سنهوري عيسى يكتب:ما وراء غلاء الاسعار رغم انخفاض الدولار …؟
سنهوري عيسى يكتب:ما وراء غلاء الاسعار رغم انخفاض الدولار …؟
بمجرد ارتفاع الدولار تشهد أسعار السلع والخدمات ارتفاعا ملحوظا في الأسواق المحلية . . ولكن للاسف لا تنخفض أسعار السلع بمجرد انخفاض الدولار.
هذا الوضع الغريب والشاذ طرح سؤالا مهما .. ما وراء استمرار غلاء الأسعار رغم انخفاض الدولار….؟
الإجابة يبدو سهلة بلغة المواطنين المتأثرين يوميا بغلاء الاسعار، حيث يري المواطنون أن السبب في استمرار غلاء الأسعار رغم انخفاض الدولار يرجع إلى جشع التجار وغياب الرقابة الحكومية من الأجهزة المختصة علي مستوي المركز والولايات…
ويؤيد رأي المواطنون هذا جمعية حماية المستهلك السودانية التى تري أن استمرار ارتفاع أسعار السلع والخدمات رغم انخفاض الدولار سببه جشع التجار وغياب الرقابة الحكومية علي الأسواق.
ولكن جمعية حماية المستهلك علي لسان رئيسها دكتور ياسر ميرغني لم تتحمل مسؤولية الدفاع عن اامواطن ضد الغلاء رغم انخفاض الدولار وانتفاء أسباب الغلاء ، واعتبرت أن مسؤوليتها كجمعية توعية المواطنين بأن (الغالي متروك)، والترك سلاح إذا استخدمه المستهلك سيجبر الآخرين علي خفض الاسعار … وبالتالي جمعية حماية المستهلك تعمل توعية المواطنين بحقوقهم للممارستها كما تدعو السلطات المحلية وحكومات الولايات لممارسة دورها في الرقابة على الأسواق..
ويبقي السؤال قائماً لماذا تواصل غلاء الأسعار رغم انخفاض الدولار…؟
فعندما ارتفع الدولار ارتفعت أسعار المحروقات والادوية والخبز والسكر والزيوت وجميع السلع والخدمات والنقل والمواصلات وتذاكر السفر … ولكن عندما انخفض الدولار لم تنخفض اسعار السلع والخدمات …؟ .. خاصة اسعار المواد البترولية والتى انخفضت عالميا ، مع العلم أن الحكومة هي من تتحكم في أسعار المواد البترولية رغم رفع الدعم عن المحروقات.. وظلت اسعار الخبز والأدوية والسلع الأساسية علي ارتفاعها .. ولم يخفض التجار الاسعار .. ولم تتدخل الحكومة بمراقبة الأسواق .. أو مراجعة أسعار السلع والخدمات التى تتحكم فيها الحكومة كالمواد البترولية والقمح والسكر .. كما لم يترك المواطن (الغالي) استجابة لدعوة جمعية حماية المستهلك بأن ( الغالي متروك).
ويبقي السؤال قائما لماذا تواصل غلاء الأسعار رغم انخفاض الدولار….؟
يبدو أن إجابة خبراء الاقتصاد أيضاً جاءت متباينة، فبعض الخبراء يرون ان استمرار ارتفاع أسعار السلع الأساسية رغم انخفاض الدولار، يرجع الي جشع التجار وغياب الرقابة الحكومية علي الأسواق المحلية والتي تشهد ارتفاعا ملحوظا في أسعار السلع الأساسية رغم انخفاض الدولار .. وطالب هؤلاء الخبراء بضرورة تدخل الحكومة في الأسواق المحلية ومراقبتها، وعدم تركها للتجار ليتحكموا في أسعار السلع والخدمات، بينما يري خبراء اقتصاديون، أن هنالك عوامل عديدة وراء ارتفاع أسعار السلع الأساسية من بينها الدولار.
وبرر هؤلاء الخبراء استمرار ارتفاع أسعار السلع والخدمات رغم انخفاض الدولار ، الي شراء التجار للسلع بأسعار مرتفعة ويتخوفون الآن من خفض الأسعار حتى لا يتكبدوا خسائر كبيرة، كما يتخوفون من عودة الدولار الي الارتفاع مجدداً، مما يزيد من خسائرهم، فضلا عن استمرار ارتفاع معدل التضخم وبقاء التضخم في مستويات عالية وكذلك بقاء الأسعار في مستويات عالية ليدخل الاقتصاد السوداني مرحلة الركود التضخمي، فضلاً عن استمرار ارتفاع بعض اسعار السلع عالمياً وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.
واضح أن غلاء الأسعار سيستمر في ظل اختلاف خبراء الاقتصاد ومدارسهم الفكرية حول أسباب استمرار غلاء الأسعار رغم انخفاض الدولار وانتفاء أسباب الغلاء… ليجد بعض هؤلاء أسباب أخري ومبررات لاستمرار، كما وجدت جمعية حماية المستهلك مبررا لاستمرار الغلاء رغم انخفاض الدولار هو جشع التجار وغياب الرقابة الحكومية علي الاسواق ، وأبعدت نفسها عن مسؤلية الرقابة على الأسواق والاكتفاء بتوعية المستهلك بحقوقه خاصة ( الغالي متروك)، فإذا لم تستطع شراء سلعة اتركها وابحث عن بديل.. ولكن حتي الغالي لم يترك … كما (يقولون لضرورة احكام).
ويبقي الحل لمشكلة غلاء الأسعار رغم انخفاض الدولار .. هو التوجه بالدعاء إلى الله بأن يخفف عنا البلاء والغلاء ويفرج كربنا ويجعل بعد العسر يسرا . . وانخلص في الدعاء خلال هذا الشهر الفضيل وان نتخير اوقات استجابة الدعاء وأن نقنت لله .. فالفرج قريب إنه نعم المولى ونعم النصير..
اللهم هل بلغت فاشهد