طريـــق الأبيض / النـهود .. فرح موقوف والماليــة بلا أولويات ..!!
يعتبـر طريق الإنقاذ الغربى محور الابيض ـ النهود بطول ( 206) كيلو متــر هو الأسوأ على الإطلاق من بين الـ (11) الف كيلـــو متـــر طرق الشبكـة القوميــــة المسفلتـة للطرق على طول السودان وعرضـــه تعرض هذا الطريق الحيوي القارى لأسوأ
حالات الإهمال والتصدع والإنجرافات وأجريت له عمليات صيانـة متقطعة منذ إنشاءه وحتي الآن لكنها اليوم توقفت وبسب حُفر الطريق راح عدد من الضحايا والمعاقيـن الأبرياء الذين من حقهم أن يسوي لهم الشارع كما تسبب هذا الطريق المتهالك في
اهدار الموارد العامة والخاصة علي خلفيـة الصيانات المتكررة لسيارات وآليـات مستخدمي الطريق بصورة مستمرة من القطاعيـن العام والخاص لكن يبدو ان وزارة الماليـة الإتحادية لم تضع هذا الطريق علي اهميتـــه من ضمن أولوياتـها المقدمـــة
علي غيرها و التى تعمل علي تنفيذها الآن وعلى رأسـها تنفيـذ سلام دارفور وما يصاحبه من تنميـة وخدمات مع ان التنميـة في دارفور مرتبطة بشكل مباشر بكل أجـزاء السودان الأخـري سيما هذا الطريق .. وفي هذا الاتجـاه سألت الادارة العامة
للهيئـــة القومية للطرق والجسور عن دورها فى إعادة تأهيـل هذا الطرق الذى تجاوز مرحلة الصيانات الدورية ودخل مرحلة التأهيل الكامل فكانت الإجابة عملياَ ان الهيئـة قد شرعت في عمليات اعادة تأهيل هذا الطريق واكملت كل المراحل
الإجرائيـــة والفنيـــة المطلوبـــة وبعد طرح العطاء واكمال كل تبعاتـــه تعاقدت مع شركــــة الجنيد للطرق والجسور التى إستجلبت كل معداتـــها وآلياتـــها وأجهزتـــها الفنيــة وكادرها البشري الي موقع المشروع وبدأت بالفعل فى تنفيــــذ الضلعين
الاوائـل من العمليــة غير انه تبقي لهم الضلع الاهم الذى يحرك كل العملية وهو تدفق المال من المركز وقد التقيت بالمهندس عاصم علي أحمد مدير قطاع كردفان للهيئة القومية للطرق والجسور والمهندس المقيم للمشروع بمنطقة الخوى وسألتـه عن
الوضع الراهن للطريق فقال ان العقد الذي أبـرم مع شركة الجنيد التي تعمل علي اعادة تأهيل الطريق مدتـــه (21) شهراً وبقيمة (20) مليــار جنيه ما يعادل عشرين ترليون لاعادة تاهيل هذا الطريق بطول ( 103) كيلـــو كمرحلـــة اولي تشمل
الخوي / النــــهود من جملة طول محور الطريق البالغ (206) كيلو متر مبيناً أن الهيئة تعمل مستشار للحكومــة وان المرحلـــة الاولي تشمل تاهيل طريق النهود ـ الخوي بطول (103) كيلو وحتي الان تم عملياً النظافة الكاملة وقشط وإزالـة طبقـة
الأسفلت القديمة وإكمال عمل الردميات قبل النهائية لمسافــة (41 ) كيلو من جهة النهود وجاري العمل فى الطريق الخدمي وتوسعة الطريق الرئيسى ونظافة جنباته من الاشجار والحشائش حيث بدأ العمل بتاريخ 18/ 8 /2022م ممتدحاً المقاول
شركة الجنيد التى ابدت حسن النوايا والجدية وبدأت العمل بجهدها الذاتي بحسب قوله حيث تمت كل النشاطات الاولية وان المقاول استجلب كل الياته وان الخام متوفر بالمنطقة وكذلك الكادر المهني المؤهل وفي انتظار المالية الاتحادية لتبدأ سداد
المقدم وجدولـة الدفعيات كاشفاً عن انهم التزموا بشروط الجودة والتميز المستخدمة فى صناعة الطرق من خلال الفحص والقياسات الهندسية المشتركة ببنهم وفريق الادارة الهندسة للمقاول حتي لا يكون هناك دبل عمل في استخدام أجهزة
فحص المواد وصلاحيتها المتطورة وقطع عاصم بان طبقة الاساس موجودة وهي الطبقـــة القديمة للطريق بما لا يكلف اعمال كثيرة للمقاول وهي متحسب لها في التقديرات المالية لتكاليف التاهيل ويوفر جهداً للمقاول وان المواد المحلية كلها جيدة
وفي انتظار تدفق المال الاتحادي لاكمال المشروع قبل مواعيده المكتوبـــة في العقد وابان عاصم ان مجمل العمل في طُرق كردفان بولاياتها الثلاثـــة قد بدأ بصورة جادة منذ يوم 15 اكتوبر الجارى بعد توقف غرفة طوارئ الخريف وشرعوا في اعداد
الدراسات وحصر آثار الخريف والسيول والمطر تمهيداً لبداية اعمال الصيانة والتاهيل موضحاً تدخل قطاع طرق كردفان في كل البلاغات وعيور المياه والسيول الموازية لكل وديان كردفان وان طريق الدبيبات ابوزبد الفولة كان اكثر طرق كردفان تأثراً بخريف هذا العام وتمت المعالجة بكفاءة عالية ..
المعاناة مع الطريق .. وعشم باكـر المؤجــــل ..
اما المواطن صلاح ادم سائق شاحنـة عابر من الدامر الى اقصى جنوب دارفور منطقة برام قال انهم خلال الفترات الماضية عانوا كثيراً مع الطريق وسوءه وتعرضوا لمضايقات وتهديدات امنية ونهب بسبب المشي البطئ والسرقات عند الحفر مشيرا
بانهم كانوا يقطعون مسافة الخوي / النهود بطول (103) كيلو متر خلال عشرة ساعات اما الان بعد عمل الردميات وتسوية نتوءات الطريق اصبحوا يقطعونها خلال ساعتين فيما وافقه سائق آخر قادم منطقة شندى اسمه عبدالهادي عبدالرحمن
محمد وصف ما تم بانه انجاز غير مسبوق وتحول كبير في هيئة الطريق السابقة التي كانت سبباً في ظهور حالات النهب المسلح والمعاناة واستهلاك الاسبيرات والوقود مبينا انهم صاروا يتجاوزون المسافة التي كانت تستغرق معهم يوماً كاملاً
اصبحوا يقطعونـــها خلال ساعات قليلــة اما المهندس بابكر عبدالباري المهندس المشرف على المشروع من قبل شركـة الجنيد فقد اكد ان العمل يجري بمحور الخوي ـ النهود انهم بدأوا العمل بجهد ذاتي خالص استشعاراً منهم بأهمية الطريق ولم
ينتظروا دفعيـــات وزارة المالية لاهمية الطريق لحركة العبور وانهم احضروا كل الاليات والكادر الفني الي موقع العمل في زمن قياسي ووجيز كاشفا ان صناعة الطرق اصبحت مكلفة جدا وصعبة شديد من حيث توفر الوقود وارتفاع التضخم وزيادات اسعار
الكميات والاسبيرات وأوضح بابكر انهم انجزوا هذا العمل خلال شهريـــن وانهم بدأوا العمل ولم ينتظروا المال لانهم يعلمون اهمية هذا الطريق القومي الذي يربط ما بين ولايات دارفور وكردفان وولايات الوسط وشرق وغرب وجنوب السودان عموماً وهو
الطريق القارى الحيـــوي الرابط بين ميناء بورتسودان شرقي السودان وغرب السودان حيث دول الجوار تشاد وافريقيــــا الوسطى وبقيــة دول غرب وشمال غرب افريقيـــا ..
