بالليل )
*** تجاوزت الساعة وقتها المنتصف وتغير اليوم الرسمي من الإثنين إلى الثلاثاء بعد أن أرخى الليل سدوله
*** كان الشارع نشيطاً وسيل السيارات في الاتجاهين لا ينقطع والفواصل بينها لم تكن بعيدة وكل الميادين مكدسة بالبشر والناس متراصة أمام ستات الشاي
*** بنقطة الارتكاز الأمني الأولى بشارع النيل سمح لي وبكل لطف العسكري المسلح بالمرور وعلى مقربة منه على
جانب الطريق كانت هناك ستة سيارات موقوفة ..
.. في نقطة التفتيش الثانية قبل الفلل الرئاسية طالبني
الأمني باثبات الشخصية وسعدت كثيراً وهو يتفحصها وسعدت أكثر وهو يطالبني بفتح الضهرية ويفتشها ( حتة حتة )
*** المشهد العام على امتداد الشارع سيارات محجوزة وشباب موقوفون وآخرون ( آخر تهريج ) مع ( شوية تفحيط )
*** ذات الليلة وعلى مكاتب البلاغات بالقسم الشمالي والقسم الشرقي مخدرات مضبوطة ( بكميات ) ومن ضمن
( المعروضات ) أسلحة وإلى المستشفيات ذهبت الأجهزة بتجار سموم أصيبوا وهم يقاومون السلطات
*** أيها الناس الأجهزة الأمنية ( صاحية ) تتابع وتراقب وتداهم وتقبض وتعمل بيد طويلة وقبضة حديدية
أيها السادة انتبهوا إلى أولادكم انتبهوا لهم وسدوا ( أبواب الريح ) والحاصل ( الخرطوم بالليل ) حاجة صعبة وما
خفي أعظم نسأل الله أن يحفظ وليداتنا وبلدنا من كل شر
جمعة مباركة وكل جمعة وانتو طيبين