عبدالمنعم شجرابي يكتب استراحة الجمعة
عبدالمنعم شجرابي يكتب استراحة الجمعة
ينقص الأرض من أطرافها
*** ما كان اليوم ( ممحق ) بل كان ( ممهل ) يجئ الجميع من ( الشغل والمدرسة ) على ( حصة الغداء ) حيث يجتمعون على ( الصينية ) العامرة ( بكسرتها ورغيفها ) و( مفروكها وطبيخها ) ومن بعدها ( الشاي الصاموتي ) يحتسون كباية أو اثنتين أو ثلاث .. ويحلون على ( بلحات ) وإن لم يجدوا حسوا ( حسواتٍ من الماء )
*** كانت ( فترة العصرية ) طويلة .. عريضة .. ناس ( قدام البيت ) تلعب ( ضمنة وسيجة ) وأولاد ( يدافرون الدافوري ) وشباب يتدربون في الميادين بجدية وثلة من الآخرين وجهتهم زيارة المستشفى أو تقديم واجب العزاء
*** كان ( الزمن راقد ) عقارب الدقائق ( متمهلة ) وشوكة الساعة ( تمشي الهوينا ) والليل مظلم لمن أراده مظلماً .. ومضيئ لمن رغب به مضئياً ( وخاطف لونين ) لراغب ثالث .. والمغرب صافرة الجميع للعودة
*** لم يكن ( النيون ) موجوداً وكان التلاميذ يذاكرون ( بالسهراجة ) وأهل البيت يتحركون على ضوء اللمبة والأعراس تقام على ( نور الرتينة )
*** كانت الحيشان ( حدادي مدادي ) .. والغرفات طويلة عريضة .. ( الطاقة ) شباك .. والشباك باب .. والباب ( يفوت جمل )
*** كانت المزيرة ( عنبر ) عليها زير بحجم البرميل ترقد تحته مرتاحة ( الصفيحة )
*** كان الكلب ( ابن الكلب ) سيد مكان واسع وكل الأرض ( حمام ) تقضى فيه حاجتها ( الكديسة )
*** كانت الأمتار فواصل بين العناقريب ( المشتتة ) .. والبنابر ( المجدعة ) .. والأباريق ( المبعثرة ) .. والدجاج والحمام ( حايم ) .. والعصافير ( تطير وترك ) .. وفي الركن اليماني الغنم ( مربوطة ) والسخلان ( حايمة )
*** كانت الحجارة على حائط الجيران ( مردومة عالية ) لتحدث الجارة جارتها وتعطيها ( مما تصنع ) لترد لها الأخرى صنيعها
*** كانت الشجرة بين الجيران ملتقى .. ومتكأ .. ومنتدى .. ونادياً للتشاور والتفاكر ( والونسة )
*** كانت وكنا .. ولو كانت الركشات المستعملة حالياً موجودة لكان استعمالها داخل البيوت غير المحسوبة بالأمتار والمحسوبة بالأفدنة
( سبحان الله الذي ينقص الأرض من أطرافها )
جمعة مباركة وكل جمعة وانتو طيبين