عبدالسلام محمد خير يكتب:الأهلية تتجلى وتحتفى.. (بروف صلاح الدين الفاضل حالة إعلامية)
عبدالسلام محمد خير يكتب:الأهلية تتجلى وتحتفى.. (بروف صلاح الدين الفاضل حالة إعلامية)
التدمير الذى تعرضت له (الأهلية) أثار غضب البلد على لسان إبنها البار المذيع الكبير عمر الجزلي.. هنالك سلوى.. للجامعة (مجدها)..هل سمعتم بمجد تعرض للنهب؟!.. لقد أعادني مشهد التدمير لذكريات تجلت عبرها الجامعة
قرينة المجد: (أى شىء هو المجد)؟!.. هكذا إختتم مقاله يصور المشهد المهيب وقد إنفض المشيعون وبقى وحده يراقب غروب شمس ذلك اليوم خلف أفق أم درمانى ممتد يتمسح (بحمدالنيل) حيث إستقر المقام بمن
أودعوه جوف ذات الأرض الذاكرة التى إختارها لتكون مقرا لجامعة إرتبطت بأم درمان وإرثها من (الأهلية) و(التميز) وما فرطت في ذلك فخرجت للناس الأسبوع الماضى تحتفل بعيدها الفضى.
العبارة للبروفسور على المك فى نعى صديقه البروفسور محمد عمر بشير الذي إرتبط بمبادرة (جامعة أم درمان الاهلية) وبعدها شد الرحال بعيدا كأنه يبحث عن سلوى في الفقد أبلغ، هجرة إلي(دنيا جديدة) من وحي ضمير
العالم الإنساني الخلوق..إن في الأمر سفرا لأمريكا ورحيلا من الدنيا..تذكرتهما، رحمهما الله، فور دخولى مقر الجامعة وقد إزدانت هيبة وبهاء ، تحضيرا باهرا، وحضورا تحفه مظاهر ترحاب سخى وبشاشة طاغية بدت على
وجوه اللجنة المنظمة فضلا عن قامة مديرها الأمدرمانى بروفسور كرار أحمد بشير عبادى – يقابل الكل بحميمية باذخة، فأعادنى المشهد إلى مقولة الراحل على المك وهو
يودع صاحب الفكرة فقلت بينى وبين نفسى صحيح (أي شىء هو المجد)؟!.. لقد إختار أن يقترن إسمه بصرح تعليمى جزيل العطاء جيلا بعد جيل .. محتفلا بالعلماء، أهل الشأن، دليل التميز.
الحفل أقيم فى باكورة إحتفالات الجامعة بعيدها الفضى وتبنى تكريم إثنين من عمدائها هما الدكتورة محاسن حاج الصافى – العميدة السابقة للآداب، والبروفسور صلاح الدين الفاضل خلفا لها . كلاهما ينعم بسجل حافل، فضلا عن شهرة لازمتهما كل فى مجاله، عن تواضع بلا هوادة..
بروف صلاح الدين الفاضل من مشاهير الإذاعة ولا تعرف من أين تدخل على سيرته الذاتية لتشهد له بهذا أو ذاك..لقد أربك الكاميرات وملحقاتها، وشتت من خواطري ما كنت نويت أن أخوض فيه مما عرفت عنه، والمقام مقام شهادات وتميز.
أول الشهادات وردت على لسان مدير الجامعة بروفسور كرار..وصفه، فأسكتنا . أثنى على ريادتة كمدير سابق للإذاعة السودانية وصاحب إسهام فى مسيرة تطور الإعلام وتعزيز مناهج علوم الإتصال بالجامعات..كاميرات،
صحافيون، وإذاعيون، فصلاح الفاضل (حالة إعلامية) وتجربة تستحق أن تروى للمتصلين بفنون الإعلام والإتصال والإبداع وهو حريص على أن يفعل ذلك بنفسه متأثرا فى ذلك بمناهج علمية عالمية حفية بالتوثيق..دأب مهنى أكاديمى، عن إنهماك وشغف فيما ينفع الوسائط والمجتمع، إنها منظومة السبل المفضية للتألق.
عمل مديرا عاما للهيئة القومية للإذاعة ( 1994 – 1998) فمديرا لأكاديمية السودان لعلوم الإتصال . مهنيا هو أنموذج لمدير(منتج) ففى رصيده 99 مسلسلا وبرنامجا صداها باق فى الذاكرة ( خطوبة سهير ، الحراز والمطر ، المنضرة ، الحياة مهنتى ، حزن الحقائب
والرصيف ، تحية واحتراما) . حين غادر ما أحب ومن ألف حقق كسبا جديدا ، درجة الماجستير فى(التشكيل الإخراجى المسرحى) وأخرى (دلالة المكان فى أعمال الطيب صالح) أما الدكتوراة ففي (تخطيط وإنتاج
البرامج الإذاعية) ..يقول لنا فى هذه الأثناء كمن يكشف عن سر إن الدكتوراة الثانية فى الطريق وعنوانها (تكوين الصورة فى دراما التلفزيون)..ما شاء الله .
فى (حالة صلاح الفاضل) تفاصيل ، فإنه عام 1996 إلتحق بجامعة الخرطوم وتدرج بكلية الآداب (إعلام) إلى أن أختير للعمل بالأهلية ( 2001) ليتولى عمادة الآداب
الآن . كسبه إبداعى أكاديمى (مزدوج) أنهى الجدل القديم (الموهبة أم الشهادة)؟! الدرجة العلمية عنده داعمة للخبرة ، فعزز مسعاه توجه البحث العلمى المعاصر نحو(البحوث التطبيقية) إن حاجة بلادنا اليوم لتنهض تستدعى ذلك بإلحاح .
المناسبة تثير كوامن التعلق بالمجد والسعى إليه بدأب مهما إشتدت الصعاب ، فهذه هى سيرة من استحقوا التكريم فى بيئة (أمدرمانية) (أهلية) (جامعية) مولعة بالتفرد والكد والصبر ، الثلاثة معا . الإحتفالية أعادت
للأذهان كيف إختمرت الفكرة فى ذهن صاحبها قبل ربع قرن لتزدهر وتثمر..أي شىء هو المجد حقا؟- (علم ينتفع به) وعلماء لا يختفي أثرهم وأشجار تدنو ثمارها للكافة بلا مواسم.. جامعة هي مثال (لمبادرات أهلية) فاعلة في البلد.. جامعة ومركز محيط في محيطها (مركز بروفسور
محمد عمر بشير للثقافة السودانية).. يجاوره مورد خصيب (مركز بروفسور عون الشريف قاسم للغة العربية واللهجات السودانية) – ولقد كان مديرا ومؤسسا فى فترة صعبة.. بين الحضور مدير المركز الدكتور قمر الدين على قرنبع ، نجم توارى بعد تألق ولقد ذكرته بطلته على التلفزيون يوما فانتشى وتبسم .
للأحاديث الجانبية إيحاءاتها، فهاهنا يتجلى المذيع الكبير الدكتور عمر الجزلى محاضرا..وتحديدا فى ( لياقة المذيع).. يا للبشرى! .. وجارى إلى اليسار البروفسير عمر حاج الزاكى يحدثنى عن حوافز فى التعليم العالى
لتشجيع التميز البحثى وإحراز درجة (البروفسرشب)، وعلى يمينى بروفسير حسن أحمد الحسن، وهو في الأصل مذيع، فشاركنى الإعجاب بلغة مقدمة البرنامج وبمستوى الإستقبال والضيافة.. ترتيبات الحفل تنثرها دكتورة سارة إبراهيم، محاضرة في الوسائط لا يشق لها غبار، كوالدها خبير التعليم العالي.
الإحتفالية تثير الذكريات فضلا عن ما حفلت من ضرب مثل فى صناعة المجد..تصوروا كيف يكون حال بلادنا لو أن كلا ممن أنعم الله عليهم بالعلم والمال وإخلاص النية حريصون على (بصمة) تبقى فلا تغيب سيرتهم، حمدا
لله.. هناك قضية، إن شئت تميزا ومجدا عليك أن تبدأ من حيث إنتهى (الأمدرمانيون) رواد الحركة الوطنية، وهذه الجامعة وسابقتها تلك، وكم من(حالة إعلامية) – بروف صلاح الفاضل، المكرم هاهنا، مثالا.. ويا للأمجاد، والشرف الباذخ.
صفحات من كتاب(أسماء لها أصداء)تحت الطبع، د. عبدالسلام محمد خير