سهير عبدالرحيم تكتب لجنة التمكين ..ترويض المنابر
سهير عبدالرحيم تكتب
لجنة التمكين ..ترويض المنابر
أعتقد أن أسوأ فعل أنتجته ثورة ديسمبر ، و أقبح ممارسة ، و أبشع وسيلة و أكبر جريمة هي تلك اللجان التي كونتها لجنة التمكين في مؤسسات الدولة ووسط الأحياء السكنية لرفع تقارير عن زملاء المهنة و جيران الحي .
لجان مارس بعض أعضائها صلاحيات التقصي و جمع المعلومات دونما تدريب أو دربة أو حياد و شفافية ، إنما كان القاسم المشترك تصفيات لخصومات قديمة و حسد لموقع هذا و إمتيازات ذلك و نجاح تلك.
أخبرني عزيزي القارئ أي نوع من البشر ذاك الذي يمكن أن يوقع على قرار بفصل رجل وزوجته في نفس التوقيت من نفس المؤسسة …. ؟ هكذا وبكل بساطة تشريد أسرة بكاملها حين يتم فصل الأب والأم في نفس الكشف …؟؟
هذا ماحدث في وكالة السودان للأنباء ( سونا ) ….!! فصلٌ لعدد ثلاث حالات زوج و زوجته ….!!! بمعنى أن هنالك أطفالاً صغاراً يجلسون وهم يلعبون ليفاجأوا باسم أبيهم وقبل أن يفيقوا من الصدمة بسمعوا اسم والدتهم ، ليتندر عليهم الأطفال في الحي ( أبوك و أمك طلعوا كيزان) ، أو جاءوا لهذا المنصب عبر التمكين .
وغداً إن استأنف الأب أو الأم و كسبا القضية في ملفات القضاة و سوح العدالة الحقيقية فإن ما علق بنفوس ابنائهم من هزيمة معنوية و دمار نفسي لن يعافيهم منه استئناف أو عودة للوظيفة .
أمر مفصولي (سونا) لم يتوقف عند هذا فحسب بل طال الأمر فصل لموظفين على أعتاب المعاش بعد أيام قليلة ….!!! و فصل لموظفين في الدرجة العمالية ….!!
و لا أدري أيمُ الله أية محاربة للتمكين تلك التي تفصل عمال و آخرين يعملون في شبكات الصرف الصحي ….؟؟ هل سمعت عزيزي المواطن بـ (كوز) يعمل في الصرف الصحي أو يعمل عامل نظافة ….!!!
إن تعيين موظفين في مؤسسات الدولة لمراقبة زملائهم. و كل منهم ( يُرّكب مكنة وجدي و مناع ) لهو أمر قميء و بذيء و ينبئ عن نفوس غير سوية تضرب أسفيناً بين الزملاء و تهدم جدار الزمالة و تهيئ بيئة خصبة للإنتقام .
ثم ماهي مواصفات أعضاء تلك اللجان والذين هم أنفسهم يقعون تحت طائلة نعت زملائهم لهم بأنهم كيزان أرتدوا طاقية الثورة و ( ركبوا الموجة) .
أن أكثر شيء مؤلم سمعته من مفصولي وكالة السودان للأنباء هو إغلاق بعض المنابر الإعلامية أبوابها في وجوههم ، وهذا لعمري قمة الخذلان أن لا يجد الإعلامي مِنبراً لقضيته .
*خارج السور :*
من يخبر الذين يوسوسون ضد زملائهم في العمل ، أن الكأس تدور و أنهم لا محالة سيرتشفون ذات الشراب و يتذوقون نفس الطعم.