“ضربات تدمر كل شيء”.. روسيا تتقدم بشرق أوكرانيا وتكشف وثائق جديدة بذكرى الغزو الألماني
تحتدم المعارك في شرق أوكرانيا؛ حيث حققت القوات الروسية تقدما ميدانيا وشنت قصفا عنيفا على مدينة ليشيتشانك الصناعية، فيما ناشد الرئيس الأوكراني حلفاءه مده بأسلحة متطورة وحذر جيرانه من مصير مشابه، وأشاد نظيره الروسي فلاديمير بوتين بـ”أبطال العملية العسكرية” بالتزامن مع إحيائه ذكرى الغزو الألماني للاتحاد السوفياتي.
وقد أكد الأوكرانيون فجر اليوم الأربعاء أن الضربات الروسية “تدمر كل شيء” في مدينة ليشيتشانك الصناعية الإستراتيجية القريبة من سيفيرودونيتسك في منطقة دونباس شرق البلاد، بينما تكثف سلطات كييف الجهود للحصول على أسلحة ودعم طلب ترشيحها لعضوية الاتحاد الأوروبي.
وعبر تليغرام كتب سيرغي غايداي حاكم منطقة لوغانسك -حيث تتركز المواجهة- “الجيش الروسي يدك ليشيتشانك بالمدفعية والصواريخ والقنابل الجوية وقاذفات الصواريخ”.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “نكافح بنشاط من أجل الحصول على قرار إيجابي من الاتحاد الأوروبي بشأن ترشيح أوكرانيا ونكافح يوميا كذلك بالنشاط نفسه للحصول على أسلحة متطورة”.
وقد أجرى زيلينسكي طوال أمس الثلاثاء اتصالات للحصول على دعم دول الاتحاد الأوروبي الـ27.
وعلى صعيد التسلح، رحبت كييف أمس بوصول مدافع ألمانية ذاتية الدفع من طراز “بانزرهابيتز 2000” (Panzerhaubitze 2000) لاستكمال ترسانتها.
معارك شرسة
وفي منطقة دونباس شرق البلاد “يسيطر” الروس على بلدة توشكيفكا في خط الجبهة؛ على بعد كيلومترات قليلة من سيفيرودونيتسك ومدينة ليشيتشانك المجاورة؛ حيث تدور معارك شرسة وفق ما قاله رومان فلاسينكو قائد قطاع سيفيرودونيتسك.
وتشهد منطقة لوغانسك منذ أسابيع تبادلا عنيفا للقصف المدفعي بين القوات الروسية والأوكرانية، وبات الروس يسيطرون بشكل شبه كامل عليها. ويوجد “جيب مقاومة” وحده حول ليشيتشانك وسيفيرودونيتسك لا يزال صامدا.
وفي سيفيرودونيتسك “تستعر المعارك حول المنطقة الصناعية”، حيث لجأ وفق السلطات المحلية 568 شخصا بينهم 38 طفلا إلى مصنع آزوت غالبيتهم من العاملين فيه وعائلاتهم وفق القائد فلاسينكو.
ويكتسي المصنع أهمية رمزية في مدينة سيفيرودونيتسك الصناعية التي كان يقطنها نحو 100 ألف نسمة قبل بدء الحرب. وستشكل سيطرة موسكو على المدينة مرحلة مهمة في اتجاه السيطرة على كامل منطقة دونباس التي يتكلم معظم سكانها الروسية، ويسيطر على جزء منها انفصاليون موالون لروسيا منذ 2014.
ونقلت وكالة رويترز أن القوات الأوكرانية والروسية موجودة بمواقعها في ساحات القتال بشرق أوكرانيا اليوم الأربعاء، وهو يوم إحياء ذكرى غزو زعيم ألمانيا النازية أدولف هتلر للاتحاد السوفياتي.
وأضافت أن كفة القتال مالت لصالح روسيا في الأسابيع القليلة الماضية بسبب تفوقها الهائل في قوة نيران المدفعية.
مصير الجيران
وقال زيلينسكي “يعزز الجيش الأوكراني دفاعاته في منطقة لوغانسك بفضل المناورات التكتيكية.. هذه حقا أصعب بقعة. المحتلون يضغطون بقوة أيضا في اتجاه دونيتسك”.
وفي تصريح للجزيرة قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا لن تتوقف عند حدود أوكرانيا لأن الروس يعتبرون كامل أراضي الاتحاد السوفياتي السابق أراضيهم الخاصة، على حد تعبيره.
وأضاف أن إخفاق أوكرانيا في مواجهة ما وصفه بالعدوان الروسي يعني أن جيران كييف والجمهوريات السوفياتية السابقة الأخرى سوف تتعرض له أيضا.
وقالت أوكرانيا أمس الثلاثاء إنها استهدفت منصات غاز في البحر الأسود يستخدمها الروس كـ”منشآت” عسكرية لتعزيز سيطرتهم على المنطقة.
من جانبه، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس أنه “فخور” بجهود جنوده في أوكرانيا، ووعد بمزيد من التعزيزات العسكرية.
وقال “نحن فخورون لأن مقاتلينا يتصرفون بشجاعة واحتراف مثل أبطال فعليين خلال العملية العسكرية الخاصة”، التي بدأت أواخر فبراير/شباط الماضي.
وأكد “ثقته” بأن روسيا “تتجاوز” العقوبات المفروضة عليها.
27 مليون قتيل
في سياق متصل تحيي روسيا اليوم الذكرى السنوية لغزو قوات ألمانيا النازية تحت قيادة أدولف هتلر لأراضي الاتحاد السوفياتي في 22 يونيو/حزيران 1941، خلال الحرب العالمية الثانية.
ويطلق على “22 يونيو/حزيران” يوم الحزن في روسيا. ويقدر المؤرخون أن زهاء 27 مليون جندي ومدني سوفياتي لقوا حتفهم، وفقا لوكالة رويترز.
ومن المقرر أن يضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باقة من الزهور تأبينا للقتلى.
وإحياء لذكرى الغزو، كشفت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأربعاء عن وثائق تعود إلى بداية الحرب العالمية الثانية، وتظهر فيما يبدو أن ألمانيا كانت تعتزم الادعاء بأن الجيش السوفياتي يقصف الكنائس والمقابر لتبرير غزوها.
وقالت وزارة الدفاع الروسية “مثلما يحدث حاليا، أعد النازيون عام 1941 لاستفزازات.. من أجل تشويه سمعة دولتنا”.