
شكوى سودانية لمجلس الأمن: تدخل إماراتي ممنهج في الحرب
نيويورك | العهد اونلاين
قدّم السودان عبر بعثته الدائمة لدى الأمم المتحدة شكوى رسمية جديدة إلى مجلس الأمن، مدعومة بالأدلة، تتهم الإمارات بالتدخل المباشر في الحرب الدائرة بالبلاد، بما في ذلك تجنيد مئات المرتزقة الكولومبيين والدفع بهم للقتال إلى جانب مليشيا الدعم السريع.
وأوضح السفير الحارث إدريس، مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة، في رسالة إلى رئيس مجلس الأمن، أن هذا التدخل السافر أطال أمد الحرب ودمّر البنية التحتية الحيوية وتسبب في معاناة إنسانية واسعة، معتبرًا ما يجري انتهاكًا صارخًا لسيادة السودان والقانون الدولي الإنساني وقرارات مجلس الأمن 1591 (2005) و2736 (2024)، فضلًا عن كونه تهديدًا مباشرًا للسلام والأمن الإقليميين.
وبحسب الوثيقة السودانية، جرى تجنيد ما بين 350 و380 مرتزقًا كولومبيًا، معظمهم من الضباط والجنود المتقاعدين، عبر شركات أمنية خاصة مقرها الإمارات مثل “GSSG” و”A4SI”، تحت غطاء تقديم خدمات أمنية، بينما في الواقع تم نقلهم إلى السودان للقتال تحت مسمى “ذئاب الصحراء”. وتمت عملية النقل عبر الإمارات إلى الصومال ثم ليبيا ومنها إلى السودان.
وأشارت الشكوى إلى تشغيل أكثر من 248 رحلة جوية خلال الفترة من نوفمبر 2024 إلى فبراير 2025 لتهريب المرتزقة والأسلحة والمعدات العسكرية، تركز وصولها في دارفور حيث شارك المرتزقة في حصار وهجمات على مدينة الفاشر، كما انتشروا في جبهات أخرى بينها الخرطوم وأم درمان وكردفان والنيل الأزرق.
واتهمت الخرطوم المرتزقة بارتكاب انتهاكات جسيمة، شملت القتل خارج القانون، وتجنيد الأطفال، واستخدام الفوسفور الأبيض المحظور في المناطق المدنية، ونهب الموارد السودانية وتهريبها عبر شبكات إماراتية.
كما كشفت الوثيقة عن خطة مفصلة لوحدة “ذئاب الصحراء” لحصار الفاشر، مؤكدة أن الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو أدان علنًا مشاركة مواطنين من بلاده، وأقر بمقتل ما لا يقل عن 40 مرتزقًا كولومبيًا في السودان.
وأكد السودان أن ما يجري هو “حرب عدوانية أجنبية تمولها وتديرها الإمارات” وليست نزاعًا داخليًا، مطالبًا مجلس الأمن بالتحقيق العاجل، وإدانة هذه الأفعال، ومحاسبة جميع المتورطين، وتصنيف مليشيا الدعم السريع جماعة إرهابية، وفضح الدور الإماراتي في مأساة السودان.