مقالات

صديق البادي يكتب: الحرب يقودها الفيل الخارجى وليس ظل الفيل الداخلى

صديق البادي يكتب: الحرب يقودها الفيل الخارجى وليس ظل الفيل الداخلى

 

الحرب العبثية الهمجية الانتقامية الاجرامية البشعة أمضت حتى الآن أكثر من خمسة عشر شهراً ونصف متصلة غير منقطعة ولا زالت نارها مشتعلة ومنذ شهورها الأولى ظللنا نسمع تباعاً بين الفينة والأخرى تصريحات

مفادها أن الحرب فى خواتيمها وستنتهى ويسدل عليها الستار ولكن شيئاً من هذا لم يحدث ويتحقق وظلت جمرة الحرب متقدة ونارها مشتعلة بطرق عديدة وتفاصيلها الفظيعة البشعة أصبحت متداولة ويلم بها

القاصى والدانى .. والحرب (أية حرب) تكون بين جيش وجيش أو بين جيش ومليشيا متمردة عليه قد تهاجم عدداً من الدور والمؤسسات الحكومية وتشتبك مع فرق

الجيش ولكنها لا تعتدى على المواطنين العزل من السلاح وهذا الفعل الذميم القبيح لم يحدث إلا فى السودان فى هذه الحرب وليس له مثيل فى الدنيا فى الحاضر أو فى الماضى .

وقد تم وضع وتنفيذ مخطط كبير آثم ضد السودان وفرت له ميزانية مفتوحة وامكانيات مالية هائلة وترسانة ضخمة من الأسلحة ومواد غذائية وبترولية كافية وعربات ومواتر ووسائل وأدوات نقل لا حصر لها وآلة اعلامية واسعة الانتشار ومتعددة الوسائل ولها ميزانية

مفتوحة وتم احضار أعداد كبيرة من المقاتلين المرتزقة من عدد من دول الجوارالافريقى وفى هذا خرق للسيادة الوطنية وقدمت رشاوى بمبالغ كبيرة لتمرير وادخال الأسلحة والمقاتلين المرتزقة من الخارج للسودان عبر مطار وحدود دولة مجاورة .. والعملاء العاقين الذين

يعملون ضد وطنهم السودان ضللوا تلك القوى الاقليمية والدولية بمعلومات خاطئة وأوهموها بمعسول الحديث الخادع الكاذب بأن مخططها سينجح بنسبة مائة فى المائة وعليهم فقط الانتظار فى صبيحة يوم السبت

الموافق الخامس عشر من شهر ابريل عام 2023م لسماع البيانات والقرارات التى تعلن وتداع بعد نجاح عملية التغيير… وبعد فشل المخطط أصيب المخططون والمنفذون وكل الداعمين بخيبة أمل ووجهوا ترسانة أسلحتهم ومقاتليهم بحقد شديد ضد الشعب السودانى

والمواطنين الأبرياء العزل من السلاح بإقتحام منازلهم ومساكنهم واخراجهم منها قهراً وقسراً وسرقة عرباتهم ونهب أموالهم وممتلكاتهم والتعدى على الحرمات والاغتصابات فى حالات كثيرة مع القتل والاعاقة بدم بارد وحدثت فظائع يشيب لها رأس الوليد وتم تشريد

ونزوح ملايين المواطنين لمناطق أخرى داخل البلاد وخارجها ولم تحرك منظمات حقوق الانسان الدولية والاقليمية ساكناً ولاذت بالصمت المريب !! .

وقائد الدعم السريع بما كان يملكه من ثروة هائلة وأموال قارونية طائلة كان تأثيره بالغاً على قواته التى كان ينفق عليها انفاق من لا يخشى الفقر ويدفع لها بسخاء ولذلك كانت تدين له بالطاعة والولاء الشخصي وكان كثير

الحركة ويحب الظهور الاعلامى الكثيف ولكن خمدت حركته وهمد ظهوره الاعلامي وظل لأمد طويل بعد اندلاع الحرب غائباً عن المشهد ولايؤثر على مجريات الأحداث … ويطل سؤال عن كيفية تسيير الامور فى غيابه وهل يوجد هدف وغاية وقيادة داخلية ام ان

الامور تسير بعشوائية وضبابية وانعدام رؤية مع تحريك القوى الاجنبية للخيوط من الخارج للضغط على السلطة القائمة بالداخل لتحقيق أهدافها والاذعان والخضوع لها.. وقد كان رأى الذين تحالفوا مع قائد الدعم السريع سيئاً فى قواته وكانوا يكثرون السخرية منه شخصياً قبل ذلك

ولكنهم التفوا حوله بعد ذلك فى انتهازية وثعلبية وفولكر الاستعمارى الخبيث وساعده الأيمن ومستشاره الذى كان بالنسبة له مثل هامان لفرعون خدعا قائد الدعم السريع واستغلا عفويته و بساطته واوهماه بأنه هو رأس الرمح

وعراب التغيير وأمل البلاد وزعيمها المرتجى وانساق خلفهم واركباه على حصان جامح انطلق به فى غابة شوكاء واصبح مصيره مجهولاً وغامضاً وهم يحبذون هذه الضبابية والغموض ليتسنى لهم سرقة لسانه احياناً والتحث باسمه وصوته بطريقة الذكاء الاصطناعى اما

فولكر الاستعمارى الخبيث فقد نجح في مهمته التخريبية التدميرية فى السودان ولعله الآن يضحك ملء شدقيه مثل نيرون الذى كان يضحك وروما تحترق .. وفولكر لم تكن تربطه بمن كان يتعاون معهم علاقة دم أو رحم وليس بينهم علاقة فيها دين ومثل واخلاق بل كانت

علاقة قائمة على الخبث والمؤامرت ولذلك فإنه لن يتوانى وبلا كابح اخلاقي عندما يكتب وينشر مذكراته ان ينشر كل معلوماته وغسيلهم القذر دون ان يطرف له جفن

وهذه الحرب اللعينة لا يمكن أن تستمر الى الأبد ولا يمكن تركها تمضى كبعير ضال مطلوق العقال .. وانسانياً واخلاقياً تقتضى الضرورة العاجلة غير الآجلة ايقاف الهجوم والعمليات الاجرامية ضد المواطنين الآمنين

الابرياء العزل من السلاح وتطبيق ما نصت عليه اتفاقية جدة المبرمة فى شهر مايو عام 2023م مع ضرورة تضافر الجهود من الخيرين فى العالم لتوفير مكون مالى كبير لاعادة المقاتلين المرتزقة لأوطانهم فى الخارج واقامة معسكرات للآخرين ومساعدة ودعم كل من يود العودة لأهله ومنحه الامان والضمان حتى يعود اليهم

بسلام أما الذين امتهنوا الهجوم على الآمنين وسلب عرباتهم وأموالهم وقطع الطرق وقتل او اعاقة كل من لا يرضخ لهم ويسلمهم ما يأمرونه بتسليمه فهولاء لا يهمهم من يحكم او لا يحكم وليست لهم علاقة باى مشروع سلطوى والمهم بالنسبة لهم الغنائم ولا شئ سواها وهؤلاء يمكن أن تكون من بين المقترحات لإيجاد معالجات اجراء مفاوضات ومحاولة الوصول لاتفاقيات مع رؤساء

عصاباتهم ولا داعى للمكابرة والعناد مع ضرورة الاستعانة بالعقلاء والاعيان فى قبائلهم لإقناعهم بالعدول عن ما يفعلونه ويسئ لأهلهم وقبائلهم .

وفى الايام الماضية عقد اجتماع بالقاهرة حضره رؤساء مصر واثيوبيا وتشاد والامارات وامتنع عن حضوره رئيس مجلس السيادة الانتقالى فى السودان … وظل يدور حديث كثير عن رغبة رئيس دولة الامارات فى الفشقه

السودانيه وفى ذهب السودان وفى اقامة ميناء كبير وسوق حرة على ساحل البحر الاحمر فى الاراضى السودانية …الخ مع تحديد من يروق لهم تشكيل

الحكومة فى السودان . وإذا رأى رئيس الإمارات انه يمكن أن يساهم بالقدح المعلى فى إيقاف الحرب بالمساومة والمقايضة بمنحه ما يطلبه فإن المفاوضات إذا أُجريت فى اى مكان فإنها ستظل لطريق مسدود ومن حق

الامارات كدولة شقيقة ان تسعى للاستثمار فى السودان والجميع يرحبون بذلك شريطة أن يكون ذلك عبر مؤسسات الدولة وأجهزتها وتسبق ذلك دراسات فنية

يشترك فى وضعها الجانبان وتكون حقوق كل طرف عادلة ومبرمة بإتفاقيات موثقة ومشهود عليها ومرحباً بالاستثمارات الاماراتية وغيرها فى السودان مع ضرورة احترام سيادته الوطنية .

والوطن بحاجة لمرحلة انتقالية جديدة لفترة تتراوح بين خمسة وعشرة أعوام تحرسها سيادياً ودفاعياً وأمنياً القوة ذات الشوكة من الأقوياء ( دون تقيد بالاسماء ) و أن يقود الجهاز التنفيذى والتشريعى والحكومة والدولة بكل أجهزتها ومؤسساتها عمالقة وفطاحلة من الخبراء

والتكنقراط المخلصين الجادين الورعين المتجردين لخدمة البلاد والعباد دون أن يثيرو اى قضايا ومسائل خلافية ويبذلون قصارى فكرهم وجهدهم لتعمير ما دمرته

الحرب ووضع أسس راسخة لنهضة شاملة واعادة هيكلة مؤسسات واجهزة الدولة مع التخطيط العلمى المدروس . ولكن المؤسف ان عدداً ( ولا يمكن ان اقول كل ) من يتصدرون المشهد السياسى الآن

( وهانت الزلابية حتى اكلتها بنوقريظة ) بينهم عدد من السياسيين الديماجوجيين المهووسين المزعجين العاطلين عن العمل والانتاج وقد اتخذوا من التهريج السياسى وسيلة لكسب العيش والكسب واعتبروا انفسهم حواضن سياسية هنا وهناك ولا يؤذيهم ما يدور فى

وطنهم من مصائب الحرب التى يقودها الفيل الخارجى وليس ظل الفيل الداخلى ولكن تهمهم ذواتهم ومصالحهم و يتعاملون مع ما يدور كأنهم يشاهدون مباراة كرة قدم بين فريقى الهلال والمريخ وينطبق على هؤلاء سؤال الاستاذ الطيب صالح الاستنكارى الساخر .. من أين جاء هؤلا

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى