روسيا تؤكد صد هجوم أوكراني في خيرسون والمخابرات البريطانية: روسيا تطلق النار على جنودها الفارين
قال الجيش الأوكراني إن القوات الروسية تعيد تموضعها وتخفض أعدادها في مدينة خيرسون (جنوب). وفي حين أكد وزير الدفاع الأميركي أن كييف قادرة على استعادة المدينة، أعلن الانفصاليون الموالون لموسكو تصديهم لهجوم أوكراني وإلحاق خسائر فادحة بالقوات الأوكرانية.
وحسب المجلس الإقليمي بمقاطعة خيرسون، فإن القوات الروسية أوقفت عملها في المبنى الحكومي الرئيسي بمدينة خيرسون، كما تواصل تفكيك منشآت ومعدات طبية ومتاحف في المدينة.
وأشارت مصادر محلية إلى أن عدد القوات الروسية في المدينة انخفض الآونة الأخيرة، مع نقل بعض آلياتها إلى ضفة نهر دنيبرو الجنوبية على دفعات صغيرة.
وقالت مصادر رسمية أوكرانية إن القوات الروسية في خيرسون.
من جهته، قال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، إن الأوكرانيين قادرون على استعادة خيرسون قبضة من روسيا.
في المقابل، أفادت السلطات الموالية لروسيا في خيرسون باعتراض مجموعة من الصواريخ الأوكرانية.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها صدت هجمات أوكرانية جديدة في خيرسون وألحقت خسائر بالقوات المهاجمة، كما أسقطت مروحية عسكرية ودمرت مستودع للأسلحة، إضافة إلى إسقاط 8 طائرات دون طيار أوكرانية، واعتراض عدة صواريخ.
وأضافت الوزارة في بيان: لقد تصدت قواتنا أيضا لعدة هجمات أوكرانية في محور كوبيانسك وكراسني ليمان بمقاطعة خاركيف (شمال شرق) مؤكدة أن القوات الأوكرانية خسرت هناك أكثر من 200 جندي قتيل وجرح أكثر من 120 آخرين.
ووفقا لوزارة الدفاع الروسية، فقد حاولت القوات الأوكرانية شن هجوم مصاد لوقف الهجوم الروسي جنوب دونيتسك (شرق) ولكن تم إيقافها وقُتل نحو 80 منهم.
ثقة أميركية
من جانبه، قال وزير الدفاع الأميركي، مساء الخميس، إن الأوكرانيين قادرون على استعادة مدينة خيرسون من القوات الروسية.
وأفاد أوستن -في مؤتمر صحفي بمقر الوزارة “البنتاغون” في واشنطن- أنه فيما يتعلق بمسألة ما إذا كان بإمكان الأوكرانيين الاستيلاء على الأراضي المتبقية على الجانب الغربي من نهر دنيبرو وفي خيرسون “فأعتقد بالتأكيد أن لديهم القدرة على القيام بذلك”.
وأضاف أن الأهم من ذلك أن الأوكرانيين يعتقدون أن لديهم القدرة على القيام بذلك “لقد رأيناهم ينخرطون في جهد منهجي للغاية وفعال لاستعادة سيادة أراضيهم”.
وأوضح أوستن أن الأوكرانيين سيواصلون الضغط حتى يؤمنوا أراضيهم على الجانب الغربي من النهر.
وفي 30 سبتمبر/أيلول الماضي، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وثيقة ضم مناطق دونيتسك وخيرسون ولوغانسك وزاباروجيا، وسط رفض وتنديد غربي واسع.
صفقة تبادل
وفي سياق متصل، أعلن أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني، إتمام صفقة جديدة لتبادل الأسرى مع روسيا.
وقال يرماك إن كييف استعادت بموجب الصفقة 107 جنود، بينهم 6 ضباط وعدد من الجرحى، مضيفا أن من بين المفرج عنهم 74 ممن قاتلوا في مصنع آزوفستال بماريوبول الربيع الماضي.
من جانبه، ذكر القائم بأعمال رئيس جمهورية دونيتسك الموالية لروسيا، دينيس بوشيلين، أن من بين المحررين في الصفقة 65 شخصا من دونيتسك ولوغانسك.
قوات “حاجزة”
بدورها، نشرت وزارة الدفاع البريطانية آخر تحديث استخباراتي لها بشأن الحرب في أوكرانيا، جاء فيه أن القوات الروسية بدأت على الأرجح في نشر ما وصفتها الوزارة بقوات “حاجزة” أو و”حدات صد” بسبب المعنويات المتدنية للجنود والإحجام عن القتال، حيث تهدد هذه الوحدات بإطلاق النار على جنودها المنسحبين من القتال، وهي خطة استخدمتها القوات الروسية في نزاعات سابقة.
وأضافت الوزارة البريطانية أن الجنرالات الروس أرادوا على الأرجح أن يستخدم قادتهم أسلحة ضد الفارين من الخدمة، ومن المرجح أنهم أرادوا الحفاظ على مواقع دفاعية حتى الموت.
وأكدت أن أسلوب إطلاق النار على الفارين من الجيش الروسي يشير إلى تدني الجودة والروح المعنوية، وعدم الانضباط بين القوات الروسية.
اتهامات روسية
بدوره، جدد السفير الروسي في لندن، أندريه كيلين، اتهامه لبريطانيا بلعب دور في هجوم على سفن حربية روسية في شبه جزيرة القرم.
وقال كيلين -في لقاء مع قناة سكاي نيوز الإنجليزية- إن لديه دليلا على تورط القوات الخاصة البريطانية في هجوم بطائرة بدون طيار أوكرانية على الأسطول الروسي بالبحر الأسود في شبه جزيرة القرم، وإن بلاده سلمت الأدلة للسفيرة البريطانية في موسكو، وسيتم الإعلان عنها قريبا.
وأضاف أن الروس يعلمون تماما بمشاركة متخصصين بريطانيين في تدريب وإعداد وتنفيذ “أعمال العنف” ضد البنية التحتية الروسية والأسطول الروسي في البحر الأسود.
وحذر الدبلوماسي الروسي من أن لندن تعمقت كثيرا في النزاع بين أوكرانيا وبلاده، وأن الوضع يزداد خطورة بشكل مستمر.
معركة ضد الشيطان
وفي موسكو، وصف ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي اليوم الجمعة الحرب في أوكرانيا بأنها معركة مقدسة “ضد الشيطان” محذرا من أن موسكو قادرة على إرسال كل أعدائها إلى “نيران جهنم الأبدية”.
أكد ميدفيديف أن موسكو تحارب “مدمني مخدرات نازيين مجانين” في أوكرانيا مدعومين من الغربيين الذين قال إن “لعابهم يسيل على أذقانهم من الانحلال”.
وفي رسالة بمناسبة يوم الوحدة الوطنية في روسيا، قال ميدفيديف أن أسلحة الشيطان “أكاذيب متشابكة. وسلاحنا هو الحقيقة. ولهذا السبب قضيتنا هي الحق. ولذلك سيكون النصر حليفنا!”.
في المقابل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن النتيجة التي توصلت إليها الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن وجود القنبلة القذرة المزعومة في بلاده كانت واضحة، وإن لدى أوكرانيا أدلة لا تقبل الشك على عدم وجود قنبلة قذرة فيها.
وأضاف أن روسيا لن تنجح في محاولاتها إذلال الشعب الأوكراني من خلال استهدافها لمنشآت الطاقة.
وكان سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، قال إنه يتم حالياً صنع قنبلة قذرة في أوكرانيا بمساعدة غربية، على حد وصفه.
وشدد باتروشيف -خلال اجتماع أمناء مجلس الأمن لرابطة الدول المستقلة- على أن تلك الخطوة تهدد بوقوع كارثة عالمية، حسب تعبيره.