عبدالمنعم شجرابي يكتب استراحة الجمعة الحبوبة
*** لا جديد فالمشهد كأنه ( لوحة مرسومة ) .. المشهد هو ذاته الباب المفتوح والخرطوش العابر من داخل المنزل إلى
المزيرة بأزيارها المرصوصة الضخمة .. ( والكيزان ) عليها مربوطة .. والعصافير تحتها تشرب وتستحم وتنفض
ريشها .. وإن كان هناك جديد فالجديد أن الحركة بالداخل ليست الحركة المعهودة فالايقاع أسرع
*** بأحضانها المفتوحة .. وباتسامتها العريضة .. وبكلمات مرحابة من لسانها الرطب استقبلتني ( كالعادة ) بت أحمد
وبيدي أخذتني إلى غرفة غير الصالة التي تعودنا الجلوس سوياً فيها معتذرة أن البيت مضيوف مواصلة ( العواسات
جن ) وانت زي ما عارف أنا بعوس الحلومر أول شهر رجب ما يدخل قلت لها طبعاً عارف ولو الجمارك عندها
احصاءات ممكن تورينا كم كرتونة شحنتيها إلى كل الدول التي لا تحظر دخول المواد الغذائية
*** لحقتني بت أحمد ( بجك حلومر فرش ) خجلت بعد ( احتسيته ) أن أطلب الثاني مع شهيتي المفتوحة للثالث
*** العواسات ديل يا شجرابي ود خيتي ست الجيل زبوناتي خمسة سنين .. حريم مكافحات وشغالات خدمة
يمين وعرق جبين .. واحدة منهن بتحكي عن ولد أخوها أدمن المخدرات وسوى ليهم البيت جحيم ومعذبهم العذاب
الجد والله يا شجرابي ود خيتي ست الجيل الشئ ده فات الحد والخطر دخل البيوت وهسه الخوف ما على الشباب
براهم الخوف على الوليدات الصغار ويا خسارة ويا خسارة الحبوبات بعدن منهم .. الحبوبة بقت تنكر اسم حبوبة
ودايرة ينادوها ماما فلانة الحبوبة يا كافي البلا بقت لا بتحكي ولا بتونس ولا بتحضن الصغار .. الحبوبة بقت ما
حبوبة بقت ما كبيرة البيت البتحضن وتبوس وتقلد وتنصح .. وبراحة براحة تعمل غسيل مخ والدايراهو تدخلو في راس الوليدات
*** شجرابي ود خيتي ست الجيل عليك الله
كلم ناسكم في الجرايد والإذاعات والتلفزيونات يتكلموا
عن الحبوبة ودور الحبوبة ويعملوا برنامج للحبوبات ويسمعوا منهن .. الحبوبة ياها الأم الكبيرة والمعلمة
والمرشدة والموجه والحنان والنصيحة
( والما عندو كبير يشوف ليهو كبير )
*** بت أحمد ( حبوبة الحبوبات ) ربنا يملأ جوفك صحة وعافية وكل جمعة انتي وأنا .. وهو وهي … واللائي
واللاتي .. وهؤلاء وأولئك .. وهم ونحن بألف خير
جمعة مباركة وكل جمعة وانتو طيبين