مقالات

شريف أحمد الامين يكتب:..شظايا..ظاهرة 9 طويلة قبل وبعد الحرب .. من يدير معركتها!!

شريف أحمد الامين يكتب:..شظايا..ظاهرة 9 طويلة قبل وبعد الحرب .. من يدير معركتها!!

 

 

تمدد وإتساع نشاط العصابات المتفلته او ما تسمي ٩ طويلة بولاية الخرطوم قبل اندلاع الحرب في ١٥ أبريل ٢٠٢٣م كان مثار جدل وعلامة إستفهام ضخمة تطعن في هيبة الدولة وتقذف بها في حالة الإنفلات الأمني الذي صار آنذاك واقعاً فيما بعد (انشطر وانبشق) بعد اندلاع

الحرب وساهم بشكل كبير بامداد مليشيا الدعم السريع بالمقاتلين من تلك الشريحة المتفلته من اللصوص وأصحاب السوابق الجنائية.
▪️وللفائدة ولمزيد من دراسة بروز تلك الظاهرة الخطيرة (تسعة طويلة أو عصابات النيقرز) ونشأتها في ولاية الخرطوم تأريخيا من أجل علاجها جزرياً (عسي ولعل)

بعد انتهاء الحرب نجد أن أصل تسمية (النيقرز) مشتقة من اللغة الإنجليزية (nigga) ويشيع استخدامها في اللهجة الافريقية الامريكية وتعني (عصابة السود)، حيث تعتبر تلك المجموعات والمنتمين اليها اصحاب تشكيل عصابي مكتمل الدسم من ناحية الترتيب الإداري للمجموعات ذات التنظيم والتخطيط المحكم للجرائم

يترأسهم زعيم كل مجموعة (BOSS) ولهم لغة وشفرات خاصة للتحدث فيما بينهم امعاناً في سرية التنظيم، كما يرتدون ازياء واكسسوارات غريبة ويتسلحون بالسواطير والسكاكين والخناجر وما شاكلها من الاسلحة البيضاء، حيث تتحرك العصابة في مجموعات لتنفيذ الهجوم

الجماعي المباغت للمناطق المستهدفة ويكون انسحابهم جماعياً ايضاً مصحوباً بتغطية دفاعية مشددة للمجموعة.
▪️وبالنظر لتأريخ تهديدات تلك العصابات الإجرامية للأمن المجتمعي ومحاولاتهم المستمرة لخلق الفوضي والاضطراب الأمني بولاية الخرطوم علي دي السنوات

الماضية ظهرت تلك الشبكات الإجرامية للعيان في العام 2003م من خلال جيوب إجرامية في أطراف المدن وكانوا حينذاك يطلق عليهم (المتفلتين – اسم الدلع-) بغرض تحجيم دورهم وربما (لتطمين) المواطنين بإن تلك المجموعات غير منظمة ولم تصل للتشكيل العصابي الموحد!!.

▪️وصلت تلك العصابات الي النضج الاجرامي في العام 2007م بعد ان تم إبعاد عدد من زعمائها واعضاءها من جمهورية مصر بعد ان أثاروا القلاقل هنالك وكان اغلبهم من لاجئي جنوب السودان (قبل الانفصال)، وعند وصولهم للخرطوم أعادوا تشكيل تنظيمهم تمهيداً

لمواصلة جرائم النهب والسرقة وترهيب المواطنين، حيث وجدوا ضالتهم ابان احداث رفع الدعم عن المحروقات في سبتمبر من العام 2013م، فقاموا بإحداث خلل أمني كبير خاصة في جنوب الخرطوم ووصلت اعمالهم التخريبية لقلب العاصمة واجبروا المحتجين والمتظاهرين

لملازمة منازلهم للدفاع عنها من (هيجان) تلك العصابات إلي أن واجهت تلك المجموعات المتفلته عقب الأحداث ردع وقوة باطشة من قبل القوات النظامية اجبرتهم علي الهروب من العاصمة أو ملازمة اوكارهم في أطراف الولاية.

▪️منذ ذلك التأريخ اختفي النشاط الاجرامي للنيقرز بفضل الحملات المكثفة المتواصلة والتي قامت بها الاجهزة الامنية لاوكارهم ومناطق تجمعاتهم واعتقلت الرؤوس المدبرة لعملياتهم إلي ان عادوا بشكل شرس عقب ثورة ديسمبر 2019م مستغلين حالة السيولة الأمنية التي حدثت في الخرطوم بفعل الاحتجاجات وربما بدافع بعض الأياد الخفية التي حركتهم!

▪️كان الظهور الطاغي الكبير في تأريخ ولاية الخرطوم لما يسمي بعصابات (النيقرز) في شهر يونيو 2019م عقب ثورة ديسمبر بالتزامن مع عطلة عيد الفطر المبارك وفض إعتصام القيادة العامة والذي عم فيه حينذاك الخوف والهلع أحياء ولاية الخرطوم بسبب النداءات المنطلقة من

مكبرات الصوت بالمساجد محزرة من وجود تشكيلات عصابية مسلحة بالسواطير والسكاكين تجوب الاحياء لاغراض النهب والسلب والقتل وترويع المواطنين.
▪️ والأن تعيش العاصمة الخرطوم تجدد ظاهرة عصابات (النيقرز أو تسعة طويلة) في مناطق سيطرة مليشيا

الدعم السريع خاصة بمحاور جنوب الحزام وغرب امبدات بعد ان وجدوا ضالتهم بالقتال جنبا الي جنب مع المتمردين الذين أخرجوا عتاة زعماء ٩ طويلة من السجون وتم امدادهم بالسلاح الناري والتدريب المكثف حيث تجدد (سيناريو تلك العصابات) وبشكل أكثر عنفاً وجراءة حيث مازالت تلك العصابات تجتاح مناطق

متفرقة الخرطوم مع المتمردين بواسطة الدراجات النارية بشكل لافت مثير للقلق بمعظم محليات ولاية الخرطوم التي تقع تحت سيطرة المليشيا!!.
▪️ ولكن أخطر ما في الأمر بروز تطور تسليح تلك العصابات بعد الحرب من استخدام السلاح الأبيض الي السلاح الناري المتطور.

▪️المطلوب من الأجهزة النظامية ومع اقتراب دحر مليشيا الدعم السريع من ولاية الخرطوم ان ندرس بشفافية عدم إعادة إنتاج عصابات (النيقرز) الاجرامية بعد الحرب والتي استغلت الاضطرابات الأمنية خلال العامين

المنصرمين حتي قويت شوكتهم مع التمرد، حيث لابد من دك اوكارهم واماكن تجمعاتهم مع العمليات البرية الواسعة للقوات المسلحة والتي تشهدها ولاية الخرطوم الان والتي أصبحت علي أعتاب التحرير الشامل من عصابات وارزال مليشيا الدعم السريع واعوانهم.

 

أخر الشظايا:
▪️تحركات عصابات النيقرز خلال الاحتجاجات والازمات السياسية والإقتصادية والحرب تقف من وراءها اياد خفية تستغل واجهات التشكيل الإجرامي لتنفيذ اغراض سياسية وعسكرية بحتة قادت البلاد إلي اسواء حالات الإنفلات الأمني والحرب التي شهدت تصفية الحسابات

الجهوية ولكن (غربال) الحرب كشف الان من كان يقف وراء تلك العصابات ويمولها بالسلاح والمواتر بل من قام بفتح أبواب السجون لها لتقاتل معه تحت راية المغبور الهالك!!.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى