رمضان محجوب يكتب: الجزيرة “المكلومة”
لا زال جرح الجزيرة ينزف في ظل صمت دولي والعالم يتفرج على تلك الوحشية التي يمارسها “أوباش” و”مقاطيع” الجنجويد في مواطني الجزيرة بقرى الشرق التي لم تكن تعاني قبل استسلام ابوعاقلة كيكل للقوات المسلحة.
بعد سقوط مدينة ود مدني وقري الجزيرة الشرقية والغربية مكثت في ولاية الجزيرة أكثر من ثمانية أشهر لظرف اجتماعي قاهر .. وهي فترة كافية مكنتني كمراقب قراءة الواقع الميداني في الجزيرة.
خلال هذه الفترة لاحظت أن قيادة المليشيا قد وزعت الجزيرة لاربع مناطق عسكرية من حيث المسؤولية المنطقة الأولى وهي مدني وقرى شرق الجزيرة مسؤول منها ابو عاقلة كيكل؛ وتتكون غالبية قواته من قبيلة الشكرية التي ينتمي إليها كيكل مدعومة بقوميات اخري.
المنطقة الثانية وهي جنوب الجزيرة وجنوب غربها أوكلت مسؤوليتها للبيشي والذي هلك قبل أكثر من ثلاثة أشهر حيث خطط له الانطلاق من الحوش وود الحداد و إلى سنار وسنجةعبر محاور مختلفة وتتكون غالبية قواته من قبيلة رفاعة الهوى التي ينتمي اليها الهالك مسنودة بقوات من الكنابي ومجندين من ذات المناطق بجانب قوات من دعامة الشتات.
المنطقة الثالثة وهي شمال الجزيرة وتمتد من فداسي حتى الجديد الثورة واوكلت إلى ابوجلحة والذي تتكون غالبية قوته من قومية الرزيقات والمسيرية وقبائل شتات ومرتزقة اجانب .
اما المنطقة الرابعة وهي غرب الجزيرة والاس أسندت إلى قجة تشمل قرى غرب الجزيرة وتتكون غالبية قواتها من أبناء الكنابي وهي أشرس الأوباش هناك.
كيكل كان يمثل لمواطني شرق الجزيرة “درقة” من هجمات وانتهاكات “أوباش” قجة و”مقاطيع” جلحة حتى إذا ما انضم كيكل للجيش اهتبل “الأوباش” و”المقاطيع” فرصتهم فارتكبوا المجازر والجرائم في حق المواطنين العزل
مناطق غرب الجزيرة أخذت حظها مسبقا من القتل والسحل والتهجير القسري والنهب والسلب من هؤلاء السفلة فكان قاطني غرب الجزيرة من المستضعفين يلذوون حماية بقرى شرقها..
الان مجازر السفلة تمددت شرقا يريدون تكرار سيناريو غرب الجزيرة بل أشد قسوة منه..لك الله مواطن الجزيرة الذي لا بواكي عليه… يصمد المواطن هناك ولسان حاله يقول :
ساثأر لكن لرب ودين
وأمضى على سنتي في يقين
فإما إلى النصر فوق الانام
وإما إلى الله في الخالدين
