شمس الدين المصباح يكتب :..شؤون وشجون..أستاذ مهدي ،،يبكي عليه البأس والجود والشعر !!

شمس الدين المصباح يكتب :..شؤون وشجون..أستاذ مهدي ،،يبكي عليه البأس والجود والشعر !!
الموت يأخذ ثائرا ،،
و(العبيدية) تنبت ألف ثائر !!
يا كبرياء الجرح ،،
لو متنا ،، لحاربت المقابر !!
ولأن الموت هو الحقيقة المؤكدة والمجردة والثابتة في حياتنا الدنيا وذلك مصداقا لقول المولى عز وجل : (وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا) . صدق الله العظيم .
فقد رزئنا وفجعنا ، كل الرزء وكل الفاجعة بفقد أخ عزيز وحبيب وصادق وصدوق وخلوق ، بل وأحسب أنه ملكا سماويا كان يمشي بين الناس !!
وتشاء تصاريف أقدار الله أن نبتلي ونفجع ونصاب -(على ما نحن فيه من مصائب)- بمصيبة وفاجعة، فقد الأخ الحبيب، الأستاذ (مهدي عبد الله عيسي) !!
وكما عاش مهدي في هدوء وسكينة العابدين وخشوع ووقار الصالحين، فقد كان رحيله -(المر)- أيضا في هدوء ورحيل الصالحين !!
ولن أنسى كلماته لي وتماسكه وجلده وصبره، على أيام العملية وإستشفائه بمستشفى الشرطة بعطبرة !!
كما ولن أنسى زياراته التاريخية والمتعددة لنا في (السروراب) وهو ضمن وفد قبيلة أهلنا الميرفاب للمواساة وأداء واجب العزاء !!
كما ولن أنسى تواجده الدائم معنا بمستشفى البراحة على أيام إستشفاء والدتنا وخالته (الحاجة زهراء)، عليها الرحمة والرضوان .
وهذا قليل من الكثير من الواجبات الإجتماعية التي كان يؤديها تجاه أهله وأرحامه وزملائه ومعارفه وأصدقائه !!
وكأني بالشاعر قد نعي الراحل المقيم (مهدي) بقوله :
كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر ،،
فليس لعين لم يفض ماؤها عذر !!
توفيت الآمال بعد (مهدي) ،،
وأصبح في شغل عن السفر السفر !!
وما كان إلا مال من قل ماله ،،
وذخرا لمن أمسي وليس له ذخر !!
وكأن أهلنا الكرام يوم وفاته ،،
نجوم سماء ، خر من بينها البدر !!
يعزون عن (ثاو) تعزي به العلا ،،
ويبكي عليه اليأس والجود والشعر !!
سقى الغيث غيثا وارت الأرض شخصه ،،
وإن لم يكن فيه سحاب ولا قطر !!
مضى طاهر الأثواب لم تبق روضة،،
غداة ثوي ، إلا إشتهت أنها قبر !!
عليه سلام الله وقفا فإنني ،،
رأيت الحبيب (المهدي) ليس له عمر !!
بل وكأني بالشاعر الآخر قد نعي الأستاذ (مهدي) حين قال :
بكاؤكما يشفي وإن كان لا يجدي ،،
فجودا ، فقد أودى نظيركما عندي !!
ألا قاتل الله المنايا ورميها ،،
من القوم حبات القلوب على عمد !!
توخي حمام الموت خيرة أهلنا ،،
فلله كيف إختار لؤلؤة العقد !!
طواه الردي عنا فأضحي مزاره ،،
بعيدا على قرب قريبا على بعد !!
لقد أنجزت فيه وعيدها ،،
وأخلفت الآمال ما كان من وعد !!
وإخواننا مثل الجوارح ،،
أيها فقدناه كان الفاجع البين الفقد !!
لعمري لقد حالت بي الحال بعده ،،
فيا ليت شعري كيف حالت به بعدي !!
أريحانة العينين والأنف والحشا ،،
ألا ليت شعري هل تغيرت عن عهدي !!
سأسقيك ماء العين ما أسعدت به ،،
وإن كانت السقيا من العين لا تجدي !!
ألام لما أبدى عليك من الأسى ،،
وإني لأخفي منهم أضعاف ما أبدى !!
(مهدي) ما شئ توهم سلوة لقلبي ،،
إلا زاد قلبي من الوجد !!
وأنت وإن أفردت في دار وحشة ،،
فإني بدار الأنس في وحشة الفرد !!
عليك سلام الله مني تحية ،،
ومن كل غيث صادق البرق والرعد !!
فأهنأ أخي (المهدي) ونم بجوار ربك راضيا مرضيا عنك .
وأحسب أن روحك الطاهرة وقد تلقفتها حواصل طير خضر وإرتقت بها إلى أعلى عليين حيث الراحة الأبدية والسعادة الدائمة والنعيم المقيم والهناء السرمدي الذي لا يفنى ولا ينتهي ولا يزول !!
والعزاء لكل الأهل الكرام بالعبيدبة والباوقة وحوش الدار وبربر وعطبرة والدامر وشندي وإمتداد ناصر واللاماب .
وإن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراق (مهدي) لمحزونون !!
ولا نقول إلا ما يرضي الله :
لا حول ولا قوة الا بالله !!
وسبحان من له الدوام.!!
وإنا لله وإنا إليه راجعون .