صديق البادي يكتب: الرئيس ترامب والسودان
صديق البادي يكتب: الرئيس ترامب والسودان
أُعلن فوز المرشح الجمهورى ترامب وسيعود للبيت الأبيض فى شهر يناير عام 2025م بعد أن غادره وخرج منه قبل أربعة أعوام فى شهر يناير عام2021م وهذه أول سابقة فى تاريخ الانتخابات الرئاسية الأمريكية
يسقط فيها مرشح وهو فى سدة الرئاسة ويعيد حزبه ترشيحه للرئاسة بعد أربعة أعوام من سقوطه وكان المعتاد فى مثل هذه الحالة أن يختار الحزب مرشحاً آخر غيره ولكن يبدو أن لترامب قاعدة صلبة مؤيدة له داخل
الحزب الجمهورى ولذلك تم اختياره بكل سهولة ويسر مرشحاً للحزب الجمهورى ووجد أيضاً تأييداً من ناخبين آخرين من خارج حزبه ولعل مرد ذلك هو تركيزه على القضايا والمسائل المباشرة التى تمس هموم المواطنين
الحياتيه وامنهم القومى مع اهتمامه الفائق بالجوانب الاقتصادية والسعى لجلب اكبر مكاسب اقتصادية ومالية للولايات المتحدة الأمريكية من خارجها كما فعل فى دورته السابقة وكانت علاقته وثيقة وصداقته حميمة مع
الدول العربية النفطية الغنية ونال مكاسب اقتصادية ومالية منها بشتى السبل والأساليب . وان امريكا ومصالحها وشؤونها الداخلية تعلو عنده على ما عداها… وقد سقط من قبل الرئيس الامريكي كارتر فى الانتخابات
الرئاسية لدورته الثانيه والسبب الرئيسى الذى ادى لسقوطه هو فشل خطته لخطف الامريكيين المختطفين الذين اودعوا فى سجن بطهران عاصمة ايران وحلقت الطائرة الأمريكيه وقبل ان يتم خطف وانقاذ اؤلئك
المحتجزين واعتلائهم للطائرة بسرعة بعد مغافلة حراسهم فشلت الخطة فى اللحظات الأخيرة واغضب ذلك الكثيرين فى امريكا وتسببت تلك المغامرة الفاشلة فى سقوط كارتر فى الانتخابات وخرج كارتر من البيت
الأبيض وعاد لمزرعته وعاش فى ضاحية صغيرة بجورجيا وتفرغ للاعمال الانسانية الخيرية والتوسط لحل وانهاء النزاعات وأدى لأمريكا ولغيرها اعمالاً مقدرة وارتفعت شعبيته واصبح محل تقدير واحترام داخل
امريكا وخارجها…. وامضى الرئيس فورد عامين فقط فى سدة الرئاسة الامريكية واكمل نصف الدورة الثانية للرئيس نيكسون الذى اجبرته ضغوط الصحافه والاعلام والرأى العام لتقديم استقالته مكرهاً بعد فضيحة
ووتزقيت. والمعروف ان المسموح به لاى رئيس أمريكى أن يعتلى سدة الرئاسة لدورتين رئاسيتين فقط كحد اقصى ومدة الدورة اربعة اعوام ولم يستثنى من ذلك الا الرئيس روزفلت فقد تم التمديد له بعد انتهاء دورتين
تقديراً للظروف التى املتها الحرب العالمية ويصعب معها الانصراف عن المهام الجسام والتحديات الكبيرة والانشغال بالانتخابات …. وابلى الجنرال ايزنهاور فى
الحرب العالمية وبعد انتهائها وخلع بزته العسكرية اصبح مدنياً وقدمه الحزب الجمهورى مرشحاً له وفاز مرتين واعتلى سدة الرئاسة فى دورتين( من 1952م حتى
1960م) ووصف بأنه قائد منتصر فى الحرب ورئيس ناجح فى السلم ولتقدير الامريكيين له اقترح بعضهم ان يستثنى وبعد ل الدستور مؤقتاً للتمديد له بدورة ثالثة ولكنه رفض ذلك احتراماً لما تم التوافق عليه فى الدستور …. والرئيس الامريكى الشاب جون كندى احبه الشعب
واكتسب شعبية واسعة فى زمن وجيز واضحى نجماً بازخاً على مستوى العالم وشاركته فى ذات النجومية زوجته جاكلين كنيدى( جاكلين اوناسيس كنيدى فيما بعد) واغتيل الرئيس الامريكى الكاثوليكى كنيدى فى
تكساس فى عام 1963م وهزت حادثة اغتياله العالم كله ولو امتد به العمر وخاض الانتخابات لدورة رئاسية ثانية فان المراقبين كانوا يتوقعون حصوله على نسبة عالية من اصوات الناخبين لم يحصل عليها احد قبله … واغتيل فى
القرن قبل الماضى الرئيس الامريكى ابراهام لنكولن…. وهذه مقتطفات ولمحات عابرة وشذرات من هنا وهناك عن سدة الرئاسة الأمريكية بمناسبة فوز الرئيس ترامب.
والحديث عن العلاقات السودانية الامريكية يطول
واكتفى هنا بذكر ان الرئيس ترامب عندما كان مرشحاً عن الحزب الجمهورى فى انتخابات عام 2020م التى لم يحالفه التوفيق فيها حدد تاريخاً محدداً لرئيس مجلس السيادة الانتقالى عبدالفتاح البرهان طلب منه فيه ان
يعلن تطبيع السودان لعلاقته مع اسرائيل وذلك قبيل اجراء الانتخابات ليساهم ذلك فى سعيه لكسب تأييد اللوبى اليهودى والصيهونى لمساندته فى تلك الانتخابات. وقبل ذلك كانت علاقة ترمب بالسودان باهتة وكما يقول علماء النفس هناك اشياء مهمة بالنسبة للانسان يضعها فى
بؤرة شعوره وهناك اشياء لا يعيرها اهتماماً يذكريضعها فى هامش شعوره.. وقد حدثت مستجدات كثيرة ساخنة واوضاع ماثلة منها اوضاع السودان الداخلية وما يدور فيه من حرب لا انسانية وحشية ضد الشعب السودانى
وضد المواطنين الابرياء العزل من السلاح مع مستجدات وعلاقات السودانية الخارجية ويهم ترمب الجانب الاقتصادى ويهمه ساحل البحر الاحمر .والواجب يقضى
العكوف على وضع توقعات ودراسات وسيناريوهات للمتوقع أن تكون عليه علاقة ترمب بالسودان فى دورته الرئاسية الثانية . ولا ندرى هل سيضع ترمب السودان هذه المرة فى بؤرة شعوره ام سيضعه فى هامش شعوره كما فعل فى دورته السابقة.