مقالات

صديق البادي يكتب: الفريق البرهان والجنرال يعقوب قاوون وايقاف الحرب

صديق البادي يكتب: الفريق البرهان والجنرال يعقوب قاوون وايقاف الحرب

الحرب العبثية اللعينة التى اندلعت في اليوم الخامس عشر من شهر ابريل المنصرم كانت في بدايتها تبدو حربا بين طرفين يتقاتلان حول السلطة (التى أضحت بالنسبة للبعض مثل السكرة والسطلة) ثم ما لبثت الحرب أن

أسفرت عن وجهها القمئ القبيح وأصبحت حربا عبثية همجية اجرامية يتصدرها المجرمون القتلة واللصوص والحرامية والمغتصبون الذئاب البشرية الحاقدون المنتهكون للعروض . وبلغت الحرب الهمجية القذرة

اقصى درجات السفالة والانحطاط وتمت سرقة مئات الالاف من العربات واحتلال المساكن والمنازل والعمارات وطرد ساكنيها قسرا وقهرا تحت تهديد السلاح والاقامة فيها وسرقة ونهب محتوياتها .وما يدور في الوقت

الراهن يفوق أفلام الرعب . وان قصص ألف ليلة وليلة الممتعة تقابلها الان قصص ألف جريمة وجريمة المرعبة .. فهل يمكن لهؤلاء أن يحكموا بلدا أويقودوا شعبا ؟ والمؤسف ان أبرياء كثيرين قتلوا أو بترت أطرافهم

لوقوع دانات طائشة مجهولة المصدر أو بقصف المدافع وقتل أبرياء لا ذنب لهم نتيجة أخطاء بالطيران الحربى وأرتفعت أصوات كثيرة تمثل الأغلبية وسط الشعب السودانى تنادى بانهاء هذه الحرب العبثية التدميرية الاجرامية التى اكملت الان شهرها السادس وبكل أسف

ظل الامريكان والخواجات ومن والاهم من عجم وعرب يتفرجون على ما يجرى في السودان دون أن يحركوا ساكنا وقامت وساطات باردة فاترة ضررها اكثر من نفعها وكانت تطالب الطرفين عدة مرات بهدنة كانت تخترق أو تستغل للاستعداد لشن مزيد من الهجمات ولو كانت

وساطتهم صادقة غير كاذبة وفيها حسن نية لاسواد وسوء طوية كان يمكن بامكانياتهم المالية وعلاقاتهم الخارجية المساهمة في اجلاء واخراج المرتزقة المجرمين الذين انتهكوا السيادة الوطنية وتسللوا للسودان من بعض الدول الافريقية المجاورة وبالاتفاق مع رؤساء دولهم

يمكن اعادتهم لاوطانهم التى أتوا منها . ولا يمكن البدء في اية مفاوضات عسكرية ما لم يقم الوسطاء ان كانوا جادين في وساطتهم بالاتفاق مع الجيش السودانى بأن يتعهد باعطاء من يخرجون من المنازل والمكاتب

والمستشفيات وكافة المؤسسات الضمان والأمان بعد تسليم أسلحتهم وضمان سلامتهم حتى يعودوا لأهلهم واذا كانت لهم حسابات أو حقوق مادية فان هذا شأن يخصهم مع ال دقلو . والمفاوضات والحوار العسكرى يكون بتشكيل لجنة أوهيئة من عدد مقدر من العسكريين المتقاعدين المؤهلين الذين درسوا في الكلية الحربية

ونالوا دراسات عليا في الاستراتيجية والعلوم العسكرية في شتى التخصصات ونالوا خبرات تراكمية طويلة وليست لأية واحد منهم مطامع شخصية أو أجندات حزبية .أو علاقات مشبوهة بسفارات خارجية أو

استخبارات أجنبية وأن يكون الجيش مهنيا لا يسمح فيه بأية تدخلات أو اختراقات حزبية و تنظيمية وأن يكون الجيش الذى كانت بدايته في عام 1925م هو الاساس والعمود الفقرى وألا يسمح بقيام جيش سواه . وقوات الدعم السريع كونت قبل سنوات قليلة في عهد الاتقاذ

السابق وعهدت اليها مهام محددة وأدت أدوارا مهمة في حراسة الحدود ومحاربة التهريب واخماد العنف في البؤر الملتهبة وكان عددها في حدود سبعةا الاف . ورئيس النظام السابق كان ترشيحه في انتخابات عام 2020م هو همه الأول والأخير وشغله الشاغل وكان يقود حملة داخل

نظامه ضد العناصر المناوئة له وفقد ثقته في كثير من المدنيين والعسكريين والأمنيين الذين حوله ووضع كل ثقته في قوات الدعم السريع وكان يردد حميدتى لحمايتى ويردد أيضا ان اكبر انجاز حققه ويفخر به هو اقامته لقوات الدعم السريع ولذلك فتح أبواب الثراء

العريض لقائد الدعم السريع وأسرته وقواته وساندهم في السيطرة على جبل عامر بكل ذهبه ومن قبيل المبالغة كان يمكن لشدة اعتماده عليهم اذا طلبو ا منه وضع يدهم وتسجيل جبل مرة باسمهم لفعل رغم ان هذا يعتبر من المستحيلات والمبالغات …وفي عهد الفترة الانتقالية ترك

الحبل على القارب لقوات الدعم السريع ومنذ الأيام الأولى كانت هذه القوات تجوب العاصمة بكل مدنها واحيائها وساحاتها بتاتشراتها وأسلحتها وترك لها الحبل على القارب في مجال التسليح والتجنيد ومنحت دورا كثيرة ومعسكرات عديدة وعهدت اليها المشاركة في حراسة

كثير من الوزارات والمؤسسات الدستورية وعلى رأسها القصر الجمهورى وأخذت تخوض كيف شاءت في مسائل مدنية وعسكرية بحرية تامة ووجدت من الاهتمام الرسمى مالم يجده الجيش الباسل الصامد المنتصرالذى وجد الاهمال في التجنيد بكل اسف وتتحمل الفترة

الانتقالية بعسكرييها ومدنييها هذا الخطأ الفادح . …والوطن الان يعيش في وضع مأساوى أليم ومع ذلك يدور صراع حول السلطة والهيمنة السياسية بين الذين يتنابذون بالألقاب والصفات (قحاتة وفلول ) .. والنظام السابق انطوت صفحته قبل أربعة أعوام وستة أشهر

جرت فيها مياه كثيرة تحت الجسر وحدثت متغيرات كثيرة وأصبحت تلك التجربة الطويلة بكل ما لها وما عليها من أخطاء ملكا للشعب السودانى كله وليست ملكا لفرد أو تنظيم واحد بحلقاته الضيقة ومراكز قواه ومجموعاته وشلله المتنافرة الان . أما الفترة الانتقالية

فهى أطول فترة انتقالية في تاريخ العالم وليس السودان وحده وقد أمضت حتى الان أربعة وخمسين شهرا وانتهت مرحلة الشرعية الثورية والقوى السياسية التى تهيمن باسمها قبل أحد عشر شهرا وليس لأحد الان تفويضا بموجب الوثيقة الدستورية التى انتهت فترة

العمل بها بموجب الفترة الزمنية المكتوبة والموثقة فيها .. والمنتظر بعد انتهاء الحرب القذرة اللعينة أن تبدأ فترة انتقالية جديدة تجب كل ما قبلها من عبث سياسى ويكون قوامها عمالقة أقوياء من الحكماء الناضجين المعتدلين والخبراء من ذوى التأهيل العالى والخلق الرفيع

والقدرات الهائلة والخبرات التراكمية ويكونوا رجال دولة من الطراز الأول … والمؤسف أن بعض المترفين الحالمين يتحدث الواحد منهم الان وهو في كامل أناقته كأنه الناطق الرسمى باسم القوى الاستعمارية الأجنبية

ويطلقون تصريحات فيها تهديدات مبطنة بالثبور وعظائم الامور اذا لم يتم الخضوع والرضوخ للحلول التى يرتضيها الخواجات لتنفيذها بالضغط والاكراه والبلاد في وضع مأساوى أليم ومحنة والجثث الملقاة في الشوارع

تأكلها الكلاب الضالة وكل هذا لا يهم بعض المترفين وكل ما يهمهم ويشغل بالهم هو اعتلاء منصب رئيس الوزراء والمهم الان هو ايقاف هذه الحرب العبثية الاجرامية القذرة .

وتأتى ترتيبات السلطة في وقت لاحق والاقتتال هنا مستمر والقوى الأجنبية الخارجية تصب الزيت على النار ليزداد اشتعالها وتجار السلاح ما فتئوا يرسلون أسلحة قاتلة فتاكة كثيرة ليتم بها الضرب العشوائى الكثيف كما

يحدث في جبل الأولياء على سبيل المثال والمؤسف والمحزن ان كثيرا من الجثث تقطع بهذه الأسلحة رؤوسها وتتبعثر أطرافها . والمؤكد ان الواقفين وراء الحرب الداعمين لها وتجار السلاح سيأخذون كل ما انفقوه

وخسروه على دائر الدولار خصما من الأموال المودعة بمصارفهم وكميات الذهب الضخمة المودعة عندهم . ولا بد من الاعتراف بأن العاصمة الان شبه خالية من سكانها وان الدعامة منتشرون فيها ولهم ارتكازات كثيرة . وان الذين معهم او حولهم من القليلين الذين لم يخرجوا من

مساكنهم يعمل كل منهم ألف حساب لنفسه ولا يتفوه بكلمة أو يتصرف تصرفا يجعله عرضة للخطر ويتعامل معهم الدعامة معاملة عادية عند الالتقاء بهم في المخابز والمتاجر باعتبارهم من رعاياهم . وللدعامة مكاتب ويستقبلون من يأتى من المنتمين لهم في عربات نقل

ويتم تسكينهم في منازل أو في شقق في عمارات أخليت من ملاكها أو ساكنيها .. هذه سلبطة وليست سيطرة هذا هو الواقع ولا داعى لدفن الرؤوس في الرمال .
والفريق عبدالفتاح البرهان مطلوب منه عندما يذهب

للمفاوضات جدة عندما يتم الاتفاق على موعد انعقادها أن يكون مفاوضا قويا ويكون هدفه الذى لا يحيد عنه هو ايقاف الحرب وكل من يطالب باستمرارها وعدم توقفها ويشارك بالتنظير وطق الحنك ويعيش مترفا ويده في الماء البارد ليس كالذى يده في ماء ساخن يغلى . وان

ملايين المواطنين الأبرياء في العاصمة بكل مدنها وأحيائها أخرجوا من منازلهم قهرا وقسرا مع سرقة ممتلكاتهم وتم قتل أبرياء كثيرين وفقد أبرياء كثيرون أطرافهم ولا زالت عمليات القتل والنهب والسلب مستمرة

. وعلى البرهان رفض الخوض في اية أجندات سياسية واملاءات أجنبية وعليه رفض اية مساومات ورفض اية قرارات تتعلق بالسلطة والسلطات في الوقت الراهن .
والمفاوضات السياسية مهمة ولكنها تأتى بعد توقف وانهاء الحرب …والمفاوضات اذا اتسعت وهذا هو

المطلوب ستضم قطعا ممثلين للامم المتحدة والمنظمات الاقليمية والدول النافذة ذات التأثير مع ضرورة اشراك عدد مقدر من الذين يمثلون الشعب السودانى من كافة ألوان الطيف من ذوى الوزن والثقل مع مراعاة التوازنات . والسودان جزء من العالم وهو ليس جزيرة معزولة

منفصلة عنه ولابد من احترام سيادته الوطنية وابرام الاتفاقيات معه باعتباره دولة لها مؤسساتها ويمكن أن يحدث انفتاح في التبادل التجارى والتعاون الاقتصادى والتكامل الزراعى والسودان معروف في العالم كله

بموارده الهائلة وثرواته الضخمة ويمكن ان تكون جسور التعاون ممدودة مع المستثمرين الاجانب (وهذا يقتضى ابعاد الوسطاء والارزقية من جماعة حقى كم يا المستثمر) وعلى سبيل المثال اذا ارادت دولة التفاوض حول انشاء ميناء فلا حرج في ذلك ولا مانع اذا اخذ كل طرف حقه

بالقسط والعدل والميزان دون ان تكون هناك كفة راجحة واخرى مرجوحة وان يسبق ذلك اجراء دراسات شريطة ان تكون المفاوضات بعد ذلك فوق المائدة عن طريق مؤسسات الدولة وليس تحت المائدة عن طريق سمسار عميل أنانى بالتضافر مع مستغلى مواقعهم في السلطة

لتحقيق اغراضهم ومكاسبهم الخاصة . وان العملاء الجشعيين والمسؤلين الفاسدين هم اسس البلاء في هذه البلاد وينسحب ما قلته عن الميناء على كافة المجالات والاستثمارات وكل شئ يمكن أن يتم الاتفاق حوله في سلاسة لصالح الطرفين دون الخوض في مؤمرات خبيثة تحاك فى الظلام بتدبير من اللئام .

ومفاتيح انهاء الحرب الان عند القوى الاجنبية ذات التأثير ورئيس نيجيريا الأسبق الجنرال يعقوب قاوون استطاع قبل نصف قرن من الزمان كسر شوكة التمرد في اقليم بيافرا وأجرى بعد ذلك مفاوضات تصالحية مع الجنرال اوجوكو قائد التمرد في اقليم بيافرا واستطاع الرئيس

يعقوب قاوون بقوة شخصيته وحكمتة انهاء تمرد وانفصال اقليم بيافرا واعادته لحضن الوطن وذهب بعد ذلك للمشاركة في مؤتمر قمة افريقى عقد بكمبالا عاصمة يوغندا وهناك علم بوقوع انقلاب عسكرى في نيجيريا اطاح به وبحكومته وودع بقية الرؤساء وخرج من القاعة

مبتسما وذهب للفندق الذى يقيم فيه واخذ مضرب واخذ يلعب مع اخر كرة بنق بونق وسافر بعدها لبريطانيا والتحق بجامعة ريدنق طالب علم وبعد ثلاثة اعوام حصل على شهادة بكالاريوس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية وعاد لنيجيريا في عهد الرئيس

المنتخب شيخو شقارى وعاش حياة هادئة واعلن ان ضميره مرتاح لانه قدم لوطنه عملا جليلا وانجازا ضخما باعادة اقليم بياقرا لحضن الوطن . ونرجو ان يحزو الفريق البرهان حزوه والمطلوب منه ا نجاز واحد وهو

ليس مطالب بانجازات اخرى بعده والمطلوب منه التعامل بقوة وحكمة التفاوض بجسارة وواقعية مع القوى الاجنبية الممسكة بخيوط الحرب ومخاطبة قوى الداخل لانهاء هذه الحرب العبثية واذا حقق ذلك فعليه ان يعتزر وينصرف مرتاح البال ويلعب مع اخر كرة البق بونق كما فعل الرئيس يعقوب قاوون من قبل

خارج النص :
قبل أكثر من ثلث قرن قرأت باستمتاع مقالا ترجمه الصحفي الاقتصادي الكبير عثمان سوار الدهب الرائد في هذا المجال عن الديون الخارجية وأورد فيه مستندا على مصادر اقتصادية ومصادر في القانون الدولى ان اي دولة تدخل في حرب أهلية تستمر سته اشهر فأن ديونها

الخارجية تسقط بموجب القانون ونأمل أن نسمع اراء العلماء السودانيون المختصون في الاقتصاد والقانون الدولى وان يولوا هذا الأمر اهتمامهم ويدلوا بإفاداتهم مستندين على هو موثق دوليا

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى