سودانيين خارج الحدود
مدينة هولندية تنصب تمثالا للاجئ السوداني تقديرا لنشاطه الانساني
عادة ما تنصب تماثيل الاشخاص بعد رحيلهم من الدنيا تذكيرا لافعال قاموا بها من اجل مجتمعاتهم لكن حالة اللاجئ السوداني الشاب عبد العال حسين، 25 عاما، مختلفة اذ انه على قيد الحياة وبصحة جيدة.
لم تكن لدى عبد العال ادنى فكرة عن الموضوع عندما قاده مذيع اليوتيوب الهولندي المشهور توماس بروك Thomas Brok، معصوب العينين الى مكان ما، ليجد نفسه وقد اخذته الدهشة امام تمثاله الشخصي منصوبا امام مبنى بلدية منطقته جنوب غرب مدينة اوتريخت “Kanaleneiland او جزيرة القنال”. وتعبيرا عن دهشته قال للقناة التلفزيونية المحلية “آر تي في أوترخت RTV Utrchet”: “التمثال يجعلك تفكر في غاندي أو مانديلا. ليس أنا”.
وجاءت المبادرة من الناشط الاسفيري توماس بروك في اطار مشروع “تأثير الشباب Young Impact” الذي يموله البنك الهولندي “اي بي ان امبرو ABN AMRO” لدعم الشباب الاقل حظا في الحياة عبر ابراز نشاطاتهم بعد تصنيفها بانها انجاز نحو حياة افضل.
والتمثال هو اعلان عن ترشيحه لجائزة المشروع من فئة “الفرص المتكافئة”، مع اثنين آخرين هما اللاجئ التركي “الهان اوزون Alihan Uzun” والناشطة الهولندية من ذوي الاحتياجات الخاصة “كريس اسويستر Kris Switser”، 21 عاما. وستبقى التماثيل منصوبة لمدة شهر موعد ظهور نتائج المنافسة في الحصول على الجائزة.
واختير عبد المتعال مرشحا للجائزة لنشاطه في مساعدة اللاجئين الاخرين الذين لا يجيدون اللغة الهولندية في ارشادهم وتوجيههم في تذليل الصعاب المعيشية لهم وتوفير الإعاشة وتوزيعهم على كورسات تعلم اللغة وكيفية تلقي العلاج الصحي في العيادات الطبية وتوجيه طاقاتهم في تطوير هواياتهم الرياضية والفنية والاجتماعية
والأكاديمية.
وجاء في نص الترشيح ان “عبد العال هرب من السودان إلى هولندا في سن السابعة عشرة. واكتشف حبه للمسرح في مركز طالبي اللجوء وهو الآن في السنة الأخيرة من أكاديمية المسرح. وخلال هذا الوقت ظل يلتزم عبد العال بشغف بتحقيق تكافؤ الفرص للوافدين الشباب الآخرين في هولندا وأوروبا. وهو متطوع في منظمة Young Mind Utrecht ومرتبط بـ New Dutch Connection: وهي منظمة تربط الشباب غير المصحوبين بذويهم بالمهنيين.
واختير الى جانبه اثنان هما اللاجئ التركي الهان اوزون لانه ابتدع تطبيقا لمساعدة اللاجئين لتحرير السيرة الذاتية بحثا عن فرص عمل افضل، والمعاقة الهولندية كريس اسويستر لانها كافحت طويلا من اجل الحصول على كرسي متحرك ثم طافت به مئات الاميال عبر اوربا لتوعية الجمهور بمعاناة ذوي الاحتيجات الخاصة في الحركة.