عبدالمنعم شجرابي يكتب: ..أضرب وأهرب..يا بت ملوك النيل

عبدالمنعم شجرابي يكتب: ..أضرب وأهرب..يا بت ملوك النيل
سوق الاثين الرابط بين أحياء السيدة زينب وعابدين والأقرب إلى وسط القاهرة مركز وقبله لمتسوقين حتى من أطراف القاهرة البعيدة.
••• السودانيون يسكنون في هذه المنطقة المحيطة به بكثافة واخذوا مكانهم بالسوق وظهرت المتاجر التي تبيع المنتجات السودانيه إلى جانب القهاوي والمطاعم
وصوالين الحلاقة والأهم توجد اربعه مخابز تنتج الرغيف السوداني والذي تلاحظ إقبال اخواتنا المصريين عليه متفوقاََ على زيت السمسم والدكوة.
••• على مسافة من طرفه الشمالي الغربي تقع مدرسة الجيل السودانيه وعلى مسافة من طرفه الجنوبي الشرقي تقع مدرسة المجد وحركة طلابنا بملابسهم المدرسية المميزة تزيين المكان.
••• بالشارع الرئيسي بالسوق تجلس امرأة مسنه لا تشكو منها نحافة أو سمنة وتشكو منها سنوات العمر بعدم خصم ولو القليل من الهيبة والنضار وكحل العينين واستدارة الوجه وجمال مخزون على الخدين وبمنتهى الوقار
تجلس على كرسي غير قابل للزحزحه وكأنه عرش ملكي والى جانبه كرسي آخر تتبادله صاحباتها حضوراََ وغياب.
••• وانا امر أمامها يوميا في مشواري الرياضي لاحظت اهتمامها الكبير بصغارنا العائدون من المدارس تنبه وتحذر يا:”يا ولد اوعا العربيات..يا بت خلي بالك”
وتسلم بحراره على الغاشي والماشي من السودانيين وعلى ثغرها ابتسامة دائمة.
••• وجدت الكرسي الآخر بجوارها بلا جليس ودفعني فضولي الفطري مصحوباََ بفضولي الصحفي بالجلوس إلى جانبها وكان ردها على تحيتي بأحسن منها ولم تحوجني ان اسألها عن سر اهتمامها بأولادنا وسارعت قائلة :”يا
حاج انا خدوني السودان عروسه ولدت عيالي بالسودان زوجي اشتغل بالمدرسة المصرية بعطبرة وسكنت في الفكي مدني ولما كنا بالمدرسه المصريه بالخرطوم سكنت الأملاك أكلت القراصه والعصيدة والكسرة بس معرفش اعوس الكسرة ولا اعمل العصيدة حضرت الافراح
السودانيه كتير كتير ومن خير السودان عملنا الشقق والعربيات ولحم اكتافنا من خير السودان ومفيش حد في الدنيا يقدر يسألني انا ليه بحب السودان والسودانيين عيالكم دول عيالنا ربنا يحفظهم وتنتهي الحرب في بلدكم ويعم السلام بس مترجعوش تفضلو قاعدين هنا معانا مصر بلدكم زي ما هي بلدنا”
ام حمدي(*يا بت ملوك النيل*)
*تعظيم سلام*.
عبد المنعم شجرابي..