شمس الدين المصباح يكتب ..شؤون وشجون..ياسر شبرين ،،يبكي عليه، البأس والجود والشعر !!

شمس الدين المصباح يكتب ..شؤون وشجون..ياسر شبرين ،،يبكي عليه، البأس والجود والشعر !!
قال تعالي : (وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا) . صدق الله العظيم .
وقال تعالي : (قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم) . صدق الله العظيم .
ولأن الموت هو الحقيقة الوحيدة الثابتة والمجردة والمؤكدة في حياتنا الدنيا ، فقد فجعنا وفجعت بربر بكل مكوناتها ومكنوناتها، بفقد ورحيل إبن بربر البار، الأخ العزيز والغالي والحبيب ،
( ياسر ميرغني علي شبرين )
وللحقيقة فقد كان رحيله، رحيلا مرا ومفاجئا وفاجعا !!
وما كنت أحسب أن لقائي به قبل أيام وهو يسألني ويطمئن علي أحوالي وأسرتي وعملي بعد عودتي من الخرطوم وإستقراري وصدور الصحيفة من بربر !!
وكعادته وعهده في تفقد الأهل والأخوان والإطمئنان علي حالهم وأحوالهم !!
وما كنت أحسب أن ذلك اللقاء سيكون آخر عهدي به ومعه !!
حياه الله .. ولله دره !!
وحسبه، أن شيعته كل (بربر)، في موكب تشييعي مهيب .. وضاقت ساحة المقابر -(علي سعتها)- بالمصلين الكثر الذين تدافعوا ليصلوا علي جثمانه الطاهر !!
وألف مغفرة ورضوان ورحمة ونور تتغشي قبره وروحه الطاهرة !!
وكأني بالشاعر قد عناه .. ونعاه حين قال :
كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر ،
فليس لعين لم يفض ماؤها عذر !!توفيت الآمال بعد ( ياسر ) ،،
وأصبح في شغل عن السفر السفر !!
كأن ( آل شبرين ) يوم وفاته ،،
نجوم سماء خر من بينها البدر !!
يعزون عن ( ثاو ) تعزي به العلا ،،
ويبكي عليه البأس والجود والشعر !!
عليه سلام الله وقفا فإنني ،،
رأيت الكريم الشهم، ليس له عمر !!
وأحسب أن الشاعر الآخر قد عناه ونعاه حين قال :
بكاؤكما يشفي وإن كان لا يجدي ،،
فجودا فقد أودي نظيركما عندى !!
ألا قاتل الله المنايا ورميها ،،
من القوم حبات القلوب علي عمد !!
توخي حمام الموت خيرة أهلنا ،،
فلله كيف إختار لؤلؤة العقد !!
أريحانة العينين والأنف والحشا ،،
ألا ليت شعري هل تغيرت عن عهدي !!
وأنت وإن أفردت في دار وحشة ،،
فإنا بدار الأنس في وحشة الفرد !!
عليك سلام الله مني تحية ،،
ومن كل غيث صادق البرق والرعد !!
وأحسب أن روحه الطاهرة وقد تلقفتها حواصل طير خضر وسمت وإرتقت بها إلي أعلي عليين ، حيث السعادة الدائمة والراحة الأبدية والنعيم المقيم والهناء السرمدي ، الذي لا ينتهي ولا يفني ولا يزول !!
فأهنأ وأنعم بجوار ربك، راضيا مرضيا عنك !!
وإن القلب ليحزن .. وإن العين لتدمع .. وإنا علي فراقك يا (ياسر) لمحزونون .. ولا نقول إلا ما يرضي الله :
سبحان من له الدوام !!
إنا لله وإنا إليه راجعون .