مقالات

سهير عبد الرحيم تكتب : ما هكذا تورد الإبل يا مصطفى

سهير عبد الرحيم تكتب : ما هكذا تورد الإبل يا مصطفى

kalfelasoar76@hotmail.com

على ما أذكر أنه وفي العام 2010 أجريت حواراً صحفياً مع الأردني فادي الفقيه المدير العام لمجموعة بنك الخرطوم ، الرجل و رغم صغر سنه إلا أنه وفي فترة وجيزة عبر بالبنك ليصبح في ذاك الوقت البنك الأول في السودان .

فادي قال عبارتين مهمتين الأولى راحة العميل بحيث أنه وفي أي مكان تحمل في جيبك أموالاً ينبغي أن تلتفت لتجد أقرب بنك إليك هو بنك الخرطوم و الآخر راحة الموظفين .

النقلة الكبيرة التي أحدثها الأردني في البنك ضاعت إثر هوجة الثورة التي كسرت مجاديف العمل المصرفي و شردت الكفاءات الوطنية والأجنبية هاشم سليمان مدير مصرف المزارع السابق مثال والأستاذ فيصل عباس المدير المكلف للبنك مثال .

الأسبوع الماضي شهد الإضراب الثاني لموظفي بنك الخرطوم خلال عام واحد و هو مالم يحدث في تاريخ البنك ، رصدت نظرات السخط الكبير في أوجه المواطنين الذين اسرعوا للبنك لإنجاز معاملات تأخرت بفعل احتفالات أعياد الاستقلال و المظاهرات التي أصبحت شبه يومية .

المواطنون طفح كيلهم لسبب بسيط أن الطفرة التي حدثت بالبنك جعلت عملاءه الأكثر و بالتالي المتضررين من إضرابات موظفيه هم الأكثر ، ولن تغني خدمة بنكك عن الحوجة للخدمات المصرفية ، خاصة أن الإضراب شمل خدمة الكول سنتر أيضاً .

إن أسوأ ما أقدم عليه المدير العام الجديد للبنك الأستاذ مصطفى عبدالله هو مجزرة الفصل لعدد كبير من الموظفين و فتح التقديم للوظائف نكاية في المضربين .

لا أعتقد أن الإبل تورد هكذا يا مصطفى ، للموظفين مطالب مشروعة و موضوعية ، و قد وجدوا الامتيازات التي كانوا يحصلون عليها أيام الأردني تنزلق رويداً رويداً وتتسلل من بين أصابعهم ليجدوا السراب الواسع من حولهم .

سبق وأن جلست إلى المدير العام د.مصطفى عبدالله وهو رجل لديه أفق كبير وطموح ممتد و مصرفي مؤهل و حاصل على أكبر الشهادات من جامعة كامبردج البريطانية و هو أيضاً القادم من العمل المصرفي في بورصة الإمبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس ، ولكني أيضاً جلست إلى الموظفين و العمال و وجدت الاحتقان و الغبن سيد الموقف …

إذا لم تتدارك إدارة البنك ما يحدث و تحاول الوصول إلى وضع يواكب التضخم و ارتفاع تكاليف المعيشة ، فسنهزم تجربة مصرفية كانت مميزة .

غالبية موظفي البنك مؤهلين ، يعملون بجهد و تفاني و صبر لخدمة المواطنين ، و استبدالهم بآخرين يعني أن البنك غير وفي لابناءه وبالتالي لن يثق فيه المواطنون .

*خارج السور :*

الذين تقدموا للحصول على وظائف زملاءهم بالبنك أشبه بالذين اجتمعوا حول مائدة ليغرفوا طعام غيرهم ، لن يكون الطعام مستساغاً و أن عاجلاً أم آجلاً سيأتي من يرفع الطعام عنهم ليضعه أمام أفواه آخرين ..

إشتياق الكناني

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى