مقالات

عاصم الدسوقي يكتب : سأخون وطني

عاصم الدسوقي يكتب : سأخون وطني

 

من كان يحمل مثلي حب موطنه…..
يأبى الغياب ولو في الأنجم الشهب….
ثارت جراحي نيراناً يؤججها….
عدو الرياح على قلبي وفي عصبي….

لا تندهش عزيزي القاري وانت تتأمل هذا العنوان ونحن نعيش في زمن الحرب وثقافة الخيانة والسرقة والنهب واضف اليها قهر الرجال وسلب الحقوق …

واقع الحياة تتلمس فيه كثيرا من الشواهد والافكار المشتركة التي تصيبك في مقتل وتجد نفسك تماما فيها وتمثل شعورا ينتابك بين الاحرف والكلمات التي تجري كجري الدم في الشرايين وهي تحمل اكسجين الحياة …

قرات بانتباه وتركيز عالي كتاب للشاعر والاديب والكاتب السوري محمد الماغوط وهو يقول من الغباء أن أدافع عن وطن لا أملك فيه بيتاً. من الغباء أن أضحّي بنفسي ليعيش أطفالي من بعدي مشردين.

من الغباء أن تُثكل أمي بفقدي وهي لا تعلم لماذا مت. من العار أن أترك زوجتي فريسة للكلاب من بعدي……
الوطن حيث تتوفر لي مقومات الحياة، لا مسببات الموت، والانتماء كذبة أخترعها الساسة لنموت من أجلهم! لا أؤمن بالموت من أجل الوطن، الوطن لا يخسر أبداً، نحن الخاسرون.

عندما يُبتلى الوطن بالحرب ينادون الفقراء ليدافعوا عنه، وعندما تنتهي الحرب ينادون الأغنياء ليتقاسموا الغنائم،
في وطني تمتلئ صدور الأبطال بالرصاص، وتمتلئ بطون الخونة بالأموال، ويموت من لا يستحق الموت على يد من لا يستحق الحياة…

تأملت بعمق تأملت كثيرا كتابات الماغوط ووقفت عند المحتوي الذي اري فيه نفسي تمام وكلها حقائق مثبته ، وكاد ان يسوقني اليقين ان الرجل صادق قولا كصدق يوسف عزت في كذبه ،

ولكن اري ان هنالك شعرة قد تخرجك من ان تغرق في بخر افاكره الواقعية والمنطقية …
فقط ان الوطن قيمة لا يستطع الكثيرون امتلاكها ..
الاوطان مساحة حب كبيرة من الماضي والحاضر

والمستقبل مساحة يشكلها الوجدان بكل معاني الانسانية المكتملة …
وخاصة عندما يتملك العشق الكبير وطني الذي احب
وتكون المشكلة الحقيقية في هذا الحب الكبير وكما قال الماغوط مشكلتي في هذا الوطن انني احترم كل شيء فيه حتى قمامته ……

وقد لا اذهب بعيدا وانا احفظ كلام عمي الدسوقي ووصفه للوطن بانه احب مكان ، والحياة الاسرية من الاهل والحبان والاسرة الممتدة والخال والعم والوالد ،

والطبيعة الوراقة والرياض والمزارع والبساتين والجنان لوحة مكتملة تمنحك حلاوة الانتماء ….
او ان انحو لأمير الشعراء شوقي

وطني لو شغلت بالخلد عنه …..
نازعتني إليه في الخلد نفسي……

اذا تتلخص المشكلة بين صراع القيمة الوطنية والانتماء عند احرار الوطن وما بين واقع يقود بلطجية يستطيعون ان يبتروا وينتزعوا ويفسدوا قيمة راسخة لا تعوض بثمن

ثمة سؤال طرحة ابضا الماغوط
أليس من العار بعد كل هذا التطور العلمي والحضاري الذي حققته البشرية ان تظل لغة الحوار الوحيدة بين السلطة والمواطن هي السحل والقمع الرفس وشد الشعر !

رسالة مجرده تخلو من العاطفة احسنوا تصرفاتكم انتقوا كلماتكم حببوا المواطن في الوطن …

وكان موطننا عزًا ومفتخرًا
ما هان في عمره يوماً لمغتصب
وقدوة لشعوب لا تماثلنا
في الحلم والعلم والأخلاق والأدب
والكنز كان هو الإنسان مكتملاً
في محفل الجد لم يهرب ولم يغب …..

الوطن اكبر واغلي من الجميع…

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى