مقالات

سعاد سلامة تكتب:..همس البوادي..نداء الوطن: الاستنفار فريضة الوقت في معركة الكرامة

سعاد سلامة تكتب:..همس البوادي..نداء الوطن: الاستنفار فريضة الوقت في معركة الكرامة

 

 

حين تُهدَّد الأوطان تسقط كل الأعذار ويعلو صوت الواجب فوق كل الأصوات وفي ظل التحديات المصيرية التي تمر بها البلاد لم يعد الاستنفار خيارًا مؤجلاً أو موقفًا رماديًا بل غدا فريضة وقت وضرورة وطنية قصوى تمليها معركة الوجود وصون الكرامة وحماية الأرض والعِرض
فالاستنفار والتعبئة العامة ليسا مجرد إجراءات عسكرية طارئة بل هما حالة وطنية شاملة تستنفر الضمائر قبل الأجساد وتعبّئ الإرادة قبل السلاح وتستنهض كل طاقات المجتمع بشريًا واقتصاديًا ومعنويًا دفاعًا عن الوطن ووحدته ومستقبله.

وفي خضم ما تشهده البلاد من عدوان سافر وفوضى ممنهجة يبرز الانخراط في صفوف الوطن بوصفه واجبًا شرعيًا ووطنيًا لا يقبل المساومة واستجابة صادقة لنداء الأرض في لحظة فاصلة لا تحتمل التردد ولا تعرف الحياد
الاستنفار معركة مصير لا تحتمل التخاذل
إن التحديات التي تهدد أمن البلاد واستقرارها تستوجب اصطفافًا وطنيًا صلبًا خلف القوات المسلحة السودانية فهي صمام الأمان وسياج الوطن المنيع ولن يتحقق النصر إلا بسند شعبي واعٍ يدرك أن المعركة ليست معركة جيش وحده بل معركة شعب بأكمله.

وعليه فإن واجب كل مواطن سوداني اليوم أن يحدد موقعه بوضوح إما في خندق الدفاع عن الوطن أو في خانة التقاعس التي لا يرحمها التاريخ فكل يد وكل كلمة وكل جهد مهما بدا صغيرًا هو سهم في صدر العدوان ولبنة في جدار الصمودالاستنفار من أجل الوطن
واجب شرعي لا يقبل التأويل
قال تعالى( انفروا خفافًا وثقالًا) (التوبة: 41)وهو أمرٌ قاطع لا لبس فيه يحمّل الجميع مسؤولية النفير وفق القدرة والاستطاعة فالاستنفار التزام ديني قبل أن يكون واجبًا وطنيًا وتجسيد عملي لمعاني التضحية والفداء في سبيل الوطن

ومن رحم الاستنفار تولد القيم الكبرى الانتماء والوحدة والتكافل وتعظيم المصلحة العامة وتتجدد الروح الوطنية في زمن المحن حين تُختبر المعادن وتنكشف المواقف
الاستنفار مسؤولية مجتمع لا أفراد
ولا يُختزل الاستنفار في حمل السلاح وحده بل تتعدد ميادينه وتتسع أدواره لتشمل كل فئات المجتمع خاصة المرأة وكبار السن ومن لا تسمح ظروفهم بالمشاركة القتالية عبر
دعم القوات المسلحة بالمال والغذاء والدواء
إسناد الجرحى والمتضررين نفسيًا ومعنويًا
العمل الطوعي في مجالات الإغاثة والرعاية الصحية
خوض معركة الوعي والإعلام لمواجهة الشائعات وحرب التضليل

دعم التعليم والثقافة والعمل الإداري ورعاية الفئات الضعيفة.
فالدفاع عن الوطن يبدأ من البيوت ومن تماسك المجتمع ومن القيم الراسخة في أعرافنا ومن وحدة الصف في مواجهة الخطر المحدق للمناطق التي دنستها المليشيا المتمردة انها ساعة الحسم لابد
أن نقف اليوم على أعتاب لحظة تاريخية لا تقبل التردد ولا تحتمل أنصاف المواقف إنها ساعة الاصطفاف والانخراط الصريح في صفوف الوطن والوقوف في الصفوف الأمامية دفاعًا عن الأرض والإنسان ودحر هذه الشرذمة المليشيا الإرهابية المتمردة سائلين الله أن يخذلهم ويكسر شوكتهم ويكتب النصر لقواتنا المسلحةصمام الأمان
إن الدعوة إلى التعبئة العامة والاستنفار ليست ترفًا خطابيًا بل سندًا حقيقيًا لمعركة الكرامة وإحياءً لقيم وطنية أصيلة لا تحيا الأوطان إلا بها.

*فاصلة*
إن الاستنفار اليوم هو عنوان المرحلة والانخراط في صفوف الوطن هو شرف الساعة فلنكن على قدر التحدي ولنوحد صفوفنا ولنجعل من تكاتفنا درعًا للوطن ومن صمودنا رسالة للأجيال القادمة بأن هذا الشعب لا يُكسر ولا يُهزم
اللهم احفظ السودان وأمِّن دياره وانصر قواته المسلحة واجعلنا جميعًا جنودًا أوفياء في معركة الوطن والكرامة
اللهم أمنا في أوطاننا.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى