رواد الفضاء فريسة لأمراض جسدية ونفسية متفاوتة الخطورة
رواد الفضاء فريسة لأمراض جسدية ونفسية متفاوتة الخطورة
السفر إلى الفضاء يشكل ضغطاً كبيراً على صحة المشاركين في الرحلات، ويمكن ان يؤدي الى اصابتهم بالهزال العضلي وأمراض العين وتجلط الدم والسرطان وضعف جهاز المناعة في ظل التعرض للإشعاع والآثار النفسية الناجمة عن الانعزال.
واشنطن – صحيفة العهد اونلاين الالكترونية
من الهزال العضلي إلى التعرض للإشعاع من إلى الآثار النفسية الناجمة عن الانعزال، يشكّل السفر إلى الفضاء ضغطاً كبيراً على صحة المشاركين في الرحلات ويمكن ان يتسبب في اصابتهم ببؤرة من الأمراض المتفاوتة الخطورة.
وعن هذا الموضوع يتحدث طبيب الرحلات في وكالة الفضاء الأوروبية أدريانوس غوليميس المكلف بالسهر على صحة رائد الفضاء الفرنسي توما بيسكيه خلال مهمة “كرو-2” التابعة لشركة “سبايس إكس” التي تحمله إلى محطة الفضاء الدولية.
التحديات الصحية في الفضاء
وقال أدريانوس غوليميس: “بالنسبة إلى المدار الأرضي المنخفض حيث توجد محطة الفضاء الدولية، فإن الجاذبية تكاد تكون صفر، ما له عواقب على العظام والعضلات.
واعتبر ان الإشعاعات تمثل مشكلة كبيرة، “إذ إننا هنا على كوكب الأرض محميون بالغلاف المغناطيسي (المجال المغناطيسي الأرضي) والغلاف الجوي، ولكن كلما ابتعدنا، تلاشت هذه الحماية”.
وقال “بالطبع ثمة أمور بدأنا للتو في فهمها، منها على سبيل المثال أمراض العين أو الخثار الوريدي (جلطات الدم) التي يصاب بها بعض رواد الفضاء الأصحاء”.
واكد ان هدفهم هو ضمان ألا يكون من يشارك في مهمات فضائية معرّضاً أكثر من غيره لخطر الإصابة بالسرطان بنسبة تفوق ثلاثة في المئة.
هل لانعدام الوزن آثار أخرى؟
وشدد طبيب الرحلات في وكالة الفضاء الأوروبية بقوله “لقد تكيفنا مع الحياة بوجود جاذبية أرضية مقدارها 1 ج. إذا غابت هذه الجاذبية، تستمر الأوردة الموجودة في القدمين في إرسال الدم إلى الرأس كما لو كان الشخص لا يزال في ظل جاذبية 1 ج، لذلك يكون ثمة فائض من الدم في الجزء العلوي من الجسم”.
واكد ان في بعض الأحيان يلاحظ الاطباء أن وجوه رواد الفضاء تكون منتفخة في بداية المهمة.
واعتبر ان نظام الدم يتكيف ويتعود الجسم على حجم الدم الأقل. لذا قبل مغادرة الرواد محطة الفضاء الدولية، يطلب الاطباء منهم أن يشربوا كثيراً ويأكلوا الكثير من الملح.
وحول تساؤلات تدور حول ضرورة الاستمرار في إجراء الفحوصات لرواد فضاء اذا كانوا قد تلقوا التلقيح ضد كوفيد-19.
اعتبر الطبيب أنه في ظل انعدام الجاذبية والتعرض للاشعاعات، يكون جهاز المناعة أقل كفاءة، ويمكن للأشخاص أن يصابوا بعدوى ما كانوا ليصابوا بها في وضع طبيعي، وذلك ببساطة بسبب الجراثيم التي تحملها أجسامنا بشكل طبيعي.
كما اعتبر انه في في بداية الرحلة، يتكفل الطاقم الطبي برصد أي علامات تشير إلى الإصابة بداء الفضاء الذي يحصل عند الانتقال من 1 ج إلى صفر ج، ويواجه حينها الدماغ صعوبة بسيطة في التعود على ذلك، وينتج من ذلك تضارب حسي بين الأذن الداخلية وما تدرك العينان ويمكن أن يتسبب ذلك بالغثيان.
وقال “في وقت لاحق من المهمة، نركز على أمور أخرى، خصوصاً على المستوى النفسي أو على الأداء المعرفي، اذا انه عندما يبقى الشخص في بيئة كمحطة الفضاء الدولية، وهي مكان صغير جداً، لا تتوافر محفزات جديدة، ولهذا الأمر تأثير نفسي. ليس من السهل التركيز أو حفظ المعلومات”.
واعتبر ان المعدات الطبية الموجودة في محطة الفضاء الدولية تمكن من تحليل الكريات الحمر واستنتاج ما إذا كان لدى رواد الفضاء ما يكفي من السوائل في أجسامهم، ورصد التغييرات التي تحدث في نظام الدم لديهم.
وقال الطبيب المختص في أمراض رواد الفضاء “قبل عامين، لاحظنا علامات تجلط دم. لم يكن أحد يتوقع ذلك لدى الأفراد الأصحاء، وقد سلط ذلك ضوءاً جديداً على طريقة عمل الجسم على كوكبنا”.
واعتبر ان لديهم الآن معدات تعمل بالموجات فوق الصوتية، وإذا كان لدى شخص ما أعراض مثل الألم أو التورم، فيمكن لعضو آخر في المجموعة إجراء فحص له بالموجات فوق الصوتية لتقييم ما إذا كانت حالة تجلط دم سريرية.
وشدد على انه إذا كانت حياة رائد فضاء أو صحته معرّضة لخطر فعلي، يتخذون قراراً بإجلائه. وقال بلهجة واثقة “لحسن الحظ، خلال الأعوام الـ21 المنصرمة التي كانت فيها محطة الفضاء الدولية موجودة في الفضاء، لم يحصل ذلك إطلاقاً”.
واعتبر انه من الممكن المشاركة في مهمتين أو ثلاث مهمات مدة كل منها ستة أشهر في محطة الفضاء الدولية من دون تسجيل أي تأثير ملحوظ على الصحة.
نقلا عن ميدل ايست اونلاين