روسيا تقبل وساطة الفاتيكان وأوكرانيا تستعد لإخلاء خيرسون
رحبت روسيا، الاثنين، بعرض الفاتيكان وساطته لحل النزاع مع أوكرانيا، وفي حين تستعد كييف لإجلاء سكان مدينة خيرسون (جنوب) بسبب القصف الروسي، أُرجئت محادثات أميركية روسية بشأن نزع السلاح النووي كان مقررا عقدها في القاهرة.
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين إن بلاده ترحب بما وصفها بـ”الإرادة السياسية” التي عبّر عنها الفاتيكان للتوسط لحل الصراع، لكنه استبعد حصول هذه الوساطة بسبب “مواقف كييف”، وفق تعبيره.
وكانت موسكو اتهمت كييف مرارا برفض التفاوض بتأثير من حلفائها الغربيين، في حين كرر المسؤولون الأوكرانيون أن روسيا توصد أبواب التفاوض من خلال مواصلة الحرب على بلادهم.
وقبل 10 أيام كرر البابا فرانشيسكو أن الفاتيكان -وهي أصغر دولة ذات سيادة في العالم ومقر الكنيسة الكاثوليكية وتقع في جنوب أوروبا في قلب العاصمة الإيطالية روما- على استعداد لفعل أي شيء ممكن للتوسط في وضع حد للصراع بين روسيا وأوكرانيا.
عمليات إجلاء ومعارك عنيفة
ميدانيا، قال الجيش الأوكراني إنه يجري تجهيز قطارات لإجلاء سكان خيرسون إلى مقاطعة خميلنيتسكي غربي البلاد، بسبب اشتداد القصف الروسي على المدينة التي استعادتها القوات الأوكرانية مؤخرا.
وكانت السلطات دعت السكان إلى النزوح الطوعي عن خيرسون في أسرع وقت، في ظل تصاعد حدة المواجهات بين القوات الأوكرانية والروسية على طرفي نهر دنيبرو في المدينة.
وفي مقاطعة ميكولايف (جنوبي البلاد) تحدثت القوات الأوكرانية عن استمرار القصف الروسي على منطقة أوتشاكوف التي تحتضن العديد من محطات المياه.
وفي زاباروجيا على الجبهة الجنوبية أيضا، أكد الجيش الأوكراني تدمير 6 وحدات من العتاد العسكري وإصابة عشرات من الجنود الروس في قصف لقواته على مواقع تمركز الروس هناك.
وفي مقابل تصريحات أوكرانية تتحدث عن انسحاب روسي محتمل من محطة زاباروجيا النووية -وهي الأكبر من نوعها في أوروبا- نفى المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف صحة ما يروج، وقال إنه ليست هناك حاجة للبحث عن مؤشرات غير موجودة بخصوص إمكانية الانسحاب من المحطة.
وفي وسط البلاد، أفاد الجيش الأوكراني بأن قصفا روسيا مكثفا استهدف البنية التحتية في كريفي ريه ونيكوبول، ودعا الجيش السكان هناك إلى ضرورة البقاء في أماكن آمنة.
أما في دونيتسك بإقليم دونباس شرقا فتحتدم المعارك على طول خط الجبهة بالإقليم الذي تسيطر القوات الروسية على أجزاء كبيرة منه.
وقالت السلطات الموالية لروسيا إن القوات الأوكرانية استهدفت منطقتي لينينسكي وبيتروفسكي في مدينة دونيتسك بـ6 قذائف مدفعية.
ضربات جديدة وشتاء طويل
وعلى صعيد التطورات العسكرية أيضا، توقع مسؤولون أوكرانيون اليوم الاثنين أن تتعرض بلادهم هذا الأسبوع لموجة جديدة من القصف الروسي.
وكانت المواجهات السابقة من القصف الروسي ركزت على منشآت حوية، على رأسها محطات الطاقة، مما تسبب في انقطاع الكهرباء عن ملايين الأوكرانيين.
في هذه الأثناء، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الشعب الأوكراني يحتاج إلى الاستعداد لشتاء طويل وصعب تتخلله هجمات روسية.
وأضاف زيلينسكي أن الجيش الروسي لن يتوقف عن إطلاق الصواريخ، وأن روسيا تحاول استخدام الشتاء والبرد سلاحا ضد الناس، حسب تعبيره.
وتابع أن الجيش الأوكراني يستعد لمواجهة الهجمات بأفضل ما يمكن، قائلا إن على الأوكرانيين أن يستعدوا لمساعدة بعضهم خلال الشهور المقبلة.
أسلحة عالية الدقة
في غضون ذلك، نقلت وكالة رويترز عن مصادر أميركية قولها إن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تدرس مقترحا من شركة “بوينغ” (Boeing) لتزويد أوكرانيا بقذائف تحمل قنابل دقيقة يصل مداها إلى أكثر من 160 كيلومترا، في الوقت الذي يبذل فيه الغرب جهودا حثيثة لتلبية الطلب على المزيد من الأسلحة.
وهذه القنابل دقيقة وصغيرة ورخيصة ويتم تثبيتها على صواريخ متوفرة بكثرة، مما يسمح لكييف بتوجيه ضربات خلف الخطوط الروسية، ويمكن تسليم هذه القنابل في وقت مبكر من ربيع عام 2023.
وكانت واشنطن زودت كييف بأسلحة متطورة -بينها منظومة “هيمارس” الصاروخية” وأنظمة دفاع جوي- ساعدت القوات الأوكرانية على احتواء الهجمات الروسية.
بدورها، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أنها قدمت لأوكرانيا صواريخ أرض-جو عالية الدقة من طراز “بريمستون-2” (Brimstone-2) كجزء من حزمة مساعداتها العسكرية لكييف، وقالت إن هذه الحزمة من المساعدات لعبت دورا حاسما في عرقلة التقدم الروسي.
المحادثات النووية
في موضوع آخر، أعلنت الخارجية الروسية عن تأجيل المحادثات التي كان مقررا عقدها اليوم الاثنين في القاهرة بين وفد أميركي وآخر روسي بشأن نزع الأسلحة النووية إلى وقت لاحق.
ونقلت صحيفة “كوميرسانت” الروسية عن السفارة الأميركية في موسكو أن روسيا أجلت من جانب واحد المحادثات.
وكان من المقرر أن يجتمع الوفدان الأميركي والروسي من 29 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 6 ديسمبر/كانون الأول لبحث استئناف عمليات التفتيش بموجب معاهدة “ستارت” الجديدة لخفض الأسلحة النووية.