Uncategorized

صلاح عووضة يكتب :ســـهواً !!

ســـهواً !!

ويعاتبني كناني..

وهو مدير التسويق بالزميلة (الصيحة) ؛ ولم يرد اسمه ضمن من ذكرت في كلمة وداعي..

رغم إنه من الذين أكن لهم إعجاباً شديداً..

ليس بسبب تهذيبه…وأدبه…وشطارته…وحسب ؛ وإنما لسبب إضافي ندر في زماننا هذا..

سيما بين أمثاله من جيل اليوم…الإنقاذي..

وهو شغفه بالقراءة الأدبية…والثقافية…والفلسفية ؛ وإدمانه أنيس منصور على وجه الخصوص..

فما من مؤلف له وإلا والتهمه…وهضمه…وأفرزه وعياً يزين عقله..

وزميلٌ لنا – أيام الدراسة – كان لقبه (سقط سهواً)…ونختصره – أحياناً – إلى (مستر سهو)..

فهو كان كثير الاستشهاد بعبارة (سقط سهواً)…وللسهو مدمناً..

وذات ضحىً كنا نمارس رياضة الكرة الطائرة – بفناء المدرسة – فسقط نصيفه السفلي..

فاتقى نظراتنا بيدٍ كما فعلت التي قال فيها النابغة:

سقط النصيف ولم تُرد إسقاطه……فتـــناولته واتقتـــنا باليــد..

ولكن شتان ما بين يد المتجردة – زوجة النعمان بن المنذر – البضة…ويد صاحبنا العجفاء..

وباليد الأخرى قبض على بناطله (الميني)…وهرول نحو البوفيه..

وهي اليد التي يسقط منها (سهواً) كل ما له علاقة بالدروس…والواجبات…و الاختبارات..

ولكن لا يسقط منها أبداً (ريال الفطور)..

وهو ريال نصفه – أي الشلن – للفول ؛ و شلنٌ للتحلية…سواء باسطة…أو طحينة بالعسل..

بينما شطيرة الطعمية – فقط – بمئة جنيهٍ الآن في المدارس..

ويعاتبنا كناني ؛ فنتقي لومه بيدٍ تكتب اليوم عنه…وعن السقوط سهواً…وعن أنيس منصور..

وأنيس هذا كان يتقي جدال المرأة بعبارة (اللي تشوفيه حضرتك)..

وأثناء حوار مع قناة (إم بي سي) أشاد بعقلية شخصٍ ما…ووصفه بأنه ذو نظر بعيد..

فقاطعته المذيعة صارخة (يعني زي زرقاء اليمامة كده)..

وعبثاً حاول أن يوضح لها الفرق بين بعد نظر الزرقاء…وبعد نظر البصيرة الذي يعنيه..

وفي كل مرة تصر المذيعة على رأيها..

فما كان من أنيس إلا أن أنهى الجدل العقيم هذا بعبارة (خلاص…اللي تشوفيه حضرتك)..

ففي رأيه أن المرأة ذكية حين تفكر بعقلها..

أما عندما تفكر بقلبها – كعادتها دوماً – فهي تضحى غبية غباءً لايُجدي معه الجدل المنطقي..

ويسقط المنطق من بين خصلات شعرها سهواً…أو عمداً..

كما سقط الشعب من رأس حمدوك عمداً…وسهواً…معاً ؛ لانشغاله بحركة برامج الصندوق..

والشعوب في رأس صندوق النقد هذا لا محل لها من الإعراب..

ولا يهمه إن جاعت…أو عانت….أو ماتت حتى ؛ فالمهم عنده هو الأرقام (الباردة)..

فلا غرو – إذن – إن كان حمدوك نفسه (بارداً)..

ويسقط نصيف حكومته…فلا هو يتناوله – كالمتجردة – ولا هو يتقي السوءة بيده كزميلنا..

وينظر إليها – العورة هذه – (الكيزان) ؛ شامتين…وضاحكين..

ولا يحول بينهم وبين اغتنام فرصة فشل حكومة (البرود) هذه إلا سقوطهم هم أنفسهم..

سقوطهم من ذاكرة الشعب – والتاريخ – عمداً..

ويعاتبنا كناني ؛ ومن حق من يقرأ لأنيس منصور – علينا – أن نعتذر له عن سقوط اسمه..

ســـهواً !!.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى