مقالات

شمس الدين المصباح يكتب: ..شؤون وشجون..مجاهد أبو سبعة ،، يبكي عليه البأس والجود والشعر !!

شمس الدين المصباح يكتب: ..شؤون وشجون..مجاهد أبو سبعة ،، يبكي عليه البأس والجود والشعر !!

 

الموت يأخذ رائعا ،،
وبربر تنجب ألف رائع !!
يا كبرياء الجرح ،،
لو متنا ، لحاربت المواجع !!
وقال تعالي :
( وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا ) .
صدق الله العظيم .

ولأن الموت هو الحقيقة المؤكدة والمجردة والثابتة في حياتنا الدنيا، فقد رزئنا وفجعنا كل الرزء وكل الفجيعة، بوفاة الأخ العزيز (مجاهد محمد عبد الغفار أبو سبعة)، أحد قامات ونجوم أسرة آل أبو سبعة ببربر وكل أهلهم الكرام ببورتسودان والخرطوم وأمدرمان وخارج السودان، حياهم الله جميعا وحفظهم ورعاهم !!
ولأن الراحل المقيم (مجاهد) كان مجاهدا في حياته وكان كريما وتقيا ونقيا وخلوقا، بل وكأني به ملكا سماويا يمشي بين الناس !!


لكل ذلك، فقد إصطفاه المولى عز وجل وإختاره بالإنتقال إلي جواره في هذه الأيام الطيبات المباركات، ايام (ربيع الأول) حيث مولد أكرم الخلق وسيد البشر وقدوتنا وشفيعنا (المصطفي) عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم !!
وأحسب أن تلك الحشود المحتشدة التي تنادت من كل مدينة (بربر) وما جاورها وسارت في موكب التشييع المهيب فجر الجمعة، كل تلك الحشود وفي ذلك الفجر الأبلج كانت تدعوا ل(مجاهد) بالرحمة والمغفرة والقبول الحسن !!

َوكل ذلك من دواعي وشواهد الإصطفاء والرحمة والمغفرة والسعادة السرمدية والقبول الحسن للراحل المقيم (مجاهد) !!
ولأن (مجاهد) صاحب سيرة نقية ووضيئة ، فكأني بالشاعر قد نعاه حين قال :
كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر ،،
فليس لعين لم يفض ماؤها عذر !!
توفيت الآمال بعد (مجاهد) ،،
وأصبح في شغل عن السفر السفر !!


وما كان إلا مال من قل ماله ،،
وذخرا لمن أمسي وليس له ذخر !!
كأن آل (أبو سبعة) يوم وفاته ،،
نجوم سماء خر من بينها البدر !!
يعزون عن ( ثاوٍ ) تعزي به العلا ،،
ويبكي عليه البأسُ والجود والشعر !!
بل وكأني بالشاعر (إبن الرومي) قد نعاه حين قال :
بكاؤكما يشفي وإن كان لا يجدي ،،
فجودا فقد أودى نظيركما عندي !!
ألا قاتل الله المنايا ورميها ،،
من القوم (خيار الرجال) على عمد !!
توخي حمام الموت خيرة أهلنا ،،
فالله كيف إختار (لؤلؤة العقد) !!

وأنت وإن أفردت في دار وحشة ،،
فإنا بدار الأنس في وحشة الفرد !!
عليك سلام الله مني تحية ،،
ومن كل غيث صادق البرق والرعد !!
وأحسب أن روح (مجاهد) الطاهرة وقد تلقفتها حواصل طير خضر وسمت وإرتقت بها إلى أعلى عليين حيث الراحة الأبدية والسعادة الدائمة والنعيم المقيم والهناء السرمدي الذي لا يفنى ولا ينتهي ولا يزول !!
فأهنأ وأنعم بجوار ربك أخي (مجاهد) راضيا مرضيا عنك !!

والعزاء لأبنائك وزوجك وإخوانك البررة ولأهلك الكرام ولعشيرتك وأصهارك وجيرانك ولعموم آل أبو سبعة داخل وخارج البلاد .
وإن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراقك أخي (مجاهد) لمحزونون !!
ولا نقول إلا ما يرضي الله :
سبحان من له الدوام !!
ولا حول ولا قوة إلا بالله !!
وإنا لله وإنا إليه راجعون .

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى