زوجك “بيتوتي” وانطوائي؟ إليك أبرز الطرق للتعامل معه
بيروت- تتذمّر بعض النساء من الزوج “البيتوتي” وهي صفة ارتبطت بالانطواء، أي عدم الخروج من المنزل وخوض العلاقات الاجتماعية. ينجذب هذا النوع من الرجال إلى العالم الداخلي بحثا عن الهدوء، والعقلانية وبعيدا من لهجة الصراخ، وهربا من التوتر والضغط النفسي.
ويفضل الرجل البيتوتي الاسترخاء في المنزل، بعيدا من ضجيج عمله اليومي، على الرغم من كونه شخصية حساسة وصادقة في المشاعر وشديد الارتباط بزوجته، ويعّبر عن حبه لها بالأفعال وليس بالكلام.
ومن أهم الصفات التي يتحلى بها “الزوج البيتوتي” أنه سريع الملل ويحب التجديد، ولا يحب تكرار النشاطات ذاتها مع الأشخاص أنفسهم، ويرغب في أن يترك له مساحة للتنفس. فكيف يمكن التعامل مع هذا النوع من الأزواج، بحسب المتخصصين النفسيين والخبراء في العلاقات الزوجية؟
وجود الرجل في البيت نعمة
تقول إيفا قرنفل الاستشارية في العلاقات الأسرية والزوجية “يجب أن تتعامل المرأة مع زوجها البيتوتي على أنه نعمة وليس نقمة، إذ بإمكانها أن تستفيد من الوقت الطويل الذي يمضيه في المنزل، فتحاول تكليفه بمهمات تصليح وصيانة بعض الأمور المنزلية والكهربائية، ومساعدتها في الأعمال المنزلية وفي تدريس الأولاد. كما يجب عدم إبداء غضبها منه لأن البيت بالنسبة له هو مكان الراحة والأمان بعد يوم متعب. ويجب أن تحترم رغبته في المكوث، وألا تكون سلبية في محاولة التفاهم معه، وتساعده ليترك بصمات جيدة أثناء وجوده في المنزل”.
هذه النظرة الإيجابية تجعل من وجود الرجل في البيت نعمة، بحسب قرنفل، ويمكن أن تستفيد منها الزوجة كفرصة للحوار والتواصل، بدلا من الرفض والنفور. وتنصح الزوجة بأن تتعامل مع زوجها “البيتوتي” بذكاء، فتفاجئه -مثلا- وتحجز له في مكان لهما فيه ذكريات، وغالبا سيسعد كثيرا وستنجح في إقناعه بشكل غير مباشر بأهمية الخروج من المنزل بين حين وآخر لتجديد الطاقة والمشاعر.
“البيتوتية السلبية”
وترى ديانا الزين المتخصصة في علم النفس الأسري أنه “إذا كان الزوج من النمط الذي يفضل العزلة والوحدة على الخروج من المنزل، سواء مع أصدقائه أو لممارسة بعض النشاطات، فإن وجوده في البيت يصبح مشكلة كبيرة بالنسبة إلى المرأة التي ستشعر بأنها لن تستطيع تغيير طباعه وأنها تفقد حريتها بالكامل، بسبب عبء طلباته التي لا تنتهي، فضلا عن تدخّله في كل صغيرة وكبيرة من شؤون المنزل”.
وتشير الزين إلى “البيتوتية السلبية” حين الزوج يكون مشغولا بعالمه الافتراضي، ولا يعمل شيئا سوى تصفح مواقع الإنترنت. وهنا تكمن العزلة الكاملة عن حياته الأسرية “وفي هذا الحالة، يجب على الزوجة أن تجد فرصة للحوار بدلا من النفور، حتى لا يصبح جو المنزل كئيبا، خصوصا أن هذا النوع من الرجال يتميز بفن الإنصات، وهو على استعداد دائم لسماع المشكلات والإنصات بدقة وعناية”.
تنصح كل زوجة بأن تتصرّف مع زوجها “البيتوتي” بحكمة، فتعمل مثلا على تنظيم أمور المنزل بمشاركته، وأن تقترح عليه القيام بنشاطات مشتركة تجمعهما، حتى لا يزيد شعوره بالضغط النفسي، من دون أن تمنعه من الانعزال مع نفسه بعض الوقت.
طرق التعامل مع الشريك “الانطوائي”
ثمة طرق عدة للتعامل من الشريك “الانطوائي” وفق تقرير نشره موقع “إنسايتثيربيلك” (insighttherapyllc) إليكِ أهمها:
- التعرّف على نقطة الاختلاف، وفهم أكثر لشخصية الشريك وتوقعاته، حتى لا تحدث خلافات.
- الشريك الانطوائي يرغب في مساحته الخاصة، ويجب احترام هذه الخصوصية، وقبول هذه الشخصية كما هي.
- عدم إهمال هذا الشريك، وتقديم الدعم العاطفي والنفسي له عند الضرورة.
- يجب معرفة أفكار الشريك الانطوائي ومشاعره، لتقديم يد العون له.
- محاولة ممارسة النشاطات سويا، سواء في الطهي معا، أو الرياضة أو اللعب.
- عدم التخلي عن الشريك بتاتا في حال وجود مناسبة اجتماعية، ليشعر بالأمان والتقدير، ومحاولة معالجة الموقف بذكاء وهدوء ليبقى الشريك مطمئنا.
- الزوج الانطوائي يكره الوجود مع أشخاص يتفاخرون بأنفسهم، لذلك على الزوجة أن تتدارك الموقف، وتتحمل الموقف وتحمل كل المسؤولية على عاتقها وتحاول عدم الابتعاد عنه حتى يشعر بالثقة أكثر.
- يميل الشريك الانطوائي إلى الاكتفاء الذاتي، ويحتاج للبقاء بمفرده لشحن ذاته بالطاقة والعاطفة مجددا، ليكون حاضرا وجاهزا أمام الزوجة. لذلك على الزوجة أن تتعامل بصبر وهدوء من دون خوف أو توبيخ، وتعطيه فرصة لتمضية الوقت بمفرده.
وأخيرا، وباختصار، غالبا ما يختار الانطوائي شريكه بشخصية منفتحة، أي متناقضة مع شخصيته. لذلك من الضروري جدا تذكر كل النصائح حول كيفية التعامل مع الأزواج الانطوائيين بهدف نجاح الزواج.