مقالات

صديق البادي يكتب: ماذا يريد رئيس الامارات ؟! ومرحباً باستثمارات الرئيس الأمريكي ترامب في السودان

صديق البادي يكتب: ماذا يريد رئيس الامارات ؟! ومرحباً باستثمارات الرئيس الأمريكي ترامب في السودان

 

العلاقات بين الشعبين السوداني والاماراتي طيبة ومتينة وقديمة لم تشبها شائبة أثناء الحرب اللعينة التي طال امدها والمؤكد أن الامارات الشقيقة لن يصيبها أذى من أي فرد من أفرد الشعب السوداني ولو برمي حجر صغير لكسر لمبة كهرباء صغيرة . والشعب السوداني كان ولا زال وسيظل يحمل حباً واحتراماً وتقديراً لحكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الرئيس المؤسس لدولة الامارات ورائد وراعي نهضتها الحديثة وكانت علاقته وثيقة بالسودان وزاره عدة مرات وقام برحلات للصيد داخله تدل على أن الصداقة كانت حميمة .ورئيس دولة الامارات الحالي لم تتح له الظروف زيارة السودان ولا يعرف شيئاً عن تاريخه وجغرافيته وقبائله وإثنياته وتركيبته السكانية وعاداته وتقاليده ومعالمه وأعلامه وأهم وأبرز رموزه في شتى المجالات وهو ليس مطالب بذلك في الظروف العادية ولكنه كما شهد ويشهد العالم كله أصبح السودان هو شغله الشاغل وهو صاحب القدح المعلى في كل ما جرى ويجري في السودان منذ أيام الاعداد

للمحاولة الانقلابية التي فشلت مروراً بالحرب الاجرامية الانتقامية التي عاني فيها الشعب السوداني والمواطنون الأبرياء العزل من السلاح الامرين وحدث في الواقع الحقيقي من التعذيب والنهب والسلب وسرقات العربات والممتلكات والأموال وقتل المواطنين الأبرياء بدم بارد والاغتصابات وتشريد ملايين المواطنين الذين أٌخرجوا قسراً وقهراً من منازلهم وأصبحوا نازحين في الداخل أو لاجئين في الخارج ….والخ وما حدث يفوق كثيراً ما يحدث في افلام الرعب المخيفة. وبكل تأكيد إن رئيس دولة الامارات تسلل إليه بعض أبناء الوطن العاقين وتقربوا منه ليس حباً فيه ولكن من أجل الحصول على السلطة والمناصب هنا مع أموال تتدفق عليهم منه وخدعوه وأوهموه بأن المخطط الانقلابي سيكون ناجحاً بنسبة مائة في المائة ولكنه فشل بنفس النسبة وأدى ذلك لإشتداد عنادهم وردود فعلهم الانتقامية الغاضبة … ورئيس وزراء الفترة الانتقالية قدم استقالته من منصبه في شهر فبراير عام 2022م وقبلت منه وتم إذاعة ذلك عبر الإذاعات والفضائيات في الداخل والخارج وخرج من السودان قبل ثلاثة أعوام وسبعة أشهر ولكنه ظل يعلن مراراً وتكراراً أنه هو رئيس الوزراء الشرعي ومعه

حكومته ومن جانب آخر فإن رئيس دولة الامارات يؤيد ويقف وراء اعلان حكومة أخرى اطلقوا عليها اسم حكومة التأسيس وبدون اساءة لأحد فإن الجميع لا يلمسون وجوداً لهذه الحكومة في أرض الواقع ولا يولونها أي اهتمام . ويبقى السؤال ماذا يريد السيد رئيس دولة الامارات من السودان والمعروف أنه منذ البداية كان يتحالف مع آل دقلو الذين كانوا وأكرر كلمة كانوا يسيطرون على جبل كامل من الذهب هو في حقيقة أمره من الأصول الاقتصادية ذات العائد المالي الضخم وملكيته الفعلية للدولة السودانية . وإذا كانت هناك أسر وعوائل على مستوى العالم تعتبر مجازاً من الأسر الحاكمة مثل اسرة آل كنيدي بأمريكا (الرئيس القتيل في عام 1963م جون كنيدي وشقيقه المرشح للرئاسة عن الحزب الديمقراطي في عام 1968م روبرت كنيدي الذي اغتيل أثناء حملته الانتخابية وشقيقهم إدوارد الذي كان يتطلع أيضاً للرئاسة ) وفي الهند فإن اسرة غاندي تعتبر من الأسر الحاكمة (رئيس الوزراء جواهر لال نهرو وبنته

رئيسة الوزراء انديرا غاندي ) وفي باكستان تعتبر أسرة بوتو من الأسر الحاكمة ( رئيس الوزراء ذو الفقار على بوتو وبنته رئيسة الوزراء (بناظير بوتو) ويضاف لتلك الأسر الحاكمة أسرة آل دقلو بالسودان التي كان لها مال وجاه ونفوذ واسع في الفترة بين عامي 2019 – 2023م وتمدد محمد دقلو تمدداً اخطبوطياً في السلطة ولكنه دفق لبنه على التراب . ورئيس دولة الامارات يقف مع الدعم السريع ولا زال يسعى بشتى السبل أن يكون لهم وجود في السلطة ولكن ما فعلوه من خراب ودمار في الحرب أفقدهم كل ما كانوا يتمتعون به قبل الحرب ومن المستحيلات أن يعيد رئيس دولة الامارات لآل دقلو والدعم السريع لبنهم الذي دفقوه على الأرض ولكن يمكن أن يتم الاعتراف بوجود عاملين ومجندين في الدعم السريع ويكون عددهم في حدود ثلاثين ألف على أكثر تقدير وتحدد مهامهم ومواقعهم خارج العاصمة كما كانت

عند بداية تأسيس الدعم السريع ويكونوا تحت قيادة وإمرة القيادة العامة للقوات المسلحة . ومن يجنحون للسلم منهم ويريدون ممارسة العمل السياسي فيمكن ان تتاح لهم الفرص لتكوين حزب باسم حزب الدعم السريع أو أي اسم يختارونه ويكون ضمن الأحزاب الكثيرة الأخرى ولكن اعادة الأوضاع والسلطة لهم مثل ما كان قبل اندلاع الحرب الاجرامية الانتقامية فهذا من المستحيلات مثل (الغول والعنقاء والخل الوفي) ورئيس دولة الامارات يطالب بابتعاد الجيش السوداني عن الحكم وعدم ممارسته للسلطة وهذا مطبق بالفعل والقوات المسلحة (من رتبة فريق أول وحتى رتبة جندي أو وكيل عريف) فإنهم بالإجماع لا يحكمون ولا يمارسون سلطة وهم متفرغون تماماً لأداء عملهم العسكري ومهامهم المهنية العظيمة وهم حماة الوطن وأسوده الزائدين عن حياضه ويوجد وزير دفاع هو الوحيد المنتمي للقوات المسلحة داخل مجلس الوزراء ولم يتم اختياره ممثلاً لها ولكن تم اختياره لصفاته المهنية التي يتطلبها المنصب

في هذه الظروف . ومجلس السيادة يضم أربعة من كبار الضباط وحملة رتبة فريق أول وهم رئيس مجلس السيادة وثلاثة من أعضاء المجلس ولعل رئيس دولة الامارات وشقيقه مدير الاستخبارات ومن معهم يدورون ويلفون حول هذه النقطة التي تسبب لهم ضغطاً نفسياً .
أما عن الاستثمارات الامارتية في السودان فإن ما تم تداوله (قبل فشل المخطط الإنقلابي واندلاع الحرب الاجرامية الانتقامية البشعة ) عن ميناء أبوعمامة على ساحل البحر الأحمر في السودان والفشقة …والخ فقد كان فيه استفزاز للشعب السوداني واستهانة واستخفاف بالدولة السودانية وسيادة الوطن وتجاوز المؤسسات والقنوات الرسمية للدولة وأجهزتها والتعامل تحت الطاولة مع سماسرة ومع مرتشين فاسدين والسعي للسيطرة والهيمنة على تلك الأصول والممتلكات السودانية بطريقة فيها (حقارة وإستهبال) وقوبل ذلك بالرفض التام ولكن إذا فتحت صفحة جديدة وقفلت صفحة العداوة

واحترمت السيادة الوطنية للسودان ومؤسساته الرسمية فليس هناك مانع من إجراء مفاوضات جادة فيها ندية وفيها حفظ لحقوق كل طرف من الطرفين كاملة غير منقوصة لتدور المفاوضات وتطرح الأجندة عن ميناء أبو عمامة (والفشقة حتى لو كان وراء ذلك دولة أخرى) والذهب وتصديره للإمارات …و… الخ . (لم يتوقف تصدير الذهب للامارات أثناء الحرب وليس في هذا غضاضة أو اعتراض )
والسودان غني بكنوزه ونفطه ومعادنه النفيسة وثرواته الهائلة الضخمة المتنوعة المتمثلة في أراضيه الزراعية الشاسعة الواسعة الخصبة ومياهه الغزيرة الوفيرة متعددة المصادر وثرواته الحيوانية والسمكية والغابية …و…الخ ويتطلب هذا وجود هيئة عليا للاستثمار والموارد الاقتصادية وذراع تنفيذي يتمثل في وجود وزارة فاعلة للاستثمار والتعاون الدولي بالإضافة

للوزارات الأخرى المعنية المتخصصة . وثروات وموارد السودان الهائلة المشار إليها وغيرها تؤهله لإقامة شراكات اقتصادية ضخمة مع كثير من دول العالم ومنظماته وأثريائه من كبار المستثمرين ورجال الاعمال ويتطلب هذا تسهيل الإجراءات لأن التعقيدات وكثرة (الأتاوات) وبطء الإجراءات مع وجود جماعة (حقي كم التي تنط في حلق أو بالأحرى في جيب كل مستثمر) نفرت المستثمرين وجعلتهم يبحثون عن دول بديلة تجذب المستثمرين ولا تنفرهم وبسبب تلك التعقيدات وأولئك المنفرين للمستثمرين فقد السودان مئات المليارات من الدولارات والعملات الحرة واضحى كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول . والمؤسف إن بعض الاتفاقيات التي عقدت في الماضي مع مستثمرين أجانب كانت هزيلة بمنحهم عقودات لزراعة مساحات

شاسعة واسعة تمتد لعشرات السنين بثمن بخس ضئيل مع الري بالمياه الجوفية بلا مقابل . ونأمل في فتح الباب على مصراعيه للمستثمرين وفق عقودات منصفة تحفظ لكل طرف من الطرفين حقوقه بلا زيادة أو نقصان . والرئيس الامريكي ترامب يمكنه إن أرد عقد اتفاقيات لاستثمارات ضخمة في السودان بوصفه رئيساً للولايات المتحدة الامريكية ويمكنه أيضاً وبصفته مستثمر أن يستثمر هو وأسرته في السودان .
والمؤسف إن قلة من أبناء الوطن العاقين أصبحوا خميرة عكننة وشوكة حوت في حلق الوطن بالإساءة إليه من أجل حصولهم على أموال قذرة من الخارج ويبذلون جهداً كبيراً لتشوية صورته وخلق حاجز نفسي بينه وبين آخرين لا يملكون عنه معلومات صحيحة وهو بلد الوسطية والاعتدال والتسامح . والتعامل السلس داخله سهل ميسور.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى