عبدالمنعم شجرابي يكتب استراحة الجمعة ميتة….وخراب ديار
عبدالمنعم شجرابي يكتب استراحة الجمعة ميتة….وخراب ديار
*** الصيوان الطويل العريض الفسيح مشدود على ذات الطريقة التي خرج بها من مناسبة سعيدة .. مكيفات الهواء ( مشتتة ) على جنباته .. والممر مفروش إلى الداخل .. والكراسي مبعثرة ( في فوضى منتظمة ) .. وفي ( ركنه اليماني ) طاولة موضوعة عليها سرامس القهوة والشاي .. ( تحاصرها ) الكبابي ( ويحرسها ) برميل ضخم ( مستف ) بقارورات المياه ( الصافية )
*** إلى جوار الرجل الذي فقد أولاده الإثنين في ذلك الحادث المروري المشؤوم جلس الناجي الوحيد يتحدث ( سعيداً فرحاً ) بنجاته وخروجه بلا ( خدشة ) ولا ( طقشة ) ولا ( هبشة ) دون مراعاة لجرح الوالد المجروح
*** مجموعات على ( الجناح اليساري ) من الصيوان تطلق الضحكات عالية عالية والأعلى من الضحكات دخان السجائر السحابة الكثيفة التي تعلو المكان
*** أحدهم ( خالف رجل على رجل ) ينادي على( الجرسون ) أو ( النادل ) أو فلنقل ( النبطشي ) طالباً أو ( آمراً ) بقهوة ( بجنزبيل وبدون سكر ) ومن جاوره يطلب ( شاي مظبوط )
*** حان موعد الغداء .. وجاءت الصواني ( تطاقش ) محمولة بأيادي مفتولة ( شبعانة ) بما لذ وطاب وفي مثل هذه ( العضة ) يتبارى المتبارون وطبيعي أن ينادي منادي ( يا ولد جيب زيادة لحمة )
*** ذهب قوم وجاء آخرون نصيبهم الشاي واللقيمات ( وعشاق اللقيمات ) لا يترددون في استبدال صحن ( فاضي ) بآخر ( مليان )
*** في بيوت العزاء هناك الكثير والكثير والخلاصة ( ميتة .. وخراب ديار )
*** أيها الناس .. يا أموات الغد استغفروا وترحموا على ( ميت اليوم ) وأنتم تطأون بيوت البكى
جمعة مباركة وكل جمعة وانتو طيبين