رغم الحواجز واعتداءات الاحتلال.. نحو 160 ألف فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة الأخيرة من رمضان بالمسجد الأقصى
رغم الحواجز واعتداءات الاحتلال.. نحو 160 ألف فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة الأخيرة من رمضان بالمسجد الأقصى
أدى نحو 160 ألف شخص صلاة الجمعة الرابعة الأخيرة من شهر رمضان في المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة، رغم القيود الإسرائيلية المشددة.
وقال الشيخ عزام الخطيب، المدير العام لدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، لوكالة الأناضول، إن 160 ألف مُصلٍ أدوا صلاة الجمعة الرابعة من شهر رمضان في المسجد الأقصى.
وانتشر الآلاف من عناصر الشرطة الإسرائيلية في أنحاء مدينة القدس الشرقية، وبخاصة في محيط البلدة القديمة، وفي أزقتها وقرب بوابات المسجد الأقصى.
وكان حراس المسجد الأقصى وفرق الكشافة ولجان النظام قد عملوا منذ ساعات الصباح على تجهيز المسجد لاستقبال المصلين وتنظيم الصلاة.
كما انتشرت الفرق الطبية في ساحات المسجد، لتقديم المساعدة للمصلين عند الحاجة.
اقتحام
وفجر اليوم، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى، واعتدت على المصلين والمرابطين بقنابل الغاز والرصاص المطاطي.
وأُصيب 42 فلسطينيا في تلك الاعتداءات، في حين اقتحم العشرات من عناصر الشرطة الإسرائيلية باحات المسجد من باب المغاربة، في الجدار الغربي للمسجد.
وفي لقاء مع الجزيرة، قال المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني في القدس محمد الفتياني إن معظم المصابين الذين تمكنت الطواقم الطبية من الوصول إليهم كانت إصاباتهم في الجزء العلوي من أجسامهم، مشيرا إلى أن طواقم الهلال الأحمر تجد صعوبة في الوصول إلى المصابين.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان، إن عشرات الفلسطينيين أصيبوا خلال المواجهات داخل المسجد الأقصى.
وأضافت “تم نقل 22 منهم إلى مستشفى المقاصد (بالقدس) وتقديم العلاج للبقية ميدانيا”.
وذكرت الجمعية أن معظم الإصابات في “الجزء العلوي من الجسد”، دون وجود “أي إصابات خطيرة”.
انتهاكات بالجملة
وأضاف بيان الهلال الأحمر الفلسطيني أن الشرطة الإسرائيلية “ارتكبت عدة انتهاكات، منها منع الطواقم الطبية من الدخول للمسجد الأقصى في بداية المواجهات، والاعتداء على أحد المسعفين بالضرب”.
وقال شهود عيان إن قوات الشرطة الإسرائيلية انسحبت من ساحات المسجد الأقصى عبر باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد، بعد اقتحام دام أكثر من ساعتين.
اعتكاف
ومنذ يوم الجمعة الماضي، يعتكف المئات من الفلسطينيين في المسجد الأقصى.
وفجر اليوم، دخل آلاف الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى مكبرين ومهللين، وفق شهود عيان.
ومنذ بداية رمضان، شهد المسجد الأقصى عدة مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية والشبان الفلسطينيين.
وقد اصطفت طوابير من الرجال والنساء أمام حاجز قلنديا، بانتظار السماح لهم بالدخول إلى مدينة القدس المحتلة لأداء شعائر الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، وسط انتشار لقوات الاحتلال في منطقة الحاجز الذي يفصل مدينة القدس عن الضفة الغربية.
وتغلق قوات الاحتلال عادة حاجز قلنديا أمام حركة مرور المركبات، ولا تسمح إلا للفلسطينيين ممن تنطبق عليهم شروطها للدخول بعبور الحاجز سيرا على الأقدام.
ويحتاج الفلسطينيون من سكان الضفة الغربية إلى تصاريح خاصة من السلطات الإسرائيلية لدخول القدس عبر حواجز عسكرية محصنة أقيمت في عدة جهات حول المدينة.
الخارجية تدين
أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلية المسجد الأقصى وإطلاقها الرصاص المغلف بالمطاط وإطلاق قنابل تجاه المصلين.
ورفضت الخارجية الفلسطينية، في بيان، سياسة تضييق الخناق على المصلين، مضيفة أن ذلك كله يجري وسط ادعاءات إسرائيل بالحرص على الوضع القائم.
وأوضحت أن الاحتلال يريد تثبيت التقسيم الزماني للحرم بحيث يصبح إفراغه من المصلين المسلمين وإدخال المصلين اليهود هو الأمر الواقع.
وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن “الشبان الفلسطينيين يمثلون محور المقاومة وسيقررون مصير ومستقبل نضال الشعب الفلسطيني”. وأضاف في تصريح له خلال وجوده في مسيرة يوم القدس في طهران أن تحرير القدس أمر محتوم حسب تعبيره.
الرواية الإسرائيلية
في المقابل، قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية عوفير جندلمان عبر حسابه في تويتر إن الشرطة الإسرائيلية أُجبرت على التدخل لتفريق مئات الفلسطينيين الذين بدؤوا بما وصفها بأعمال شغب عنيفة في باحات المسجد الأقصى، شملت رشق حجارة وإطلاق مفرقعات على محيط حائط البراق.
وأضافت “بعد أن استمر إلقاء الحجارة لفترة طويلة، اضطرت قوات الشرطة إلى دخول المكان، واستخدام وسائل تفريق أعمال الشغب”.
يذكر أن الشرطة الإسرائيلية تنتشر بشكل دائم في منطقة باب المغاربة. وتأتي هذه المواجهات قبل ساعات من صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، التي يتوقع مشاركة عشرات آلاف الفلسطينيين فيها.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية نشر الآلاف من عناصرها في مدينة القدس المحتلة بمناسبة صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان.