رمضان محجوب يكتب :حرب “الكوليرا”..!!
رمضان محجوب يكتب :حرب “الكوليرا”..!!
جاء في الأنباء ان وباء الكوليرا اللعين قد ضرب بقوة بعض مناطق الولاية الشمالية حيث ظهرت عشرات الإصابات خلال اليومين الماضيين في منطقة شرق السليم بمحلية دنقلا ومحلية الدبة مما اضطر السلطات لإغلاق المدارس والأسواق فيها.
والكوليرا (الإسهال المائي الحاد) كما هو معروف مرض شديد الضراوة ينتقل عن طريق تناول الطعام أو الماء الملوث . ويمكن أن تسبّب الكوليرا إسهالاً مائياً حاداً ووخيماً، ويمكن للأشكال الحادة من المرض أن تؤدي إلى الوفاة في غضون ساعات إذا تُركت دون علاج.
ولا تظهر أي أعراض على معظم الأشخاص المصابين ببكتيريا ضمة الكوليرا، على الرغم من وجود البكتيريا في برازهم لمدة تتراوح من يوم إلى 10 أيام بعد الإصابة، ثم تُنثَر مرة أخرى في البيئة المحيطة، ممّا قد يؤدي إلى إصابة أشخاص آخرين.
ومعظم من يُصابون بعدوى المرض يبدون أعراضاً تتراوح بين الخفيفة أو المعتدلة. ويستغرق الأمر ما بين 12 ساعة و5 أيام حتى تظهر الأعراض على الشخص. وتُصاب أقلية من المرضى بإسهال مائي حاد مصحوب بجفاف شديد. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى الوفاة إذا تُرك المرض دون علاج.
ومما هو معلوم أن الكوليرا مرض متعلق بالفقر، يصيب الأشخاص الذين لا يحصلون على ما يكفي من المياه المأمونة والمرافق الصحية الأساسية. كما أن الحروب والنزاعات، والتوسع في المدن غير المخطط له، وتغيّر المناخ كالذي يحدث الآن في الشمالية وغيرها من الولايات، يزيد كل ذلك من خطر الإصابة بالكوليرا.
الولاية الشمالية حكومة وشعبا هي الان في تحد وحرب ليست بأقل شراسة من حرب “الجنجويد” في الولايات الأخرى انها حرب مكافحة هذا الوباء اللعين.
الحكومة متمثلة في وزارة الصحة ومحليات الولاية عليها دور كبير في التنسيق مع الوزارة الاتحادية والمنظمات العالمية في توفير معينات المكافحة والعلاج من أدوية وامصال ودعوات لوجستية تسهم في مكافحة هذا الوباء اللعين.
وفي المقابل فإن انسان ومجتمع الولاية ينتظره دور أعظم من سابقه الحكومي لأن الأشخاص والمجتمع المحلي ينبغي أن يشكل رأس رمح المكافحة لهذا الوباء من خلال الإرشاد والتثقيف الصحي للمجتمعات المحلية
لاتباع ممارسات النظافة الصحية الجيدة، بما في ذلك غسل اليدين بالماء والصابون وإعداد الطعام وتخزينه على نحو مأمون والتخلص من براز الأطفال على نحو مأمون.
بل إن الأمر يتعدى حتى بعد وفاة المصاب الوباء إذ تلزم الاحتياطات والوقاية وخطر الإصابة بالمرض تلزم المتعاملين مع جثمان المصاب إجراءات وقائية خشية انتقال العدوى إلى صفوف الحاضرين.
وقانا الله وإياكم شر الإصابة بالوباء اللعين وعاجل الشفاء للمصابين والرحمة والمغفرة لمن رحلوا عن دنيانا بسببه.