مقالات

صديق البادي يكتب: القوى الأجنبية الاستعمارية تتعامل مع السودانيين وكأنهم أمة من العبيد!!!

صديق البادي يكتب: القوى الأجنبية الاستعمارية تتعامل مع السودانيين وكأنهم أمة من العبيد!!!

 

ما حدث في فاشر السلطان بلد الخلاوي وحلقات تلاوة القرآن من جرائم وحشية فظيعة بشعة تأنف الذئاب والكلاب الضالة من إرتكابها فاقت حد الوصف ولا تحتاج لتفصيل وتبيين وهي كتاب مفتوح مفضوخ وحدث مثلها وأكثرمنها بشاعة في الجزيرة ولم يحرك العالم ساكناً. والفضائيات والإذاعات والميديا أخذت تعكس ما يدور في الفاشر وتوالت تصريحات الشجب والإدانة ولكن إذا وقفت في حدود(طق الحنك كما حدث بالنسبة للجزيرة) فإنها لا تجدي ولا تفيد لأن الوضع على الطبيعة والأرض في غاية السوء وكثرة عمليات التهديد والوعيد والمهدد الأمني وما يتبعه من إخلاء ونزوح…ألخ والدعم السريع بوصفه السابق لم يعد له وجود والقوة المتمردة الحالية هي خليط (سمك لبن تمر هندي) يضم ما تبقى من مجندي الدعم السريع المسجلين

والمعتمدين في الكشوفات الرسمية ولكن المرتزقة والمجرمين الذين أحضروا من الخارج والمجرمين واللصوص ومنتهكي العروض …ألخ الذين تم تجنيدهم هم الذين يمثلون الأغلبية والعمود الفقري للقوة المتمردة التي تحارب الآن.
وأعلن البعض أن حميدتي رحل عن الدنيا وأن ما يبث بشخصه وصوته يتم بالذكاء الاصطناعي ويعلن آخرون وهذا هو الراجح أنه حي يرزق وفي كل الأحوال فقد كان المجندون المنتمون للدعم السريع بوضعه القديم يدينون له بالولاء والطاعة في ذلك الوقت وله رمزيته عندهم وأراد القائمون على الحرب استغلال تلك الرمزية استغلالاً اسمياً وإذا كان ميتاً أو حياً فإنهم يتعاملون معه الآن كخيال مآتة للاستفادة من اسمه بعد أن استنفد أغراضه وانتهى دوره عندهم ويطلبون منه أو يفرضون عليه عند وقوع حدث خطير إلقاء خطاب ساخن بلهجة فيها حدة ومخاطبة

المقاتلين وحثهم على الاستمرار في الحرب والقتال مع توجيه شتائم للجيش السوداني والدولة وليس له الآن دور عسكري ولا علاقة له بالميدان وقائد الميدان والقائد العسكري الأول والمنفذ هو عبد الرحيم حمدان دقلو الذي تم اختياره للقيادة منذ بدء الحرب لأن ما يتسم به من صفات هي المطلوبة عندهم في هذه المرحلة ونقلت الفضائيات والميديا خطابه الذي ألقاه في الفاشر وتوعد فيه مناطق عديدة في السودان بالثبور وعظائم الأمور. والقيادة الفعلية هي في الخارج عند القائد الأعلى (ذاك الرئيس) وهو معروف ولا يحتاج لتعريف وهذه الحقيقة يدركها حتى

الأطفال والصبية الصغار وهوالممول بسخاء والمنفق على الحرب إنفاق من لا يخشى الفقر وظل يصب الزيت على نار الحرب لتظل مشتعلة ويصبح السودان تائهاً ومعلقاً لينطبق عليه المثل السخيف (المطلقة ولا المعلقة) وهو يبرأ من ذلك لأنه وطن العزة والشموخ وجذوره ضاربة وعميقة في المجد المؤثل. ودولة القائد الأعلى للحرب مستقرة ويعيش مواطنوه في بلهنية من العيش الرغد لأن دولته ثرية وباله في هذا الجانب مرتاح ولذلك فرغ نفسه لمحاربة السودان وزعزعة أمنه واستقراره بمساندة شقيقه مدير المخابرات الذي يشد من أزره. وإذا قيل أن هذا القائد للحرب ضد السودان مكلف من الكيان الصهيوني وقوى الشر ليقوم بدور شرطي محاربة ما يطلقون عليه الإسلام السياسي في كل

دول المنطقة ومحاربة أية دولة مسلمة فعليه أن يبحث عن أية دولة أخرى يمارس فيها حربه هذه لأن السودان معروف عالمياً بأنه بلد التسامح الديني والوسطية والاعتدال ولا يمثل مهدداً أمنياً لأي جهة ويسود فيه الاطمئنان والمساجد تقص بالمصلين في كل الأوقات ولا يرضون أن تمس عقيدتهم الإسلامية وهي عندهم خط أحمر. وحقوق غير المسلمين محفوظة وحقوقهم الدستورية مكفولة فيها مراعاة لحق المواطنة.

وأن القوى الأجنبية الاستعمارية المستبدة تدرك أن الأراضي الزراعية الخصبة في السودان شاسعة واسعة مع تمتعه بمصادر مياه عديدة غزيرة وهو مؤهل ليكون سلة غذاء له ولكافة دول المنطقة من حوله إذا حدث التكامل ووجد التمويل وتؤكد التقارير الصادرة من منظمة الفاو العالمية أن السودان بين دول قليلة تحسب على أصابع اليد الواحدة يعول عليها حل مشكلة نقص الغذاء في العالم إذا وجدت تعاوناً ومستثمرين جادين. وتدرك تلك القوى الأجنبية أن السودان يتميز على دول كثيرة بتنوع ثرواته وله مخزون نفطي كبير تم اكتشافه ولم يستخرج ويستثمر ويتمتع

بثروة حيوانية كبيرة وسمكية وغابية مع وجود كميات ضخمة من الذهب والمعادن النفيسة التي لم تستخرج وتستثمر كاليورانيوم وغيره من المعادن النادرة … الخ.
ويعج السودان بالعلماء والخبراء والمختصين في كل المجالات العاملين داخله والمنتشرين في الخارج وهو مؤهل ليكون مارداً اقتصادياً ورقماً إقليمياً ودولياً لا يستهان به ولذلك فإنهم يحاربونه ليظل قعيداً كسيحاً مهيض الجناح مع سعيهم لفرض نظام حكم يكون ذيلاً ذليلاً وتابعاً حقيراً لهم يأتمر بأمرهم ويحبو تحت أقدامهم ويكون الوطن رهن إشارتهم مسلوب الإرادة والسيادة ليتحكموا في موارده وثرواته وعندما فشل إنقلابهم جن جنونهم وأخذوا منذ اليوم الخامس عشر من شهر أبريل عام 2023م يشنون حملة انتقامية مفتوحة ضد الشعب السوداني والمواطنين الأبرياء العزل من السلاح وينفذها مجرمون قلوبهم كالحجارة ولصوص ومنتهكو عروض ومجرمون مرتزقة أحضروا من الخارج. والحديث عن الهدنة وما أدراك ما

الهدنة يعني أن تستمر الحرب ولا تقف ولسان حال تلك القوى الأجنبية الاستعمارية يردد (لابد من تأديب العبيد) ومن الواضح أنهم يتعاملون مع كل الشعب السوداني كأنهم أمة من العبيد رغم أن الشعب السوداني أفضل منهم وهو عزيز ومعدنه أصيل نفيس وهم بتصرفاتهم هذه من معدن خسيس رخيص.

ورغم ما يدور في السودان من حرب وإزهاق للأرواح ونهب وسلب وانتهاك للعروض وهجوم بالمسيرات فإن بعض المترفين اللاهثين وراء السلطة لا يؤثر فيهم كل ذلك ولا يعنيهم ويرددون أن جذور المشكلة سياسية وإذا أجريت مفاوضات وتم اتفاق سياسي فإن الحرب ستتوقف تلقائياً ويريدون الجلوس في القاعات الفخمة والثرثرة والتنظير.
وإذا عدنا للوراء فقد عقد في العهد السابق ما كان يسمى لقاء النفرة الذي امتلأت القاعة الواسعة بمن حضروه من السياسيين وتبع ذلك قيام مؤتمر اشتركت فيه عشرات الأحزاب وجلها أحزاب فكة صغيرة وسمح لكل حزب بإشراك عدد من أعضائه وعينت للمؤتمر أمانة عامة على رأسها بروفيسور وكونت لجان لكافة التخصصات.. اقتصاد –

قانون – وتعليم عالي وعام – علاقات خارجية – قطاع زراعي بشقيه النباتي والحيواني – الدفاع… الخ وعضوية هذه اللجان علماء وخبراء ومختصين وباحثين مع تعيين لجان للصياغة النهائية بكل المقررات التي جمعت في عدة مجلدات وطلب من المؤتمرين إجازة تلك المقررات والدراسات وقد فعلوا ومن أجل الاستقطاب وكسب الولاء والتأييد كوفئ كل المؤتمرين وتم إعادة تكوين مجلس الوزراء وعين في الحكومة الإتحادية اثنين وسبعين وزيراً وعين ستين عضواً جديداً أضيفوا للمجلس الوطني الإتحادي مع تعيين عشرات الأعضاء وتقسيمهم على المجالس التشريعية الولائية وتعيين بعضهم في وظائف تشريفية وكل منهم يسمى خبير وطني وعدد من الذين فاتهم التعيين منحوا عربات أو قدمت لهم أموالاً من المال السائب من ميزانية التمكين المفتوحة التي لم يكن عليها رقيب أو

حسيب أما المجلدات التي تحوي خلاصة ما وصل إليه العلماء والخبراء والمختصون فقد أودعت في رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء ودار الوثائق القومية …الخ وأصبحت نسياً منسياً وإذا أراد المترفون الحالمون عقد مؤتمر جديد فعليهم ألا يصدعوا رؤوس الشعب السوداني بالثرثرة والتنظير ويسببوا له (فلقة دماغ) وعليهم الرجوع لتلك المجلدات وما تحويه من دراسات ومقررات ذات قيمة عالية والمؤسف والمحزن أن بعض المرضى يحب السلطة واعتلاء المناصب ولا يراعون الأوضاع الحرجة التي تشهدها البلاد وتتلمظ شفاههم ويسيل لعابهم لهثاً وراء المواقع والجاه والإمتيازات وهذه حالات مرضية والوطن لا يحتمل في ظروفه الآنية أية مساعي لمكاسب سياسية حزبية ضيقة أو أنانية ذاتية.

وإن الكثيرين يدافعون عن الوطن ويحملون بنادقهم ويتمترسون في خنادقهم بينما يعيش آخرون خارج الوطن في فنادقهم المستأجرة عيشة مخملية بازخة وهم يأكلون (ويشربون) وينتظرون أن يحملهم القائد الأعلى المشار إليه لكراسي السلطة وهم يخدعون أنفسهم وهم بالنسبة له مجرد عاملون في بلاطه وكل من يرفع رأسه ويتطاول عليه ويخرج عن طوعه فإن ملف عمالته جاهز لمواجهته به ولعله في قرارة نفسه لا يحترمهم.

وإذا وضعنا النقاط على الحروف بوضوح بلا لف ودوران فإن الممسك بخيوط الحرب وهو القائد الأعلى في الطرف الآخر المشار إليه وهو المنسق مع القوى الأجنبية الإستعمارية الداعمة للحرب وهو رأس الرمح وإن أراد استمرار الحرب فإن ميزانيته مفتوحة وإن أراد إيقافها بعد التشاور وأخذ الإذن فإنه يمكن أن يفعل ذلك وهو على يقين بأن مجلس الأمن لن يدينه ولن تدينه أية جهة أخرى وبينه وبين الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها تحالف واستثمارات ترليونية وهو بالمال يمكنه إسكات الكثيرين. وقد بذلت الدبلوماسية السودانية أقصى ما تستطيعه وكذلك فعل الإعلام الموجه للخارج (والعين بصيرة واليد قصيرة) والمطلوب هو رصد ميزانية كبيرة للتعاون مع الاذاعات

والفضائيات ذات الإنتشار الواسع في العالم وإرسال رسائل باللغة الإنجليزية وكافة اللغات الحية عبر الفضائيات وعبر الميديا للرأي العام العالمي ومخاطبة الضمير الإنساني. والأمل أن يتصدى الخيرون في العالم من العقلاء والعلماء والحكماء والزعماء والرموز من أصحاب الوزن الثقيل ويوجهون رسائل قوية للكف عن الممارسات والجرائم الوحشية التي تحدث في السودان وطلب إجراء لقاء مكاشفة صريح مع القائد الأعلى للوقوف على ماذا يريد من السودان والاستثمارات متاحة أمامه وأمام من يتحالف معهم وكل ما يطلبه يمكن أن يجده عبر القنوات الرسمية للدولة ليترك السودان والسودانيين في حالهم.
(وإذا دعتك قدرتك إلى ظلم فتذكر قدرت الله عليك)

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى