سليمان صديق علي يكتب : رحم الله الأخ جلال شوقي
سليمان صديق علي يكتب : رحم الله الأخ جلال شوقي
عرفت الأخ جلال وهو فتى يافعا لم يتجاوز عمره بضع عشرة عاما في مدينة كسلا حيث كان لوالده مطبعة صغيرة في المدينة
والده عبد الله شوقي كان مرشحا لجبهة الميثاق الإسلامي في انتخابات عام ١٩٦٥ وقد رضي ذلك التكليف وهو يعلم أن الجبهة قد تنازلت في الدائرة لمرشح آخر ولكنه أراد أن يسمع الناس صوت الحركة الإسلامية في
ميدان السياسة والانتخابات فكان اول ما تعلم منه جلال وتعلمنا منه نحن الإهتمام بالقضايا الوطنية والقومية وعلى رأسها القضية الفلسطينية
إلتقيت بالأخ جلال مرة أخرى في جامعة الخرطوم في مطلع سبعينات القرن الماضي وهو يحمل رسائل الحركة الإسلامية دون كلل او ملل إلى كسلا وود مدني وسنار والأبيض والفاشر وعطبرة وكوستى وكل مدينة فيها
طلاب يريدون أن يكون للأسلام دور في حياتهم العامة زاده بعض جنيهات وحقيبة صغيرة وعزيمة اكبر من عمره الذي لم يتجاوز العشرين وقتها…..
والتقيته بعد ذلك رجلا ناضجا وجنديا في القوات المسلحة لم يتغير ولم يتبدل حماسه للاسلام ولا تواضعه ولا صدقه ولا نبل اخلاقه ووصاله والتقيت اعمامه وأهله من عائلة قدح الدم في مدينة العباسية شرق فعرفت من أين شرب النبل والاصالة والاكناف الموطأة
قتله عدوان الدعم السريع واوباشه وابنه حسان وهو يدافع عن شرفه وبيته كما كان يقاتل عن شرف البلد كلها وهو ضابط في القوات المسلحة
ألا رحم الله الأخ جلال وحشره مع الصديقين والشهداء والصالحين حيث كانت امنيته ونسأل الله القوي الجبار المنتقم أن ينتقم من قتلته
وإنا لله وإنا إليه راجعون