شمس الدين المصباح يكتب :نفحات الجمعة ،، ( كهيعص ) !!
شؤون وشجون
نفحات الجمعة ،،
( كهيعص ) !!
ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺭﺿﻲ ﺍلله ﻋﻨﻪ
أﻧﻪ ﻗﺎﻝ :
خرﺟﺖ حاجاً ﺍﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﺍلله ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ
ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ﻣﻦ ﺍلأﻋﻮﺍﻡ ،
فبينما أﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ .. ﻭإﺫﺍ برجل ﻳﻤﺸﻲ ﺑﻼ ﺯﺍﺩ ﻭﻻ ﺭﺍﺣﻠﺔ ،
ﻓﺴﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﻼﻡ ،
ﻓﻘﻠﺖ له :
من أﻳﻦ أﻧﺖ ؟؟ ﻗﺎﻝ : ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ !!
ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ : ﻭﺍﻟﻰ أﻳﻦ ﺗﺮﻳﺪ ؟؟
ﻗﺎﻝ : إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ !!
ﻗﻠﺖ ﻟﻪ : ﻭأﻳﻦ ﺍﻟﺰﺍﺩ ؟؟ ﻗﺎﻝ : ﻋﻠﻴﻪ !!
ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ : إﻥ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻻ ﺗﻨﻘﻄﻊ إﻻ ﺑﺎلمأﻛﻞ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﺏ ، ﻓﻬﻞ ﻣﻌﻚ ﺷﻲﺀ ؟؟
ﻗﺎﻝ : ﻧﻌﻢ ﺗﺰﻭﺩﺕ ﻋﻨﺪ ﺧﺮﻭﺟﻲ
ﻣﻦ ﺑﻠﺪﻱ ﺑﺨﻤﺴﺔ أﺣﺮﻑ !!
ﻓﻘﻠﺖ : ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ؟؟
ﻗﺎﻝ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : (( ﻛﻬﻴﻌﺺ )) !!
ﻗﻠﺖ : ﻭﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ ( ﻛﻬﻴﻌﺺ ) ؟؟
ﻗﺎﻝ : أﻣﺎ ﻗﻮﻟﻪ ( ﻛﺎﻑ ) ،
ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ !!
ﻭأﻣﺎ (ﺍﻟﻬﺎﺀ ) ، ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ !!
ﻭأﻣﺎ ( ﺍﻟﻴﺎﺀ ) ، ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻤﺆﻭﻱ !!
ﻭأﻣﺎ ( ﺍﻟﻌﻴﻦ ) ، ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ !!
ﻭأﻣﺎ ( ﺍﻟﺼﺎﺩ ) ، ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ !!
ومن ﺻﺤﺐ :
( كافياً ﻭﻫﺎﺩياً ﻭمؤﻭياً ﻭﻋﺎلماً ﻭﺻﺎﺩقاً ) ، ﻓﻼ ﻳﻀﻴﻊ ﻭﻻ ﻳﺨﺸﻰ !!
ﻭﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺰﺍﺩ ﻭﺍﻟﺮﺍﺣﻠﺔ !!
ﻗﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ : ﻟﻤﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﻣﻨﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻧﺰﻋﺖ ﻗﻤﻴﺼﻲ لأﻟﺒﺴﻪ ﻟﻪ ..
فأﺑﻰ أﻥ يلبسه ﻭﻗﺎﻝ : ﻳﺎ ﺷﻴﺦ . ﺍﻟﻌﺮي ﺧﻴﺮ ﻣﻦ قميصك ، فاﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﻼﻟﻬﺎ ﺣﺴﺎﺏ .. ﻭﺣﺮﺍﻣﻬﺎ ﻋﻘﺎﺏ !!
ﻭﻛﺎﻥ إﺫﺍ ﺟﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻳﺮﻓﻊ ﺭأﺳﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ وﻳﻘﻮﻝ :
ﻳﺎ ﻣﻦ ﻻ ﺗﻨﻔﻌﻪ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ،
ﻭﻻ ﺗﻀﺮﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ، ﻫﺐ ﻟﻲ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻨﻔﻌﻚ ، ﻭﺍﻏﻔﺮ ﻟﻲ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻀﺮﻙ ،
ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺣﺮﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻟﺒﻮﺍ ،
ﻗﻠﺖ ﻟﻪ : ﻟﻢ ﻻ ﺗﻠﺒﻲ ؟؟
ﻗﺎﻝ : ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ،
أﺧﺎﻑ أﻥ أﻗﻮﻝ ﻟﺒﻴﻚ ، ﻓﻴﻘﻮﻝ لي :
( ﻻ ﻟﺒﻴﻚ ﻭﻻ ﺳﻌﺪﻳﻚ ،
لن أﺳﻤﻊ ﻛﻼﻣﻚ ﻭﻻ أﻧﻈﺮ إﻟﻴﻚ ) !!
ﺛﻢ ﻣﻀﻰ ﻋﻨﻲ ﻭﻏﺎﺏ ﻋﻦ ﺑﺼﺮﻱ ،
ﻓﻤﺎ ﺭﺃﻳﺘﻪ .. إﻻ ﺑﻤﻨﻰ ،
ﻭﻫﻮ ﻳﺒﻜﻲ .. ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺷﻌﺮاً :
إﻥ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺿﻴﻪ ﺳﻔﻚ ﺩﻣﻲ .. ﺩﻣﻲ ﺣﻼﻝ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻞ ﻭﺍﻟﺤﺮﻡ !!
ﻭﺍلله ﻟﻮ ﻋﻠﻤﺖ ﺭﻭﺣﻲ ﺑﻤﻦ ﻋﺸﻘﺖ ..
ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺭأﺳﻬﺎ ﻓﻀﻼ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺪﻡ !!
ﻳﺎ ﻻﺋﻤﻲ ﻻ ﺗﻠﻤﻨﻲ ﻓﻲ ﻫﻮﺍﻩ ﻓﻠﻮ ..
ﻋﺎﻳﻨﺖ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺎﻳﻨﺖ ، ﻟﻢ ﺗﻠﻢ !!
ﻳﻄﻮﻑ باﻟﺒﻴﺖ ﻗﻮﻡ ﺑﺠﺎﺭﺣﺔ ، ولو بالله ﻃﺎﻓﻮﺍ ﻷﻏﻨﺎﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﻡ !!
ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺣﺞ .. ﻭﻟﻲ ﺣﺞ ﺇﻟﻰ ﺳﻜﻨﻲ ..
ﺗﻬﺪى الأﺿﺎﺣﻲ ، ﻭأﻫﺪﻱ ﻣﻬﺠﺘﻲ ﻭﺩﻣﻲ !!
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ : ﺍﻟﻠﻬﻢ إﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺫﺑﺤﻮﺍ ﻭﺗﻘﺮﺑﻮﺍ إﻟﻴﻚ ﺑﻀﺤﺎﻳﺎﻫﻢ ﻭﻫﺪﺍﻳﺎﻫﻢ ﻭأﻧﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻲ سوى نفسي أﺗﻘﺮﺏ بها إﻟﻴﻚ ﻓﺘﻘﺒﻠﻬﺎ ﻣﻨﻲ !!
ﺛﻢ رفع بصره إلى السماء وهو يبكي ، ثم ﺷﻬﻖ ﺷﻬﻘﺔ .. وخر ميتاً !!
ﺭﺣﻤﻪ ﺍلله ﺗﻌﺎﻟﻰ .
ﻓﺠﻬﺰﺗﻪ .. ﻭﻭاﺭﻳﺘﻪ التراب !!
وﺑﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻣﺘﻔﻜﺮﺍً ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻩ ،
ﻓﺮﺃﻳﺘﻪ ﻓﻲ المنام ،
ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ : ﻣﺎ ﻓﻌﻞ الله ﺑﻚ ؟؟
ﻗﺎﻝ : ﻓﻌﻞ ﺑﻲ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺑﺸﻬﺪﺍﺀ ﺑﺪﺭ .. ﻭﺯﺍﺩﻧﻲ !!
ﻗﻠﺖ : ﻟﻢ ﺯﺍﺩﻙ ؟؟ !!
ﻗﺎﻝ : ﻷﻧﻬﻢ ، ﻗﺘﻠﻮﺍ ﺑﺴﻴﻮﻑ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ،
ﻭﺃﻧﺎ ﻗﺘﻠﺖ ﺑﻤﺤﺒﺔ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭ !!
نواصل …………………..