الأخبارالعالمية

“صفر كوفيد”.. هل باتت تُجدي نفعا في الصين؟

“صفر كوفيد”.. هل باتت تُجدي نفعا في الصين؟

بعد نحو 3 سنوات من القيود الصارمة التي فرضتها السلطات الصينية لتطبيق سياساتها نحو “صفر إصابات” بالفيروس، خرجت احتجاجات في أماكن متفرقة للمطالبة بتخفيف تلك الإجراءات، وفتح الأنشطة الاقتصادية لعودة الحياة إلى طبيعتها.

وعلى وقع ذلك، نقلت مصادر صينية أن السلطات بصدد تخفيف إجراءات الحجر الصحي وتقليص الاختبارات الجماعية.

وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية، تشاو لي جيان، إن التدابير الصارمة التي تنفذها الحكومة لمواجهة كورونا قللت من تداعيات الفيروس على الاقتصاد الصيني، وعلى الدول التي تنتقد تلك الإجراءات أن “تهتم بتعاملها السيئ مع الوباء”.

وعلى الرغم من مساعدة سياسة “صفر كوفيد“، التي تهدف لعزل أي شخص مصاب، بكين في خفض معدلات الإصابة عن الولايات المتحدة والدول الكبرى الأخرى، إلا أن السكان في بعض المناطق احتجزوا في منازلهم زهاء أربعة أشهر.

ومع بدء الشعور بأن الحياة طبيعية بشكل متزايد في بريطانيا وأماكن أخرى حول العالم، فإن 49 مدينة – تمثل ثلث سكان الصين وخمسي ناتجها الاقتصادي – في حالة إغلاق جزئي أو كلي.

 سياسة التلقيح

وكانت لسياسة التطعيم بلقاحات كورونا جزءا رئيسيا من تلك الانتقادات، إذ تشير تقارير إلى أن حوالى 40 بالمئة فقط من الذين تزيد أعمارهم عن 80 عاما قد تلقوا جرعة معززة، وما يزال الملايين غير محصنين.

ورأت صحيفة “واشنطن بوست” أن قرار الصين بالتمسك بلقاحات منتجة محليا، يعني أنها لم تستفد مما يعتقد العديد من الخبراء أنه أكثر تقنيات اللقاحات فعالية ومرونة، وهي خطوة محتملة في بلد به أعداد كبيرة من الأشخاص الذين لم يحصلوا على جرعة معززة.

ودفعت الإجراءات الصينية العديد من الشركات للإغلاق مما كان له تأثير على معدل النمو، إذ يتوقع البنك الدولي نمو الناتج المحلي الإجمالي بالبلاد بنسبة 3.2 بالمئة فقط.

استراتيجية غير واقعية

وفي حديث  بحسب “سكاي نيوز عربية”، قال مستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المُعدية الدكتور ضرار بلعاوي، إنه منذ بداية الجائحة لم نكن نعرف الكثير عن فيروس كورونا وديناميكيته وكان العالم منقسم إلى قطبين:

* الأول: سياسة “صفر إصابات بكورونا” بمعنى الإغلاق التام للحفاظ على أقل عدد من الإصابات.
* الثاني: سياسة مناعة الجماعة (القطيع) أي فتح الأنشطة الاقتصادية مع مراعاة الإجراءات الاحترازية.

وأشار بلعاوي إلى أنه وبعد نحو 3 سنوات من الجائحة، بدا العام كله مقتنعا أنه لا يمكن أن تلجأ إلى هاتين الاستراتيجين بشكل منفرد، فلا سياسة “صفر كوفيد” استراتيجية واقعية تستطيع من خلالها محاربة شيئ غير مرئي مثل كورونا، ولا الفتح التام دون إجراءات احترازية أمر ملائم خاصة لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.

واعتبر أن أسلوب “التعايش” هو الفكرة الأمثل للتعامل مع “كوفيد-19“، بفتح القطاعات الاقتصادية للمساهمة في دفع عجلة الاقتصاد وعودة الناس لحالتهم الطبيعية.

أما بالنسبة للصين، فقد شدد بلعاوي على أنها تعد الدولة الوحيدة التي تعتبر سياسة “صفر كوفيد” هي الناجعة، لكنها سياسية ليست واقعية بشكل كبير، وهي ما أثارت المظاهرات فلجأوا إلى تخفيف الإجراءات.

الحل في التعايش

ولفت مستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المُعدية، إلى أن الحل بالنسبة للصين هو التعايش مع فيروس كورونا، عبر التسريع في منظومة إعطاء اللقاحات، وجلب الأدوية الجديدة، وتحضير النظام الصحي ورفع كفاءته، بحيث يكون هناك تواصل أفضل مع المواطنين.

وهذا ما اتفق معه أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، إسلام عنان، الذي قال لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن الصين تتمسك بسياسة “صفر كورونا”، وهو سبب الأزمة الراهنة، على الرغم من كونها السياسة الأفضل عالميا في الوقت الراهن لمواجهة الفيروس، إذ إن نسبة حالات الإصابة بكورونا لا تُذكر بالمقارنة بعدد السكان الكبير، بالتزامن مع وجود متحور ضعيف لأوميكرون.

وشدد على ضرورة النظر للأوضاع الاقتصادية ومعيشة المواطنين عند اتخاذ القرارات الصحية، لأنه من الممكن أن تؤدي تلك القرارات لحالة من الملل بين السكان، ويضطروا للاحتجاج والتظاهر ضد ذلك.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى