الأخبارالسودان

صدمت العالم.. تعرف على الأميركية الشقراء فرانسيس هاوغن “مسرّبة فضائح” فيسبوك

صدمت العالم.. تعرف على الأميركية الشقراء فرانسيس هاوغن “مسرّبة فضائح” فيسبوك

عملت هاوغن مديرة محتوى في فيسبوك وعينت للمساعدة في الحماية من التدخل بالانتخابات الأميركية الأخيرة قبل أن تعلن استقالتها في مايو/أيار الماضي

محمد المنشاوي

واشنطن– أدلت فرانسيس هاوغن، المديرة السابقة بإدارة المحتوى بشركة فيسبوك، بشهادة هامة أمام مجلس الشيوخ أمس الثلاثاء.

وجمعت هاوغن آلاف الوثائق التي قدمتها لصحيفة “وول ستريت جورنال”(The Wall Street Journal) قبل أسابيع، وكشفت فيها أن فيسبوك والتطبيقات الأخرى التابعة له مثل إنستغرام، به الكثير من العيوب التي تسبب أضرارا واسعة خصوصا على الأطفال.

كذلك قدمت هاوغن آلاف الوثائق لهيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية لإظهار مخالفات الشركة، وسعت للحصول على حصانة فدرالية.

وخصصت صحيفة وول ستريت جورنال سلسلة حلقات تستند بصورة كبيرة إلى تلك الوثائق وكذلك مقابلات مع موظفين حاليين وسابقين بالشركة، وعرضت كيفية تقديم الشركة معاملة خاصة للنخب الفنية والرياضية والثقافية، وكيف سمح فيسبوك للعصابات وتجار المخدرات والمتاجرين بالبشر باستغلال تطبيقات الشركة بصورة علنية.

هاوغن استقالت من شركة فيسبوك في مايو/أيار الماضي بعدما قضت ما يقرب من عامين بها، وتقول إنها شعرت بالإحباط بسبب ما اعتبرته عدم انفتاح فيسبوك على احتمال تعرض منصاتها للضرر وعدم رغبتها في معالجة عيوبها وما بها من خلل.

وأشارت إلى أنها تشعر بأن فيسبوك تضع هدف النمو وتحقيق أرباح مالية قبل مصلحة وسلامة المستخدمين لتطبيقاتها، بما جعلها تتجاهل نتائج أبحاثها الخاصة حول الآثار السيئة لتطبيقاتها.

من هي هاوغن؟

تصف هاوغن (37 عاما) نفسها على موقعها الإلكتروني بأنها “مدافعة عن الرقابة العامة على وسائل التواصل الاجتماعي”.

ولدت وترعرعت في ولاية أيوا، وهي ابنة لأب طبيب وأم تركت وراءها مهنة أكاديمية لتصبح كاهنة بإحدى الكنائس الصغيرة.

حصلت على شهادة في الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسوب من كلية أولين، ثم نالت درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة هارفارد العريقة.

عملت سابقا في عدة شركات مرموقة مثل غوغل وبينتيريست، وتخصصت في تصميم الخوارزميات وغيرها من الأدوات التي تحدد ما يقدم من محتوى للمستخدمين.

وعرضت هاوغن اتهاماتها لشركة فيسبوك، وطالبت الكونغرس بتبني لوائح أكثر صرامة للحفاظ على سلامة الأطفال وعلى حيوية ومصداقية الديمقراطية الأميركية في ذات الوقت.

مسؤولياتها لدى فيسبوك

عملت هاوغن مديرة محتوى، وعينتها فيسبوك للمساعدة في الحماية من التدخل في الانتخابات الأخيرة.

بدأت عملها في يونيو/حزيران 2019، وكانت جزءا من فريق النزاهة المدنية Civic Integrity الذي يضم حوالي مئتي شخص، والذي ركز على القضايا المتعلقة بالانتخابات في جميع أنحاء العالم. ورغم كونها وحدة صغيرة من جهود الانضباط الشاملة التي يبذلها فيسبوك، فإن الفريق أصبح لاعبا مركزيا بالتحقيق في كيفية نشر تطبيق فيسبوك للأكاذيب السياسية، وإذكاء العنف، وإساءة استخدامها من قبل الحكومات المعادية.

لماذا أبدت مخاوفها؟

تقول هاوغن إن شركة فيسبوك بدت غير راغبة في قبول مبادرات لتحسين السلامة العامة إذا كان ذلك سيجعل من الصعب جذب المزيد من المستخدمين وإثارة حماسهم، مما يثبط عزيمتها وعزيمة زملائها الآخرين.

ورأت ان إدارة فيسبوك قللت من أهمية فريق النزاهة المدنية ودوره في ضبط الانتهاكات، وكان الفريق يعاني من نقص كبير في أعداد الموظفين به.

وتم حل فريقها أواخر عام 2020 بعد انتهاء الموسم الانتخابي، وتم توزيع الأعضاء على أقسام أخرى داخل إدارة النزاهة العامة.

Former Facebook employee and whistleblower Frances Haugen testifies during a hearing entitled 'Protecting Kids Online: Testimony from a Facebook Whistleblower' in Washington

وقرب نهاية فترة عملها في فيسبوك، قالت هاوغن إنها أصبحت تعتقد أن الناس خارج الشركة، بمن فيهم المشرعون والساسة والنشطاء، وإنه يجب أن يعرفوا ما اكتشفته.

وقالت هاوغن إن تفكيرها في وسائل التواصل تغير بعد أن فقدت أحد أصدقاءها. وأضافت “إن دراسة المعلومات المضللة شيء، وشيء آخر أن نفقد شخصا ما بسببها”.

كيف تختلف المعلومات التي كشفتها عن الانتقادات السابقة؟

يتعرض فيسبوك لانتقادات شديدة منذ سنوات، خاصة بعد ما اتهمه مسؤولو الاستخبارات الأميركية باستخدام روسيا للمنصة للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016.

وتقدم الوثائق أوضح صورة حتى الآن عن مدى معرفة شركة فيسبوك بحجم وعمق وتعقيدات مشكلاتها الداخلية، وخطورة استغلال تطبيقاتها.

وخلال السنوات الماضية تكررت الهجمات على فيسبوك مرارا وتكرارا، وتحدث كثيرون وأظهرت وثائق الآثار السيئة للمنصة، على الرغم من عقد عدة جلسات استماع بالكونغرس، وخروج تعهدات من فيسبوك لم تقم بإصلاحها.

هل يحمي القانون هاوغن من الانتقام؟

ركز العالم أنظاره أمس الثلاثاء على شهادة هاوغن التي أدلت بها أمام الكونغرس بعدما أن كشفت عن نفسها كمُبلغة Whistleblower من شركة فيسبوك.

وجمعت هاوغن آلاف الوثائق الخاصة بشركة فيسبوك، وقدمتها لجهات إعلامية وحكومية.

وتواجه الموظفة السابقة -التي جمعت وثائق شكلت أساس سلسلة ملفات عن فيسبوك نشرتها صحيفة وول ستريت جورنال- حالة قانونية غامضة خاصة فهي تتحدث علنا عن ممارسات فيسبوك، مكان عملها السابق، كما قال محامون متخصصون في قوانين المبلغين الفدراليين.

وقالت هاوغن إنها قررت الإعلان عن مزاعمها للدفع بالتغيير في فيسبوك.

وأضافت أنها عملت في فيسبوك على أمل مساعدته في إصلاح نقاط ضعفه. ونهاية المطاف، قالت إنها تشعر بأن الشركة تضع النمو ومشاركة المستخدمين قبل مصلحة وسلامة ونتائج انتشار المعلومات المضللة، والآثار السيئة على المراهقين وغيرها من المشاكل.

وقال ممثل فيسبوك في رسالة لمجلس الشيوخ إن الشركة لن تنتقم من المُبلغين عن المخالفات لتحدثهم إلى الكونغرس، لكنه لم يتناول كيف سترد الشركة على مزاعم هاوغن كما جاءت في شهادتها أمام الكونغرس أو من خلال أحاديثها مع الصحافة.

ما نوع الحماية القانونية المتاحة للمبلغين عن المخالفات؟

يقول المحامون إن هاوغن سعت للحصول على حماية المبلغين عن المخالفات من هيئة الأوراق المالية والبورصات، الأمر الذي من شأنه أن يساعدها على حماية نفسها من مساءلات قانونية من قبل فيسبوك.

ويُمنح المبلغين عن المخالفات من الموظفين والموظفين السابقين حماية قانونية كبيرة لأخذ المعلومات إلى الإعلام، وجهات إنفاذ القانون، والكونغرس.

ويقول المحامون إنه ليس من الواضح تماما ما إذا كانت الحماية من الإجراءات القانونية أو أشكال الانتقام الأخرى للتحدث إلى الكونغرس تنطبق على الموظفين السابقين، وكانت هاوغن قد استقالت من فيسبوك في مايو/أيار الماضي.

وقال المحامون الذين يمثلون المبلغين عن المخالفات إنه يمكن أن يكون هناك تعرض قانوني أكبر لأولئك الذين يعلنون عن مخاوفهم، بدلا من عدم الكشف عن هويتهم خارج اتصالاتهم مع المنظمين.

وقال غريغوري كيتنغ، محامي الدفاع عن المبلغين، إن المبلغين عن المخالفات يمكن أن يواجهوا المزيد من المخاطر والتعرض لإجراءات قانونية عندما يكشفون عن المعلومات للصحافة.

ما المطالبات القانونية المحتملة لفيسبوك ضد هاوغن؟

تسعى الشركات في بعض الأحيان إلى اتخاذ إجراءات قانونية ضد المبلغين عن المخالفات بزعم انتهاكهم لاتفاقات عدم الكشف عن المعلومات. وبموجب مثل هذه الاتفاقيات، يتفق الموظفون عادة على أنهم سيعيدون أو يدمرون وثائق فيسبوك في غضون فترة قصيرة بعد ترك الشركة، ولن يشاركوا معلومات سرية أو خاصة بالشركة مع أشخاص من خارج الشركة.

وتقليديا يمكن للشركات مقاضاة الموظفين السابقين الذين ينتهكون اتفاقيات عدم الكشف عن المعلومات، نتيجة خرقهم العقد، ويتم الضغط عليهم لإجبارهم على إعادة أي أموال حصلوا عليها قبل إنهاء الخدمة، أو مصادرة أي أسهم تلقوها أو دفع تعويضات أخرى.

ويرى المحامي، جون تاي، مؤسس مجموعة Whistleblower Aid غير الربحية، ومحامي هاوغن إن اتفاقية السرية التي وقعتها موكلته مع فيسبوك تحظر مشاركة المعلومات الخاصة، ولكنها تسمح بالكشف عنها للجهات الرسمية، مثل هيئة الأوراق المالية والبورصة والكونغرس وسلطات إنفاذ القانون.

وقال تاي إنه وهاوغن قلقان من أن فيسبوك سترفع دعاوى قانونية ضد موكلته. وأضاف بأن أي ادعاء من هذا القبيل سيكون تافها ويعتبر انتقاما بموجب مختلف القوانين الفدرالية وقوانين الولايات، وقال “نأمل ألا يقوم فيسبوك بأشياء كهذه”.

هل هناك أي مكافآت للتقدم بمطالبات المبلغين عن المخالفات؟

يحق للمبلغين عن المخالفات الذين يقدمون شكاوى تسعى هيئة الأوراق المالية والبورصة إلى متابعتها بنجاح الحصول على 10-30% من المبلغ الكامل للغرامات التي يتم تحصيلها ضد الشركة إذا تجاوزت مليون دولار.

وقال جيسون زوكرمان، المحامي الذي يمثل المبلغين عن المخالفات في شركة محاماة بواشنطن، إنه لكي يكون المُبلغ عن المخالفات مؤهلا للحصول على مكافأة، عليه أن يثبت أن المعلومات أصلية وأن المخالفة المُبلغ عنها سيكون لها تأثير مادي كبير.

ومع ذلك، هناك مخاطر على المُبلغين عن المخالفات، لا سيما بالنسبة للعملاء الذين تصبح هوياتهم علنية. معظم العملاء يريدون أن يكونوا مجهولي الهوية، إنهم قلقون بشأن حياتهم المهنية وتبعات ذلك ماليا.

ما مدى احتمال أن يتخذ فيسبوك إجراءات ضد هاوغن؟

وقالت أنتيغون ديفيس، المسؤولة الرفيعة بشركة فيسبوك، لمجلس الشيوخ الأسبوع الماضي، إن شركتها لن تنتقم من الشخص الذي زود أعضاء مجلس الشيوخ بأبحاث داخلية عن الشركة، لكنها لم تلتزم بأن تتوقف عن اتخاذ أي إجراء آخر.

وقد تشعر فيسبوك بالضغط لاتخاذ إجراءات لردع الموظفين المستقبلين عن نشر وتسريب الشؤون الداخلية للشركة علنا.

ولكن يجب على فيسبوك أيضا حساب تكلفة ملاحقة أحد المُبلغين البارزين مثل هاوغن.

وقال محامو المبلغين عن المخالفات إن من غير المرجح أن يرغب فيسبوك في خوض معركة كبيرة مع هاوغن، وهذا يعد أفضل حماية لهذه الأخيرة، خاصة بعدما أثنى عليها أعضاء الكونغرس وآخرون لتسليطها الضوء على الكثير من المعلومات الهامة.

المصدر : الجزيرة

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى